Créer un site internet

حلقة جديدة من العلبة السوداء لحزب الاستقلال..حين أرضى بنكيران البلاط على ظهر شباط

Hokoma 1

الداخلة بوست

بقلم : ماسية سلامة الناجي

لعب نبيل بن عبد الله خلال الآونة الأخيرة دور سخّار المخزن حيث وسوس في أذن بنكيران حتى أقنعه بنكث وعهده لشباط والتخلي عن حزب الاستقلال في التشكيلة الحكومية.

طبعا بنكيران ماشي دمدومة بل إن وسوسة بن عبد الله ناسبته لأمرين: الأول أنه استطاع التخلص من الاستقلاليين وأصلق التهة كما هي عادته لجهة أخرى، هذه المرة ليس العفاريت والتماسيح ولا علي قنديش ولا التحكم إنما سماها “القوة القاهرة” (وازيد معاه.. زيد الما زيد الدقيق).. ورغم أن شباط لم يقل أبدا في بلاغ اجتماع مجلسه الوطني الأخير أنه لا يريد التحالف بل بالعكس قرر أن لا يستوزر وأن يتنازل عن بعض مهامه كأمين عام على أمل إنقاذ حزبه من ورطة الخروج من الحكومة، غير أن بنكيران استطاع إقناع الاستقلاليين وعدد من القطيع مغسولي الدماغ أنه تنازل عن الاستقلال بسبب القوة القاهرة لمصلحة الوطن، وهكذا استطاع الخروج من الجزء الأول من مسلسل البلوكاج إرضاء للملك بعد أن أرسل له مستشاريه يطالبونه بالتسريع في تشكيل الحكومة.

الأمر الثاني الذي ناسب بنكيران، أن بن عبد الله استطاع بهذا الدور ضد الاستقلاليين استعطاف القصر كي يسامحه على خرجته السكرانة خلال الحملة الانتخابية الماضية لما اتهم مستشار الملك علي الهمة بدعم حزب الأصالة والمعاصرة، وبذلك ضمنه بنكيران إلى جانبه في حكومته برضا المخزن رغم أن حزب التقدم والاشتراكية الفاشل تذيل الانتخابات ب14 مقعد .. ويتحدثون عن احترام الإرادة الشعبية وشرعية الصناديق واحترام ترتيب الأحزاب وعدد المقاعد لواه النبك الهندي!! هكذا كسب بن عبد الله وبنكيران رضا البلاط على ظهر شباط وعلى ظهر الإرادة الشعبية!! لكن كيف استطاع إقناع الاستقلال بالبقاء إلى جانبه بالمساندة النقدية وما هي الرشوة التي سيقدمها لهم؟

كنا نظن أن مناضلي حزب الاستقلال سيشعرون بالإهانة بعد هذا الإذلال والنكث الذي لحق بهم من طرف بنكيران وبن عبد الله، وأن يعيدوا النظر في مواقفهم ويعيدوا تنظيف بيتهم الداخلي ويعودوا إلى الشعب المغربي وينظروا إلى عدد المقاطعين لهذه المهزلة الانتخابية الذي يفوق العشرين مليون، وينظروا إلى عدد المصوتين للباجدة الذين لا يتجاوز المليون ونصف، ويقدروا عدد الغاضبين من سياسات بنكيران التقشفية على الشعب الكريمة مع النخب، ووعوده التي نكث خاصة أكبر قالب دار للاستقلاليين بعد أن تنكر لمحضر 20 يوليوز.. ويعيدوا النظر في مآل الشغيلة وظروف العمال ونقابتهم المرتشية المبيوعة لينظفوها ويعودوا إلى رشدهم ويقفوا حجرة في طريق كل ما يسميه بنكيران بإصلاحات أنهكت جيب الموظفين والمتقاعدين والعاطلين والفقراء والمساكين…

لكن لا أبدا، كيف يشعر الطماع بالإهانة وكيف يعارض شباط ورباعته بنكيران وهم لم يحصلوا بعد على ما يريدون؟ بل إن شباط ورباعته حفنة من المتملقين المتسلقين الحاصلين على معاشات مدى الحياة عبر لوائح الشباب والنساء قرروا أن يذلوا حزبهم و”يشرشموه ويبهدلوه” ويجردوا الاستقلاليين المناضلين منهم والقدامى والشبيبة مما تبقى لهم من عزة نفس وكرامة، وأخرجوا اليوم بجريدة العلم افتتاحية مذلولة تقول: “حزب الاستقلال شريك رئيسي لحزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية ويحق لهما استعمال هذه الشراكة لمواجهة ما قد يستجد في مسار المشوارات..” وقرروا وضع أقدم حزب في المغرب بقدو بقامته في قاعة الانتظار ريثما يتفق بنكيران مع أخنوش أو لا يتفقان فيعود الحزب مذلولا لتبحث تلك الحفنة لها عن حقائب، أويتفق بنكيران مع أخنوش ويربط شباط ورباعته الحزب بكذبة اسمها المساندة النقدية لعام كامل طمعا في مناصب لأنفسهم من قبيل: كتاب عامين بالوزارات، وهو منصب براتب يعادل راتب وزير، مناصب كمدراء بقطاعات بالوزرات بأكثر من 4 ملايين شهريا، مستشارون بالدواوين..

مناصب سامية بوكالات تابعة للوزارات، بهكذا سيحاول بنكيران الماكر إراضاء العصابة المتحكمة في حزب الاستقلال ووضعها تحت يده بفلوس الشعب أعباد الله.. ولهذا تريد عصابة شباط البقاء في المساندة النقدية أعباد الله، لأجل المناصب والحقائب. مستعدون لإذلال الاستقلاليين وبيع حزبهم وتاريخه والوقوف ضد الشعب لأجل مصالحهم الخاصة!

طبعا تلك العصابة استطاعت مرة أخرى إقناع شبيبة الحزب بكذبة دعم “الخيار الديمقراطي” ومساندة العدالة والتنمية من خارج الحكومة.. لواه الفجل البلدي! الخيار الديمقراطي الوحيد هو 20 مليون مقاطع.. وغير هذا فليجيبونا كيف سيساندون الشعب كمدراء عامين إن كان العاملون بتلك المناصب لا ينفذون إلا استراتيجية الحكومة، الحكومة التي سيحكمها الملك وأخنوش قبل بنكيران! نحن نعرف شيئين: إما الأغلبية الحكومية وتنفيذ التوصيات الملكية التي نأمل يوما أن تكون في صالح المفقرين… إما المعارضة حيث الوقوف إلى جانب الفئات المهمشة عبر البرلمان. شيء آخر غير هذا يمكن تسميته: المساندة الطماعية، المساندة الرشايوية، المساندة الشفارية، مساندة البانضية التي لا نتمناها لحزب الاستقلال حتى لا يسقط سقطة من عين الشعب لن يتمكن بعدها من النهوض!