مفارقة|| الشباب بالجهة ينهشه الحرمان..و كمبرادورات الريع مستمرين في نهب الثروة و تهريبها إلى الخارج

Photostudio 1562493484694 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

●تقرير 

توصل المركز بتقارير مهنية موثوقة، تؤكد بأن عشرات الشاحنات المحملة بالمنتوجات البحرية غادرت التراب الوطني متوجهة الى اسبانيا و هي محملة بأخطبوط الداخلة المهرب و المجنس بعلامة منشأ موريتانية مزورة خلال الأشهر الماضية.

و أوضحت ذات التقارير بأن الشاحنات المذكورة المملوكة لرجل أعمال من اكادير يدعى "س.ه"، تحل بمدينة الداخلة قادمة من موريتانيا، و معها تصاريح مزورة لأطنان من الأخطبوط المهرب يتم اقتناؤها بما قيمته 7 دراهم للكلغ ، حيث يتم نقل الأخطبوط المتحصل عليه من السوق السوداء بجهة الداخلة وادي الذهب،و ترحيله الى السوق الاسبانية بطريقة مافيوزية تشرف عليها عصابة متجذرة في تهريب الثروات البحرية من الأقاليم الجنوبية بزعامة برلماني متنفذ، لا تزال وفية للعقلية الاستعمارية الاسبانية. و حسب ذات التقارير، فإن شركات اسبانية معروفة هي من ترعى هذه العمليات بايعاز من عملاءهم ذوي الجنسيات المزدوجة "المغربية الاسبانية الموريتانية".

التقارير أكدت أيضا أن عمليات التهريب عبر مثلث المغرب موريتاينا اسبانيا، تمتد لسنين، و هي السبب الرئيسي في ما يعيشه قطاع صيد الاخطبوط من استنزاف و تهريب و انفلاتات أمنية و فوضى، مشيرة الى أن تراخي الاجهزة الامنية في التصدي للظاهرة، مكن المافيا من تكسير اثمنة الاخطبوط بالاسواق الاسبانية لتسجل تراجعات خطيرة و غير مسبوقة، كما أن جل الفوائد المترتبة عن عمليات التداول تستفيد منها موريتانيا و حسابات اقطاب المافيا سالفة الذكر.

و اعتبرت التقارير أن عملية توقيف شاحنات قادمة من موريتانيا محملة ب خمسة أطنان من الاخطبوط، و الادلاء بتصريح يفوق الحمولة ب خمسة أضعاف، إضافة إلى توقيف شاحنات بالداخلة محملة بكميات ضخمة من الاخطبوط موضوعة بشكل مريب في صناديق مجهولة الهوية، لا تحمل اسم المصنع او الرخصة، و هروب شاحنات اخرى، دليل قاطع على وجود نشاط مشبوه يستوجب تدخل الاجهزة الامنية لمحاربة الجريمة المنظمة على غرار تهريب السلاح و المخدرات و المتاجرة في البشر.

من جهة أخرى، أكدت ذات التقارير بأن بعض شركات النقل البري، التي تؤمن نقل البضائع بين المغرب وموريتانيا عبر الشاحنات، أصبحت متخصصة في تهريب كميات كبيرة من الأخطبوط نحو موريتانيا بهدف البحث عن وثائق "الهوية المزورة"، مؤكدة ايضا أن صاحب شركة نقل معروفة بالداخلة ينحدر من أكادير يدعى "س.ه"، أصبح متورطا مع العصابة سالفة الذكر في تهريب شحنات كبيرة من الأخطبوط نحو موريتانيا، حيث يمكن الحصول على شهادات المنشأ والشهادات البيطرية بكل سهولة وبأسعار مناسبة، على اعتبار أن البلد الجنوبي لا يطبق "كوطا" على مصطادات الأخطبوط، ويقدم تخفيضات مهمة في الضرائب المفروضة على الصادرات.

Photostudio 1555470478129 960x680 1

إنها بعض خبايا و أسرار اللوبيات الفاسدة الناشطة بقطاع الصيد البحري, و المشكلة من نخبة كمبرادورات الريع و الإسترزاق بإسم الصحراويين, من طائفة تجار الحروب البارعين, الذين حولوا نزاع الصحراء المزمن إلى بقرة حلوب, و مستنقع آسن لممارسة التهريب و الإتجار في المخدرات و المهلكات, و إستنزاف الثروة السمكية بجهة الداخلة وادي الذهب, بل الأدهى و الأمر من ذلك, الإمعان في تهريبها إلى موريتانيا بأوراق مزورة بمساعدة و تواطئ مباشر من مسؤول جمركي فاسد تربطه مصاهرة بأحد أقطاب هذه العصابة من أبناء المنطقة, و من ثَمَّ تبييض اموالها الحرام في بنوك جزر الكناري, بعيدا عن أفواه الجياع و المحرومين و المفقرين و المعطلين, الذين تعج بهم جنبات هذه الربوع المالحة.

