على هامش اتهامات المعارضة بمجلس الجهة..ضبط حاوية للمخدرات كانت موجهة نحو الداخلة

Region dakhla 5

الداخلة بوست

في ظل البوليميك الساخن الذي شهده مجلس جهة الداخلة وادي الذهب, خلال دورته العادية عن شهر أكتوبر المنعقدة صباح هذا اليوم, و الذي وجه خلاله أقطاب المعارضة بالمجلس اتهامات مزلزلة, بتحكم لوبي من كبار بارونات الاتجار في المخدرات, في المشهد السياسي بالجهة, و كيف تحول ميناء الداخلة للصيد, الى مصدر للحشيش و الكوكايين أكثر من المنتوجات السمكية نفسها, هذا بالاضافة الى اتهام وحدات التبريد بالداخلة بالاشتغال جهارا نهارا و على "عينك يا تاجر" في التهريب بمختلف أنواعه, دون حسيب و لا رقيب, - أقول- في ظل كل هذا الديالكتيك الفضائحي, يصطدم الرأي العام المحلي, بخبر ضبط حاوية لنقل الأسماك" conteneur"،  بميناء أكادير مليئة بأطنان من المخدرات، و ذلك قبل أن يتم شحنها مع حاويات أخرى فارغة, على متن باخرة كانت متجهة نحو ميناء مدينة الداخلة.

و وفقا لذات المصادر الصحفية, فإن هذه "الحاوية"  المملؤة بالمخدرات, كان سيتم توصيلها إلى ميناء الداخلة، ليقوم المتورطين في العملية، إما بتوزيع تلك المخدرات بالداخلة، أو بشحنها نحو وجهة أخرى. ومما سيسهل عملية تمرير هذه المخدرات بميناء الداخلة تضيف المصادر ذاتها، كون هذا الأخير لا يحتوي على جهاز سكانير, من الممكن أن يكشف محتويات "الحاوية"، التي من المفترض أنها فارغة، وأنه سيتم ملؤها بالأسماك إلى جانب الحاويات الأخرى, لتشحن فيما بعد على الباخرة المتجهة الى ميناء أكادير أو ميناء طنجة.

يبدو أن وراء الأكمة ما ورائها, و أن أعضاء المعارضة و بعد هذه النازلة, لم يكونوا يتحدثون من فراغ, و أن اتهاماتهم ليست كيدية أو مجرد محاولة للتشهير بخصومهم السياسيين كما يحاول أن يروج البعض, و أن واقع الحال, يؤكد كل كلمة جاءت على لسانهم, و أخرها طبعا حاوية المخدرات المضبوطة سالفة الذكر. المعارضة بمجلس الجهة, أثبتت اليوم و عكس ما كان يروج له منذ مدة, من كونها متواطئة مع السلطات المحلية من أجل ضرب مجلس الجهة و رئيسه, أنها معارضة مستقلة تماما في خياراتها و انشغالاتها و ما تفتحه من ملفات تهم الساكنة و مستقبلها, و أن كل تلك الادعاءات الجوفاء, هي مجرد أضغاث أحلام و أكاذيب مرسلة,  و أن السيد الوالي رأس السلطة الترابية بالجهة و ممثل جلالة الملك بالاقليم, كان و سيظل على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين, عكس ما حاول أن يوحي لنا به بعض من رواد العلب الليلية و خفافيش الظلام.

كما يحسب لمعارضة مجلس الجهة, اثارتها مسألة تعيين مدير الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع من خارج حدود الجهة و المنطقة, و هذا في حد ذاته يعتبر استجابة محمودة من فريق المعارضة لنبض الشارع, و الغضب الكامن في نفوس كوادر المدينة و شبابها من حملة الشواهد العليا في مختلف التخصصات, من الاقصاء الذي لحق بهم نتيجة هذا التعيين, هذا دون اغفال قضية جمعية الخير للفروسية بمدينة الداخلة, التي أثار السيد "ناجم بكار" عضو المعارضة بالمجلس, مسألة حرمانها من دعم المجلس, و الذي بسببه لم تشارك في الدورة الأولى من كأس محمد السادس للتبوريدة, و متسائلا عن السبب وراء ذلك, و هو السؤال الذي لم تجب عنه الرئاسة, و أجابت عنه الجمعية من خلال بيان سوف ننشره بعد قليل على موقع الجريدة, يزكي كل اتهامات المعارضة.

مجلس الجهة يسير بسرعة ضوئية نحو نفق مسدود, و بقاء الحال على ما هو عليه بات أمرا مستهجنا, و المتضرر الأكبر من كل هذا الوضع "الهيتشكوكي" البائس هم ساكنة الجهة و بؤسائها, و المسؤولية تتحملها الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس, التي لم تستطع على ما يبدو أن تستوعب الشروط التاريخية التي تمر بها المنطقة, و لا أن تستشف الخيط الفاصل بين مفهومي المغالبة و المشاركة, خصوصا اذا كان الفارق بين الأغلبية و المعارضة مجرد عضو واحد.