مع قهوة الداخلة بوست

C13

الداخلة بوست

الزيارة الملكية المرتقبة لمدينة العيون تحمل، في توقيتها، أكثر من دلالة، فهي تتزامن من الانطلاق الرسمي للعمل بنظام الجهوية المتقدمة، كما أنها تأتي في وقت تشتد فيه الحملة المسعورة على المغرب من طرف خصوم الوحدة الترابية.

الأنباء الواردة من العيون تفيد بأن الزيارة تتضمن تدشين مشاريع ضخمة، أهمها محطة لتحلية ماء البحر ومحطة للمسافرين، ستكون من بين أكبر المحطات في إفريقيا، إضافة إلى مشاريع تهم السكن الاقتصادي، ومستشفى خاص لمعالجة السرطان، سبق أن تم الإعلان عنه من طرف مؤسسة لالة سلمى لمحاربة السرطان.

لقد فضل المغرب دائما الرد على التصعيد الذي تمارسه البوليساريو ومن يستغلها لتحقيق مطامحه السياسية، من خلال خطوات رصينة تنأى عن العنف وردود الفعل غير المحسوبة، وتقوم بالأساس على خطط واضحة لتحقيق التنمية في الأقاليم الجنوبية.

إن مشروع الجهوية المتقدمة، الذي شرع المغرب في العمل به، هو تجسيد صريح لأرقى نماذج التنمية التي يمكن أن تتحقق في الصحراء، خاصة وأنه يأتي للانتقال بالمنطقة من اقتصاد الريع، الذي يعتمد على الأنشطة الأولية والامتيازات، إلى إطار يشجع الاستثمار الخاص المنتج للثروة وفرص الشغل ويضمن الشفافية واحترام قواعد المنافسة الشريفة.

الزيارة الملكية المرتقبة للأقاليم الجنوبية ستشكل، إذن، غصة أخرى في حلق المناوئين لوحدتنا الترابية، خاصة أنها تقوم في العمق على خلق دينامية جديدة للنمو عبر إطار اقتصادي واضح ومحفز للمستثمرين والأنشطة التجارية، وسترد، بطريقة لبقة، الصاع صاعين لمن يقف خلف البوليساريو ويدفعها إلى مزيد من العنف والتصعيد اللذين لن يخدما مصالح المنطقة في شيء.