كارتيلات دولية مافيوزية, و بعض غيض من فيض حكايات الإجرام و خرق القانون و نهب الثروة السمكية, الذي تسبح في وحله المنتن العصابة سالفة الذكر, و الشبكة الإجرامية أوسع و أكبر, تمتد جذروها الشيطانية إلى مستثمرين أجانب, بزعامة رجال أعمال إسبان, شاركوا هؤلاء الكمبرادورات منذ زمن طويل مشاريعهم المفخخة, القائمة على تسويق الأخطبوط و الأسماك المهربة من الداخلة عبر موريتانيا, في عدة دول أوروبية, تحت يافطة "إستفادة الصحراويين من ثرواتهم", و هو الحق الذي أريد به باطل, و الذي تستغله هذه اللوبيات كما نما إلى علمنا, من أجل تضليل شركائهم الأوروبيين, و إبتزازهم, للإستمرار في إستيراد هذه المنتوجات التي يتم تبييضها داخل مصانعهم بمدن نواذيبو و التلاعب بشواهد المنشأ, و الهدف هو جني الأرباح الضخمة, خصوصا إذا علمنا بأنها تهرب عبر معبر الكركرات الحدودي بأوراق مزورة و أسماء شركات وهمية.

كما أن رجال الأعمال الإسبان سالفي الذكر, لا زالوا يشرفون شخصيا على حسابات اللوبي المافيوزي بالخارج, و متورطين في أجنداتهم القذرة التيي تهدف الى تجويع الجهة و تهريب الثروة و المال صوب موريتانيا و الخارج, بغية تأزيم الوضع الاقتصادي بالمنطقة و إصطناع أزمات إجتماعية خانقة, يستغلها الإنفصاليين داخليا و خارجيا للتسويق لأطروحاتهم العدمية, و خلق الفوضى و الإضرار بالسلم الأهلي, و تستغلها العصابة فيما بعد من أجل التمويه عن أنشطتها الإجرامية و الإستمرار في إبتزاز الدولة المغربية, حتى يبقى صنبور الريع مفتوحا, و رقراقا متدفقا من دون إنقطاع، و تظل يد الحساب والعقاب مغلولة و معطلة إلى أبد الآبدين.

حيث درج أقطاب مافيا تهريب الثروة السمكية صور موريتانيا, حسب التقارير المذكورة, على محاولة إقناع شركائهم بأوروبا على أن المنطقة تشكل أرض نزاع دولي, و أن المغرب ليست له سيادة حقيقية على المنطقة, و بأنهم هم الأسياد يفعلون ما يشاؤون بلا حسيب أو رقيب, و أن "الدولة هم و هم الدولة", على رأي الديكتاتور الفرنسي لويس الرابع عشر, و هذا طبعا ينم عما جبل عليه أصحابنا من خيانة و نفاق و إنتهازية في التعامل مع قضايا الوطن المقدسة و على رأسها قضية الصحراء، متسائلين و من ورائنا طوابير البؤساء و المحرومين الذين تعجوا بهم الجهة و المنطقة، و خصوصا أولئك الذين قرروا الاعتصام بمنطقة الكركرات منذ أيام : 

ماذا قدم كمبرادورات الريع هؤلاء للجهة و ساكنتها؟ 

لماذا تحالفوا مع مستثمرين فاسدين وافدين على المنطقة من سوس و نواحيها، و تكالبوا معهم على سرقة ثرواتنا السمكية، و تهريب أموالها العرمرم صوب اكادير و نواذيبو و إسبانيا؟

بماذا إستفادة الساكنة من سيطرتهم طوال أربعة عقود عجاف على مقدرات المنطقة و ثروتها السمكية؟ 

أين هي الإستثمارات العظيمة التي أقاموها بالمنطقة خدمة للمواطنين و الشباب العاطل؟ 

كم من منصب شغل وفروه؟ كم من جائع أطعموه؟ كم من جمعية دعموا؟ كم من مريض عالجوا؟ 

بماذا إستفادة الساكنة من الريع الذي ظلوا يرقدون في جنانه و يتنعمون؟ 

ماذا استفدنا من سيل الرخص التي منحت لهم و الأراضي الشاسعة التي أنحلتهم الدولة المغربية؟ 

بماذا إستفدنا من عطلهم المرفهة بجزر الكناري, و عقاراتهم الفاخرة بإسبانيا و مدن شمال المملكة؟ 

من منحهم الحق للحديث بإسمنا و حلب "بزولة" الريع بإدعاء تمثيلنا؟ ألم يشاهدوا بأم أعينهم لافتات الحرمان التي ترفع بمدن الصحراء من طرف فئات عريضة من الشباب الصحراوي المحروم؟

أسئلة فاحشة لا تنتهي, و نحن الذين سرق من هؤلاء الكمبرادورات الملاعين ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا, و لم نعد نملك سوى طرح الأسئلة, و مرابض أقلامنا القمطرير التي لن تدخر جهدا في إنصاف التاريخ و فضحهم على رؤوس الأشهاد، لذلك لا غرو أن يصل إلينا على بعد المسافات عويل بعض اقطابهم تهديدا و وعيدا و إبتزازا، بل ليس مستغربا و كما نما إلى علمنا أن يهددنا كبيرهم المافيوزي ب"الطحن فالمولينيكس" على نفس شاكلة ما حصل مع الصحفي السعودي الكبير الشهيد "خاشقجي"، تهديدات خرقاء لن ترهبنا، و  "الله يحفظ ملكنا" و الاجهزة الأمنية الباسلة بقيادة "الحموشي"، انتهى الكلام يا عصابة اللصوص.