الان اتضحت الصورة.."الجماني" وحده من يمتلك منجزات تنموية حقيقية يترافع عنها بجهة الداخلة ؟؟؟

Photostudio 1564078423407 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

تابعت مؤخرا قيام رئيس مجلس جهة الداخلة, بزيارة تفقدية للمشروع الملكي الخاص ببناء ميناء المهيريز، و الذي يدخل في إطار برنامج التنمية المندمج الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زيارته الأخيرة للمنطقة.

جدير بالذكر أن المجلس الجهوي للداخلة لا علاقة له بهذه المشاريع التنموية العملاقة من قريب أو بعيد, فهو مجرد مساهم في هذه المشاريع الملكية كباقي المجالس المنتخبة بالجهة و الهيئات الحكومية.

يبدو أن حلقات مسلسل "سنوات الضياع" في نسخته الجهوية، عصيت على أن تكتب لها نهاية سعيدة بهذه الربوع المالحة, كما يبدو أن أقلامنا أيضا ستظل في حالة استنفار أبدي, من أجل تسطير ملاحم و بطولات المجلس الجهوي تحت قيادة "ولد ينجا" و أعضاء أغلبيته من "هوانم جاردن سيتي" و المتأسلمين الجدد "الباجدة", الذين لا يضيرهم "التفرنس" أمام عدسات الكاميرات من أجل الترويج الدعائي لمنجزات من "لخروطي" و الأحلام، كما جاء على لسان رئيس الحكومة خلال زيارته الأخيرة للجهة.

الشاهد على كلامنا, صور تداولتها مؤخرا مواقع صحفية محسوبة على رئيس جهة الداخلة وادي الذهب, يظهر فيها الرئيس الى جانب بعض من نوابه و معهم اعضاء من أغلبية المجلس في زيارة لأوراش تنموية ملكية بإقليم اوسرد, يتنطعون خلالها امام الكاميرات و "يفرنسون" في حالة من التجلي و الدروشة تضرب لأخبارها أكباد العيس، و تصلح أن يتسامر على أحجيتها الأصحاب و الخلان تحت ليالي جرف الداخلة المنكوب.

مجلس منذ تنصيبه بما يربو على أربعة سنوات عجاف, اختصر الانجاز و العمل الجاد, في تنشيط المؤتمرات و انعاش ألبومات الصور, بدل السهر على حل مشاكل جيوش المحرومين و الكادحين و المسحوقين, أبناء هذه الأرض المالحة، الحالمين بغد أفضل. غد سوداوي, رهنه المجلس تحت دفة حزب الاستقلال و حلفائه، بمخططات تنموية سريالية تصلح فقط لإخراج فيلم سينمائي من فئة science- fiction، أما مسألة الانكباب على تنزيل مشاريع سوسيو-اقتصادية حقيقية, تمكن من تحسين ظروف حياة الساكنة المغلوب على امرها, و تحقق توزيع عادل للثروات و النماء بين أبناء الجهة على قدم المساواة, فذلك أخر هم رئاسة المجلس و مكتبه المسير.

المضحك في الأمر, هو أن مجلس الجهة يحاول منذ مدة التلاعب بالرأي العام المحلي, من خلال بروبكندا رخيصة و ممنهجة, تولى افكها ثلة من المواقع الصحفية الموالية و الكتاب المغمورين, شرخوا اذاننا بالدعاية لمشاريع أشبه بقصص الخيال العلمي, ليتبين بعد سنوات من الانتظار القاتل لدى صفوف عريضة من بؤساء هذه الجهة, ان الأمر لا يعدو ان يكون, بعض من أحداث المسلسل التركي الطويل و الممل "سامحيني", و ان هذه المشاريع الوهمية صعبة المنال التي أنفقت الملايين على إعدادها من طرف مكاتب دراسات محظوظة, قد تم اطلاقها على عجل لذر الرماد في عيون الساكنة بهدف تبييض وجوه الطقمة الحاكمة للمجلس. 

إنه مسلسل "سنوات الضياع" في نسخته الجهوية, فمجلس الجهة قطعا بتشكيلته الحالية و تحت رئاسة حزب الاستقلال, بات عبئا ثقيلا, ناءت و تنوء بثقله جهة بأكملها, تمتلك من المقدرات و الامكانات و الصلاحيات و الثروات, ما يجعلها في مصاف جهات المملكة, تقدما و ازدهارا و تنمية و رفاها, لكنه حلم استحال الى محال بأيادي مرتعشة, تتقن التنطع و التنزه و إلتقاط الصور, عوض الانجاز و العطاء, و تركن الى التبجح بالمنجزات الوهمية عن طريق الدعاية المغرضة مدفوعة الأجر بالداخل و الخارج. 

