أزمة الكركرات..اسبانيا تتوسط و جبهة البوليساريو ترفض بسبب انحياز الاسبان للمغرب

Gargarat78 1

الداخلة بوست

قامت اسبانيا باسم "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" بوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو للتقليل من التوتر في منطقة الكركرات، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما أنها فشلت في إقناع الدول الكبرى بالضغط على الطرفين لتفادي وقوع مناوشات حربية محتملة.

هذا و قد أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في مدريد, أن دبلوماسية هذا البلد الأوروبي أجرت وباسم "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" مساعي للوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤخراً, من أجل التوصل إلى حل لنزاع الكركرات قبل أن يفلت من السيطرة السياسية خاصة في ظل التمركز العسكري للجانبين على بعد مئات الأمتار من بعضها البعض. و"مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" هو تجمع لخمس دول وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا واسبانيا تعمل على تقديم مقترحات لحل نزاع الصحراء، لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن.

المصادر أكدت أن رفض وساطة مدريد جاء من جبهة البوليساريو, التي تعتبر أن الحكومة الإسبانية قد تخلت عن حيادها في النزاع وبدأت تميل إلى المغرب، وتستشهد بمواقف اسبانيا في مجلس الأمن خلال السنتين الأخيرتين عندما عارضت مقترح تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان، ومالت إلى سياسة ومواقف فرنسا بدل مواقف وسياسة بريطانيا في هذا الشأن.

وكانت اسبانيا قد بدأت وساطتها خلال سبتمبر الماضي أي أسابيع قليلة بعد أزمة الكركرات، وهي المنطقة الفاصلة بين الشريط الصحراوي العازل وموريتانيا، وأراد المغرب تعبيد الطريق الرابطة بين النقطتين وهي قرابة 4 كلم، لكن البوليساريو نزل بقوات عسكرية وحال دون ذلك، ويقيم الآن مراكز عسكرية للمراقبة.

اسبانيا و بعد أن خرجت عن موقفها الحيادي من النزاع التي تعتبر تاريخيا أحد أسبابه الرئيسية, و من أجل اعادة طمأنة البوليساريو إلى حيادها، تحدث ملك اسبانيا فيلبي السادس في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال نهاية سبتمبر, عن ما أعتبره "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي", لكنه رغم موقف اسبانيا هذا، فقد فشلت لاحقاً في الوساطة.

ويأتي القلق الإسباني من تدهور الأوضاع في منطقة الكركرات في الصحراء الغربية لكون أي حرب محتملة سوف تكون على مقربة من جزر الكناري الإسبانية التي توجد قبالة شواطئ الصحراء.