Créer un site internet

الوجيز في أجناس الكتابة الصحفية

01 2 1 1

الداخلة بوست

يشكل اختيار الجنس الصحفي المناسب الهاجس الرئيسي لكل صحفي. فعليه أن يتساءل باستمرار، عندما يريد الشروع في معالجة موضوعه، عن شكل الكتابة أو الجنس الصحفي الملائم لمعالجة موضوعه. وتتكون اشكال الكتابة الصحفية من عدة أجناس، أهمها:

1-الخبر

2-المقال الصحفي

3-التعليق الصحفي

4-التحقيق الصحفي أو الروبورتاج

5-الحديث الصحفي أو الاستجواب

6-العمود الصحفي

1-الخبر :

الخبر قديم قدم البشرية، وهو الركيزة الأساسية لكل عمل إعلامي، ولكل جريدة. ويمكن للصحيفة اليومية أن تستغني يوما عن التعليق أو التحقيق أو غيرهما لكنها لاتستطيع أن تستغني أبدا ولو ليوم واحد عن الخبر.

والخبر الصحفي هو كل خبر جديد من شأن نشره أن يثير اهتمام الجمهور الواسع من القراء. الخبر هو أول مايثير اهتمام القارئ قبل الأجناس الصحفية الأخرى كالتعليقات او التحقيقات أوغيرها. والخبر الصحفي يرشد ويوجه ويعلم القارئ.

يقتصر الخبر على العناصر الرئيسية فقط، ومن الصعب أن يحمل الخبر كل تفاصيل وجزئيات وتفسيرات الحدث. ويرتبط حجم التفاصيل والجزئيات الضرورية مرتبطا بطبيعة الحدث وعلاقة القراء بهذا الحدث، من حيث قربه منهم وقدرتهم على استيعاب وفهم هذه التفاصيل والجزئيات.

فالخبر هو إذن تلخيص لحدث يقع عليه الاختيار لتبليغه إلى القراء. ويجيب الخبر على التساؤلات التالية:

-من؟: هو الذي قام بالفعل أو يدور حوله الخبر

-ماذا؟: هو الفعل، ماذا حدث؟

-متى؟: التوقيت الزمني، وهو مهم جدا لتحديد الفترة التاريخية للحدث

-أين؟: المكان، وهو مهم جدا أيضا لتحديد مكان وقوع الحادث. ويجب التدقيق في المكان كلما كان الحدث قريبا من القارئ. فقد نكتفي بذكر البلد إذا كان الحدث أجنبيا، ونكتفي بذكر المدينة إذا كان الحدث وطنيا، ونصل إلى حد ذكر الشارع والقرية إذا كانت الصحيفة محلية أو كان اهتمام القارئ يتطلب ذلك. (أحداث فندق آسني بمراكش).

-لماذا؟: اسباب الحدث، وقد لاتكون الإجابة متاحة، أي قدلا يكون من السهل إعطاء سبب الحدث.

-كيف؟: ظروف الحدث: وقد لا يكون من الضروري الإجابة دائما على هذا التساؤل.

أنواع الخبر:

-الخبر السريع: وتبرره دوافع السرعة في تبليغ الخبر ولو بشكل ناقص إلى القارئ. ويلجأ الصحفي إلى الخبر السريع رغبة منه في تحقيق سبق صحفي. وتأتي تفاصيل الخبر بعد ذلك تباعا. وكثيرا ما تستعمل وكالات الأنباء هذا النوع من الأخبار.

-الخبر الطويل: وهو الخبر الذي تتطلب الإحاطة به إعطاء توضيحات ضرورية ترفع من حجم الحيز الذي يغطيه في الجريدة، قد يصل إلى 500 كلمة.

-الخبر المتواصل: وهو خبر يتسم بالأهمية، فيكون بذلك خبرا مفتوحا، تلحق به يوميا إضافات جديدة. وقد يستمر الخبر متواصلا لمدة معينة (مؤتمر وطني أو دولي أو حزبي أو نقابي)، وقد يكون مسترسلا لفترة غير محددة، مثل أخبار بعض الأحداث السياسية الدولية (المسألة الفلسطينية).

تحرير الخبر

يجب، عند تحرير الخبر، اعتماد:

-تقديم الوقائع في جمل قصيرة ؛

-اختيار الألفاظ المألوفة غير المعقدة؛

-اختيار المصطلحات المتداولة؛

-اختيار المصطلحات العلمية غير المعقدة؛

-اعتماد السرد المباشر للخبر والابتعاد عن الأسلوب الأدبي؛

-التزام حدود الواقعية دون إثارة للعواطف؛

-اعتماد قاعدة الهرم المقلوب عند الكتابة: البدء بتقديم أهم عناصر الخبر وتليها عناصر الخبر الأخرى من الدرجة الثانية والثالثة إلخ.

قواعد أساسية في كتابة الخبر

1-يُكتب الخبر على وجه واحد من الورقة.

2-يترك فراغاً بين الأسطر حتى تسهل عملية تحرير الخبر.

3-لا تزيد الفقرة على أربعة أو خمسة أسطر.

4-عند إعادة كتابة خبر من إحدى الوكالات أو من المراسل يذكر كاتب الخبر المرجع بعد اسمه في أعلى الصفحة.

