مخطط "ماريا طونطا"...قراءة في برنامج مجلس الجهة الخاص بتكوين حملة الشواهد في المهن الرقمية؟؟؟

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

في إطار ما أعتبره مجلس الجهة في نص بلاغه الكوميدي ب "التوجهات الاستراتيجية لجهة الداخلة – وادي الذهب"، في مجال خلق فرص شغل للشباب الحاصل على شهادات وإدماجهم في مجالات المهن الرقمية، وفي إطار تنفيذ برنامج التكوين للإدماج في سوق الشغل، وبتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، وبتنفيذ من مكتب الدراسات WEB4JOBS، أعلن مجلس "ولد ينجا" عن بدأ تلقي ملفات الترشيح للاستفادة من دورات تكوينية وتدريبية مكثفة في تطوير البرامج المعلوماتية، والحصول على شغل في ميدان تكنولوجيا المعلوميات داخل شركات متخصصة في الميدان.

إنه بإختصار شديد أحد مهازل مجلس الجهة الفاشل، يكشف عن غباء و تخبط رهيب يسبح بين حبائله المجلس و رئيسه و مستشاريه، و إلا لما تفتقت قريحتهم "الإستراتيجية" عن هكذا برنامج تافه و عبثي و غير ذي جدوى، و لا يتلائم جملة و تفصيلا مع واقع شباب الجهة و طبيعة الشواهد الجامعية العليا المتحصل عليها و التي تتشكل في غالبيتها الساحقة من تخصصات قانونية و ادبية و إقتصادية، بعيدة كل البعد عن البرمجة و لغاتها الصعبة و تطبيقات الاندوريد و ألغوريتماتيها العويصة.

و بينما كان ينتظر شباب الجهة حملة الشواهد العليا ادماجهم في سوق الشغل من خلال مشاريع حقيقية و تكوينات تطابق مؤهلاتهم و قدراتهم و شواهدهم، نفاجأ بهذا البرنامج المرفه الموجه ل"جوج قيوش" بينما الغالبية العظمى من أبناء الجهة المعطلين سيجدون أنفسهم مرة أخرى خارج حسابات و استراتيجيات رئيس الجهة.

في علم التدبير العمومي و الاستراتيجي يوجد شيئ يسمى "تدبير الاولويات" و قد سبق لنا التنظير له في مقالات سابقة، كما ان التفكير الاستراتيجي réflexion stratégique يبنى على ثلاثة ركائز مهمة و أساسية: أولها معرفة و تحليل معمق للبيئة المحيطة في مختلف تجلياتها السوسيو-اقتصادية و السياسية و القانونية و الديمغرافية و الحاجيات المعبر عنها و الأنماط الاستهلاكية و الرغبات وووو...، ما يستلزم من المسير أو المدبر وضع جدول إحصائي خاص يسمى في علوم التدبير tableau de bord.

و ثانيهما امتلاك القدرة على الخلق créativité و ابتداع سيناريوهات و برامج عمل مختلفة و فعالة تمكن من تحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة.

و ثالثهما، إمتلاك الذكاء التدبيري في اتخاذ القرارات الملائمة التي تمكن من تحقيق الأهداف و تلائم الحاجيات المعبر عنها ciblage.

لذلك لو كان رئيس الجهة و فريق عمله احترموا هذه المقومات العلمية خلال وضع البرنامج الفاشل سالف الذكر، و بناءا أيضا على التدبير بالاولويات في تسيير الشأن العام الذي سبق الإشارة إليه، لكنا الآن بصدد برنامج تكويني في ميادين الاستشارات القانونية و الاقتصادية، و الطاقات المتجددة و الفلاحة و السياحة و الصيد البحري... إلى أخره من المهن و القطاعات الحيوية التي تلائم الاقتصاد المجالي économie du terroir، و تتطابق مع قدرات و بروفايلات شباب الجهة حملة الشواهد العليا.

إن هذا البرنامج الجهوي الجديد، تنطبق عليه مقولة البيظان الشهيرة "طير يا عود" و ستكون من بين ثماره المنتظرة إدماج "لخروطي" في شركات "لكذيب لحمر" المتخصصة في "مارو ول اواه" و "ماريا طونطا".

قولا واحدا، و كم بجهة الداخلة من المضحكات و لكنه ضحك كالبكاء، لأن كلمة السر وراء هذا البرنامج المهزلة تكمن في مكتب الدراسات WEB4JOBS، حيث باتت مكاتب الدراسات المغمورة المستفيد الحصري و الوحيد من خميرة أموالنا العمومية المهدورة، و عليه نساءل مجلس الجهة و رئيسه: خلونا من التفيتيت و قولو للساكنة كم ستمنحون لمكتب الدراسات من الميزانية مقابل تنشيط هذه الحفلة؟؟؟؟، و عنكم سلمو لي حتا حتا على WEB4JOBS يا وني، انتهى الكلام.

ملاحظة: لأننا نعلم جيدا بأن فريق عمل رئيس الجهة فقير من الكفاءات العلمية المرموقة، فقد قررنا أن نهديه مجانا هذه الاستشارة.