Fb img 1564077356938

من جهة أخرى، إستطاع "سيدي صلوح الجماني" العدو اللدود لتحالف رئيس الجهة الانتخابي، تحقيق إنخراط فاعل لبلدية الداخلة في إستراتيجية عمل جادة و دؤوبة, تروم النهوض بالبنية التحتية لعاصمة الجهة, و تجويد الخدمات العمومية المقدمة للساكنة، و رغم ضعف الميزانية إضافة الى الإنفجار العمراني و الديمغرافي الكبير الذي تعرفه المدينة، لا يزال المجلس البلدي يناطح المستحيل من أجل تطوير المدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة، خصوصا على مستوى الأحياء ناقصة التجهيز التي ورثها "الجماني" أشبه بكاريانات من العصور البدائية، ناهيك عن حملات النظافة الموسعة التي همت مختلف النقاط السوداء, و مجموعة كبيرة من المناطق الخضراء و الحدائق العامة، و ذلك مع قرب انطلاق عملية التأهيل الشامل لجميع المناطق الخظراء والساحات العمومية وتوفير الحراسة لها.

هذا و عرفت أحياء الوحدة و الحسني و السلام و النهضة، عمليات تجديد شاملة على مستوى تبليط الأرصفة و تكسية الطرقات بأجود أنواع الإسفلت الساخن، و مدها بشبكة إنارة عمومية متكاملة, ما حولها إلى جوهرة عمرانية و متنفس جديد تنعم به ساكنة الضفة الجنوبية للداخلة, و هو ما يحسب لبلدية الداخلة تحت رئاسة "سيدي صلوح الجماني" الاستثنائية, التي حولت الداخلة إلى جوهرة عمرانية و أوراش تنموية مفتوحة, و خصوصا الاحياء السكنية الجديدة الوقعة جنوب و غرب مدينة الداخلة, التي ظلت لعقود طويلة, تأن تحت وطأة الحرمان و الاستضعاف و الهشاشة و التهميش الأسود.

Fb img 1564077325524

لكن المفارقة العجيبة أن الوريث الشرعي لكل تلك الحقبة السوداء, و نخص هنا بالذكر حلف "ولد ينجا" السياسي, لا يزال اعضائه على العهد سائرين و على الطريقة محافظين, ورغم مرور اربعة سنوات على غزوتهم "المباركة" لمجلس الجهة و تربعهم على عرشه و خزائنه المليارية, لم نجد لهم صورة يتيمة واحدة في الميدان, تثبت للأعداء و الخلان, إنجازا يذكر أو عملا يستدل به, اللهم إلا ما تتحفنه به بين الفينة و الاخرى أذرعهم الإعلامية الموازية, من إنجازات و همية, و تكريمات هزلية على إنجازات منعدمة أو مملوكة للغير.

على العموم يحسب لبلدية الداخلة و رغم كل تلك الإكراهات سالفة الذكر, أنها مستمرة في تحمل مسؤولياتها بكل صدق و أمانة, و منكبة على تطوير المدينة و تأهيلها و تجديد بنيتها التحتية، و هو ما يثبته الواقع من خلال صور أعضاء أغلبية "الجماني" و هم واقفون بشكل يومي في الميدان و تحت أشعة الشمس الحارقة بعيدا عن المكاتب المكيفة, يؤازرون العمال و يراقبون و يتتبعون المشاريع التنموية الضخمة التي أطلقتها البلدية, و بالمقابل يكفي "ولد ينجا" و حلفه و أعضاء أغلبيته التنطع أمام عدسات الكاميرات، من أجل الترافع عن مشاريع موقوفة التنفيذ، ضمن رزمانة مخطط "بيع القرد و ضحك على من شراه" التنموي الخاص بجهة الداخلة وادي الذهب، في أفق سنة 2021 القادمة, أما الساكنة الجهوية فلها باقة من أحلام "ولد هميش" المستحيلة, و أذرع رئيس الجهة الإعلامية, تعزف لهم كل مساء ألحان رومانسية عن مزايا رئيس الجهة و إنجازاته الخرافية.

ليبقى السؤال العويص الذي تطرحه ساكنة الجهة بإلحاح كبير: أين هي المشاريع التنموية العظيمة التي جاء بها "ولد ينجا" في مخططه المسمى ب"مخطط التنمية الجهوية" أو ما أرتئينا أن نسميه بمشروع "بيع القرد و ضحك على من شراه"؟ أم أن رئيس الجهة يا ترى يحاول التغطية على فشله الذريع في تحقيق أية منجزات شخصية بهذه الربوع المالحة, بالركوب على مشاريع تنموية ملكية جاءت في النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية, ثم تسويق صور زياراته لأوراشها بعد ذلك بواسطة أذرعه الإعلامية, بهدف تضليل الرأي العام المحلي و الظهور بشكل الرئيس صاحب الإنجازات الأسطورية؟

Fb img 1564077476795Fb img 1564077374939Fb img 1564077582682Fb img 1564077537695Fb img 1564077547347Fb img 1564077414775Fb img 1564077381933Fb img 1564077515508Fb img 1564077491417