تقرير|| تجارة الرصيف و الباعة الجائلون يغزون كورنيش الداخلة...ومطالب للسلطات بحملات لردع المخالفين

Photostudio 1562006254716 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

⊙تقرير

تحول كورنيش مدينة الداخلة الى ساحة مفتوحة لـ الباعة الجائلين في أيام العطلات والأعياد والمناسبات، وبات أشبه بسوق مفتوح للبضائع والمأكولات والمعلبات والفواكه التي تشوه الأرصفة وتضيق على المارة، وتخلف العديد من الظواهر السلبية أقلها ضرراً هي أكوام النفايات والحاويات التي تترك في تلك المواقع بعد انتهاء فترة البيع اليومي.

وأصبح تنظيف الكورنيش من بقايا أعمال البيع والشراء عبئاً ثقيلا على عمال النظافة التابعين لبلدية الداخلة، إلى جانب الأضرار الاقتصادية الناتجة عن اتجاه كثيرين للتجارة والبيع على الأرصفة، وترك المحال التجارية الرسمية لتجنب دفع الرسوم البلدية، ورسوم إيجارات المحال التجارية وغيرها، إضافة إلى مخالفة عدد من هؤلاء للقوانين المنظمة للفضاء العام وضعف الرقابة على منتجاتهم وعدم مأمونية المواد المباعة على الرصيف.

وأكد عدة مواطنون أن الكورنيش بات هدفاً لدى الباعة الجائلين الباحثين عن تسويق ما لديهم من منتجات وسلع، محذرين من مخاطر هذه السلوكيات على سمعة ومكانة هذه البقعة الحيوية التي يقصدها معظم الزائرين للداخلة، لافتين إلى أن تجارة الرصيف باتت رائجة لدى كثيرين، كما أصبحت ظاهرة مزعجة أخذت في الانتشار والتوسع في السنوات الأخيرة.

وطالبوا بضرورة تحرك الجهات المعنية لمنع تفاقم حجم الظاهرة ومن يقف وراءها، ومن يساعدها على الانتشار، أو من يقدم لها التسهيلات، وتطهير الكورنيش من هذه التجارة التي يمارسها باعة جائلون للحد من المخاطر الصحية والبيئية لهذه الظاهرة.

وقال باعة جائلون إنهم يقدمون خدمات سريعة ومباشرة للجمهور لافتين إلى أهمية تلك الخدمات لزوار الكورنيش، ولفتوا إلى أن كل المنتجات التي يبعونها منتجات تناسب نوعية الزوار.

واستبعدوا أن يكونوا سبب في الاساءة إلى رواد الكورنيش أو تلويثه، وأوضحوا إن اقبال الزوار على الشراء منهم دليل على مصداقيتهم.

1560507782 1

إن انتشار الباعة الجائلين بكورنيش الداخلة، يعمل على تشويه الصورة الحضارية للكورنيش، وإتاحة الفرصة أمام تهديدات تتعلق بانتشار التلوث البيئي المهدد للصحة العامة نتيجة تراكم المخلفات الناجمة عن البيع والشراء والتي تسيء إلى جمال الكورنيش، و ما يزيد الطين بلة أن البعض يقومون بإلقاء المخلفات في مياه البحر، ما يسمح بامتداد رقعة التلوث بالكورنيش الذي يعد من الأماكن التي تحظى بتواجد عدد كبير من الأسر والسياح الذين يجدون فيه مكاناً لائقاً للاستمتاع بالأجواء والمناظر المميزة، و هي  المخلفات الخطيرة التي تشوه المظهر العام، وتهدد البيئة. خصوصا أن الكورنيش يستقطب الأسر خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يقومون بالنزهة أمام البحر ، في ساعات الصباح الأولى وبعد غروب الشمس، كما يعتبر الكورنيش مقصداً لهواة رياضة المشي والجري، ولا يصح أن يتحول إلى مكان للبيع والشراء، ونشر التلوث.

و في هذا الصدد، يطالب المواطنون بضرورة القيام بوضع أو تركيب سلال للقمامة، حتى لو كانت ذات حجم صغير، فسيكون لها مردود إيجابي، باعتبار أن الشخص المار عندما ينظر إليها نظيفة، يستحي فلا يفكر في رمي المخلفات على الأرض، بل داخل هذه السلال، كما أن هذه الخطوة تدفع الآخرين إلى التعامل الإيجابي في التخلص من النفايات من أكواب وعبوات بلاستيكية، وغيرها من المخلفات البسيطة التي تنتشر على الكورنيش، داعين إلى ضرورة رفع مستوى الوعي وتعاون الجميع، حتى يبقى الكورنيش نظيف وجميل.

أحد المواطنين: ممارسات خاطئة تستدعي المساءلة

أكد المواطن "حمدي" ضرورة تفعيل وتكثيف الحملات المتخصصة لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين من محترفي البيع بالكورنيش، لافتاً إلى ضرورة وضع لافتات تحذيرية تفيد حظر ممارسة البيع والشراء بامتداد الكورنيش للوقاية من مخاطر اقتصادية وصحية وبيئية، وقال: «يجب التوعية بمنع تجارة الرصيف وتوقيع عقوبات رادعة على المخالفين، وأن تكون شاملة في جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة».

ودعا إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية لوقف هذه السلوكيات الخاطئة التي تشوه المظهر الحضاري للكورنيش وتحمل أضراراً صحية وبيئية واقتصادية كبيرة، لافتاً إلى أهمية تكثيف الحملات التوعوية، وردع المخالفين، وأن يعمل كل مواطن على الإبلاغ عن تجار الأرصفة ليس في الكورنيش وحده، وإنما في كافة أنحاء شوارع الداخلة وباقي الأحياء السكنية.

بائعون يؤكدون للمركز: نوفر احتياجات الزوار .. ولا ندفع إيجارات مرهقة

إلتقى المركز بعدد من تجار الأرصفة للوقوف على مشكلة احتلال الأرصفة وتحويلها للاستثمار لحسابهم الخاص ومحاولة معرفة الدوافع الرئيسية وراء إصرارهم على مخالفة الأنظمة.. وأكدوا أنهم يعملون جائلين في هذه المواقع التي لا تتطلب دفع إيجارات ولا موافقة ولا تراخيص مسبقة، لافتين إلى أن البيع بالكورنيش قريب من الزبائن الذين يتوافدون بكثرة، ما يخلق فرصاً للربح السريع ودوافع للاتجاه للبيع بالرصيف، وأضافوا أنهم يقومون بتلبية طلبات رواد الكورنيش من الباحثين عن سلع متنوعة من ملابس وأطعمة وكماليات، ويجدونها على الرصيف، ما يعد سبباً رئيسياً في التمسك بهذا العمل، الذي لا يكلفهم إيجاراً شهرياً، ويدر عليهم دخلاً كبيراً.

وأكدت مجموعة أخرى من الباعة الجائلين العاملين بالأرصفة أنهم يعانون في البحث عن فرص عمل مربحة، وأنهم وجدوا ضالتهم على الرصيف، وأنشؤوا مشاريعهم الخاصة التي أصبحت تدر عليهم دخلاً كبيراً دون رقيب، ودون أن يدفعوا أي مقابل، لافتين إلى أنهم يجهلون عقوبات ممارسة البيع والشراء دون ترخيص.