Créer un site internet

الحرب في المشرق في طريقها الى المغرب العربي إن لم تتدخل مكابح الساسة

Sahara guerre

الداخلة بوست

كلما جلست لأشاهد نشرات الاخبار في التلفاز, إلا و إنقبض قلبي غيضا وحسرة وإنفعالا, يشبه الى حد كبير إنفعال بعض الساسة العرب الذين يشبهون الأطفال الصغار في افلام الدراما السورية عندما يشاهدون دماء ابويهم تسيل وهم يتبادلان الضرب نتيجة كيد كائد, ولا حول ولا قوة لهم في إصلاح ذات البين بينهم إلا الحسرة والبكاء, إن لم يأتي الكبار للفصل بينهما, لكن الكبار كانوا موجودين ومجرد مشاهدين يترقبون حتى حمى الوطيس فاصبحوا يتدخلون بألسنتهم المحرضة، حتى بدأ الدم يرشح وإختلط الحابل بالنابل فبدأوا بالضرب في الخفاء تحت إسم فك التشابك الى ان سالت انهار من الدماء.

تلك صورة مصغرة لما يجري في سوريا وهذا ما فعلت الحرب بالسوريين بعد ما كان هذا الشعب ينعم بالاستقرار وطيب الحياة, ولا يخلوا منزل من الإستمتاع بما انتج ابرع مخرجي الافلام من افلام ومسلسلات, لا فكرة لدى ادناهم ولا اقصاهم بما تخبئ لهم الايام, لا يظن اغناهم ولا افقرهم ولا اعلى ولا أرذل الناس فيهم, انهم سيصبحون في يوم من الأيام سواسية امام الموت ،امام القصف، امام الفقر واللجوء ،والتشريد، و السعي، وإستجداء الاخر.
من كان يظن ان الشعب السوري الكريم المضياف الشهم, سيصبح ابناءه في العراء محط شفقة ينظر لهم ابناء جلدتهم من العرب من الاعلى نظرة تملئها العنصرية وعدم الرضى بهم وكأنهم سيصبحون حمل على دولهم ، ينظرون إليهم كنظرة صاحب الجاه المتعالي للفقير الساعي، الملح، المستجدي، في وقت لا يجدوا من يد رحيمة بحقوقهم في العلن إلا تلك اليد التي قد تكون هي التي خططت او ساهمت في مآسيهم.

تخطيط مربك و متناقض, ظاهره الرحمة وحقوق الإنسان, وباطنه المصالح و العذاب والشتات والهوان, لا أظن حسب المعالم السياسية والاستراتيجية والاحداث المتسلسلة الان, بأن المغرب العربي في منأى عما يحدث, فالدور المقبل بلا شك سيكون عليه, إن لم يجلس المغرب و جبهة البوليساريو تحت رعاية الدول العربية المعنية, والتي قد يطالها الصراع (تونس, موريتانيا,الجزائر,ليبيا), دون تدخل اجنبي وبعيد عن المصالح الفرنسية الامريكية وادواتهم من الدول الاخرى كالسعودية وقطر. وهنا نريد ان ننبه الساسة في المغرب و البوليساريو بعدم التهور الغير مسوؤل, نتيجة الاتكال على الحليف فالحرب لم تعد كما كانت وإن بدأت ستطال الجميع, وقد لا تتوقف حتى وإن سقطت كل الدول القائمة الان.

المصدر : بالتصرف عن صفحة التحليل السياسي في نزاع الصحراء