انه المثل الدارج الذي نراه يلخص بكل صدق و مرارة، اللعنات المرسلة لشعب الفرطين البائد، التي لا تزال تتنزل على هذا الجرف البحري المنكوب. لعنات من وحي زيارة الملياردير المغربي و رئيس قطاع وزاري, تحول للأسف الشديد الى ماكينة عملاقة لاستنزاف ثروات الصحراويين البحرية : انه السيد "أخنوش" ابن القصر المدلل و سليل جبال تافراوة الفقيرة.
وزير تحولت بحار الصحراء, خلال فترة توليه مسؤولية قطاع الصيد البحري, الى فريسة لشذاذ الافاق و ضباع المغرب العميق من الجياع و المهربين و اللصوص و العسكر، لتنهش وصالها و تجتث ثروتها و تجهز على اسماكها المغلوب على امرها, و تذرها هشيما و قاعا صفصفا.
صاحبنا "أخنوش" هذا, و على رأي المثل القائل "من يشهد للعروسة", قال و بوجه "أحمر", خلال اللقاء الذي نظمه ليلة امس حزب الحمامة بالداخلة، بأن "زكية الدريوش" عرابة كل هذه الكوارث "غيورة وطنية", رغم اننا نفهم جيدا بأن اخوكم الوزير في هذه النازلة مكره و ليس بطل، و لا يملك إلا أن يمتدح تلك المرأة، ذراعه الحديدية في الاجهاز على ثروات الصحراويين و ارزاقهم و احلامهم بغد أفضل. و ذلك حتى يكون منسجما مع نفسه و صادقا مع جوقة "الحلايقية" الذين حضروا اللقاء، من أجل تأثيث المشهد الركيك.
لكننا و بالمقابل, و من وراءنا جيوش من المحرومين و المهمشين و المعطلين أبناء هذه الأرض المالحة و الملعونة, نساءل "أخنوش" :
- ما هي الاجراءات القانونية التي اتخذتها الوزارة ضد شركة اتينيروس ديل سور مثلا, عندما قامت الباخرة "بولاند" برمي الاف الاطنان من سمك "الدوراد" الممنوع صيده في عرض البحر؟
- اين هو التحقيق المستعجل الذي فتحته الوزارة مع لوبي صناعات دقيق السمك بعدما فجرت الصحافة المحلية و الوطنية, جريمة تحويل 600 الف طن سنويا من سردين الصحراويين الى دقيق و زيوت تصدر الى الخارج؟
- لماذا يرضخ الوزير لجشع "مصاصي الدماء" و يسمح باستنزاف كوطا اضافية من سردين الصحراويين بألاف الاطنان؟
- ماهي الاجراءات العقابية التي اتخذتها الوزارة ضد مهربي الاخطبوط الذين يشتغلون ليل نهار و على مدار السنة، بل و اصبحت عصابتهم تصطاده بخليج وادي الذهب و في واضحة النهار؟
- ما هي الاجراءات الملموسة التي اتخذتها الوزارة, لكي يستفيد أبناء الصحراء "المحكورين" من ثروات بلادهم, و يسمح لهم بالتناوب على الرضاعة من ثدي هذه الداخلة "العاهرة", التي استباح حرماتها الشلح و العروبي و حتى الاوروبي.
- كيف تسمح الوزارة من أجل ارضاء لوبيات الاستنزاف و مستثمري التهريب, بخرق الراحة البيولوجية و السماح بصيد اخطبوط بحجم كف اليد, و بيعه بأثمنة تتراوح بين 70 و 80 درهم للكيلو الواحد, لذر الرماد في العيون, في اطار سياسة باتت ممنهجة للاجهاز على ما تبقى من مخزون الرخويات بهذه البلاد المنكوبة. شاهدوا الصورة.
لكن للأسف و بدل ان يثبت الوزير حسن نواياه و يقوم بمحاسبة الكاتبة العامة للوزارة عن كل هذه الخروقات الجسيمة و الجرائم التي روائحها ازكمت الانوف, نراه يثني عليها و يصفها بالوطنية الغيورة, و كأنه يريد ان يقول للشباب الغاضب و المشتكي "خبطو راسكم مع الحيط". رغم ان الكل يعلم بان أول خطوة حقيقية في اتجاه الاصلاح, تبتدأ ضرورة و لزوما باقالة هذه المرأة من الوزارة و تقديمها للمحاكمة العادلة. و هو الأمر الذي لن يتحقق طبعا, ما دمنا نعيش في دولة اسمها المغرب.
للاشارة فجريدة الداخلة بوست قد تلقت دعوة من اجل حضور و تغطية أشغال هذا اللقاء, لكن و لأننا نعتبر أنفسنا جريدة نخبوية مستقلة, يسيرها اكاديميين و تمتلك قضية و رؤية, فاننا نأبى لأنفسنا ان نكون شهود زور و كراكيز, و مقاطعتنا لهذه المهزلة هو أضعف الايمان. اللهم ان قد بلغنا, اللهم فأشهد.
