مجلس جهة الداخلة وادي الذهب..الإنجاز في "التجلويق" و انعاش ألبومات الصور

15442140 10211800752674745 7120879121429511466 n

الداخلة بوست

تداولت عدة مواقع صحفية بمدينة الداخلة, اخبارا تفيد قيام وفد من جهة الداخلة وادي الذهب بزيارة "تاريخية" لجزر الكناري, و ذلك من أجل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين, و حين قمنا بالتدقيق في أسماء و صفات أعضاء الوفد, اكتشفنا بأنه لا يعدو أن يكون مجرد لجينة مصغرة لحزب الاستقلال و بعض من حلفائه السياسيين داخل المجالس المنتخبة. في الوقت الذي أقصي فيه بشكل أرعن, باقي الأطياف السياسية المشكلة لمجلس الجهة, و الذي من بينهم ثلاثة برلمانيين و رؤساء جماعات قروية بالإضافة الى عدة فعاليات اقتصادية و سياسية. لكن على العموم ليس هذا هو المشكل, انما الكارثة الحقيقية هي في هذه السياسة التي باتت ممنهجة من طرف الطقمة المسيرة لمجلس الجهة.

سياسة بائسة, اختزلت الانجاز, و العمل, و العطاء, و الانكباب على حل مشاكل جيوش البؤساء و المحرومين أبناء هذه الربوع المالحة, في السفريات الى الداخل و الخارج, و التنطع أمام الكاميرات من اجل تطوير و اغناء ألبومات الصور الشخصية, في تسابق محموم مع الزمن, و مع حكم القضاء الاداري القادم الذي لا يبشر بالخير أبدا, و لسان حال القوم يقول : "الى ما خلك شي بعد..نعودو شبعنا سياحة مع راسنا", و الدفع طبعا من جيوبنا و اموالنا العمومية السبهلل, و "الله ينزل البركة" في فصول ميزانية التسيير الدسمة.

فصول تم النفخ فيها من طرف لجنة المالية التابعة للمكتب المسير للمجلس, لحاجات في نفس يعقوب قضاها من خلال هذه الوفود التي تترا شمالا و جنوبا, شرقا و غربا, حيث تم رفع مصاريف النقل و التنقل داخل المملكة و خارجها برسم سنة 2016 الى مستوى 170 مليون سنتيم. شاهدوا الصورة.

Region dakhla 12

ليختتمها أصحابنا نهاية العام بزيارة جزر الكناري الجميلة و الساحرة, حيث سيعقد الوفد "الهام", لقاءات مع العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية بجزر الكناري, على هامش فعاليات المعرض الدولي للسياحة بلاس بالماس, وذلك قصد تطوير علاقات التعاون والتبادل في جميع الميادين بين الجانبين وتعزيز انفتاح الجهة على محيطها الجهوي والدولي. "فيا سلام يا سلام" على رزمانة أهداف الزيارة و أجنداتها, التي راسل بها مجلس الجهة بعض الصحف المحلية قصد النشر, متصورين بأنهم سيستطيعون الاستمرار في ذر رماد وضعية العطالة الاختيارية التي يعيشها مجلس الجهة في عيون ساكنة الجهة, و متجاهلين بأن شعب هذه الربوع المنكوبة يمتلك من الفطنة و الذكاء ما يستطيع به ان يفهم, لماذا يتقن المكتب المسير لمجلس الجهة الانجاز و العطاء, في قضية تبادل الهدايا و الزيارات فقط لا غير.

أما مسألة الانكباب على المشاكل الحقيقة لساكنة الجهة و الاهتمام بقضايا الناس و همومهم و انتظاراتهم, و تنظيم رحلات محلية و غير مكلفة, نحو بؤر البؤس و الحرمان و التهميش, من اجل اعادة استكشاف الجهة و شعبها, و ما تزخر به من امكانات تنموية هائلة و ما تعانيه من خصاص مهول في شتى المجالات, و ذلك في أفق ابتكار حلول خلاقة و فعالة لمتخلف تلك المعضلات السوسيو-اقتصادية التي يعاني منها البشر فوق هذا الجرف البحري الملعون و التي على أساسها أيضا تم انتخابهم,-أقول- بدل ذلك كله, نجدهم يقفزون على كل تلك التحديات و الرهانات العملاقة في اتجاه "التسوق" و "التجلويق" عند "زيماتت كناريا", الذين لفظهم احرار هذه الأرض منذ ردح من الزمن.

أما الأسطوانة المشروخة التي تتشدق ب "التعريف بالمؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار التي تزخر بها الجهة", فنحب ان نبشرهم بأنها هي الأخرى باتت لا تطرب, وبدل تضييع الاموال في الأسفار المخملية من اجل التعريف بالجهة و البحث عن استثمارات وهمية و منعدمة عند العم الكناري, ندعوهم الى أن يستثمروا ما تجود به الدولة على ساكنة المنطقة من اموال ضخمة في برامج تنموية حقيقية تعود على الساكنة بالنفع, و هذا سيكفيهم كل هذا العبث المرسل و المشهد سيئ الاخراج و التصوير.

لقد أسمعت لو ناديت حيـا

ولكن لا حياة لمـن تنـادي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت

ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