5-لغة الخبر هي اللغة الفصحى السهلة والمفهومة بين العامة _ كل الناس.

6-الابتعاد عن الألفاظ المتكررة حتى لا يكون خبراً ركيكاً من الناحية الفنية.

7-يفضل التقليد من استخدام الأفعال.

8-استخدام عبارات الربط المناسبة (ومن جانبه، إلى ذلك، من جانب آخر)..

9-مراجعة الخبر وخاصة الأسماء والأرقام والتأكد منها، وكذلك الألقاب.

عناصر الخبر

الخبر يتكون من العديد من العناصر الهامة التي يقوم عليها سياق الخبر بشكل عام، وهذه العناصر هي:

1-الجدية : أن يكون جدياً.

2-الغرابة : أن يكون غريباً ومشوقاً.

3-الأهمية : أن يكون مهماً وهاماً للجمهور المتابع.

4-الشهرة : وهي شهرة المكان والزمان والأشخاص.

مصادر الأخبار

-الأحداث التي تحدث بصورة طبيعية كالكوارث والحوادث وغيرها.

-الأنشطة المخططة كالاجتماعات والمؤتمرات الصحفية.

-مبادرات وجهود الصحفيين.

وأخيراً لا تبق منتظراً لمجيء الخبر إليك بل بادر بالذهاب إليه.

الأهرام التي يكتب بها الخبر

-الهرم المعتدل (التشويقي) : المعلومة المهمة فيه تأتي في وسط الخبر أو آخره، ولذا يضل القارئ متشوقاً للمعلومة حتى نهاية الخبر.

-مثاله: بينما كان السفير ..... عائداً من عمله في العاصمة ..... صباح اليوم تعرض لكمين من مجموعة إرهابية أدى لمقتله..

-الهرم المقلوب : وهو الأكثر شيوعاً ويبدأ بأهم المعلومات وتليها المعلومات الأخرى متسلسلة حسب أهميتها. وهذه البنية مفيدة عند نقل أخبار مهمة أو عاجلة ما زالت تشهد التطورات.

كما يتم في هذا الهرم التوسع في المعلومات التي وردت في الفقرة الافتتاحية وتطوير النقطة الأساسية التي ذكرت فيها.

ومثاله: لقي السفير ... مصرعه صباح هذا اليوم عند تعرضه لكمين في العاصمة .... وكانت مجموعة .... قد أعلنت مسئوليتها ......

-الهرم المعكوس المتدرج : ويشبه الهرم المقلوب العادي ويكون في هذا الهرم أكثر من تصريح.

-الساعة الرملية : ويبدأ بالطريقة العادية ثم أهم المعلومات – لكنه ينعطف بعد بضعة فقرات ويصبح سرداً.

وهذه البنية تستخدم بشكل أكبر في المقالات الخاصة.

-الماسة : ويبدأ الصحفي الذي يستخدم هذه البنية بقصة مسلية ويقدم شخصية تصور تجاربها الشخصية وخبرتها ما تدور حوله القصة، ثم تتوسع هذه الحكاية الصغيرة بعد ذلك لإظهار أهميتها الأوسع وعند النهاية يعدو الصحفي إلى قصة الشخصية الفردية كوسيلة لإنهاء السرد. وكثيراً ما يستخدم هذا البناء في أخبار التلفزيون وتقارير الصحف.

2-المقال الصحفي :

يمكن كتابة المقال الصحفي في جميع القضايا، ويعبر المقال عن وجهة كاتبه أولا، وقد لايعكس رأي الجريدة.

-يجب أن تكون لكاتب المقال ثقافة واسعة وأن يكون متمكنا من اللغة وله أسلوب جيد.

-وقد تتضمن الصحيفة أكثر من مقال في مواضيع متعددة، أوفي جوانب مختلفة من قضية واحدة.

-تعتمد كتابة المقال على المنطق والحجة (الاستناد إلى الحقائق والمعلومات الموثقة والإحصائيات).

-هدف المقال: تعزيز رأي معين حول فكرة معينة أودعم تصور معين لمشكلة ما.

- وتتطلب قراءة المقال من القراء انتباها لما يتضمنه المقال من آراء.

-جمهور المقال: هو جمهور الجريدة كله.

3-التعليق الصحفي :

يكون التعليق غالبا مرتكزا على الخبر أومكملا له، ويعتبره البعض بمثابة الافتتاحية. والخبر هو المادة الأساسية للتعليق.

ويعكس التعليق وجهة نظر الصحيفة، عكس العمود الذي يعكس رأي الكاتب. وقد يكون موضوع التعليق سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا.

ويختلف مكان التعليق في الصحيفة حسب أهمية موضوعه، ومن الأفضل أن يكون مكتنه ثابتا لتتعود عليع عين القارئ. ويساهم التعليق في توضيح الخبر للقارئ، ويجب أن يعتمد التعليق على المنطق والحجة والوضوح.

وقبل بداية كتابة التعليق يجب:

-تحديد موضوع التعليق.

-جمع وقراءة الوثائق المتوفرة حول الموضوع.

-تحديد راي الكاتب أو الصحيفة حول الموضوع.

4-التحقيق الصحفي أو الروبورتاج :

موضوع التحقيق: التحقيق الصحفي يتناول كافة المجالات ذات الصلة باهتمامات القراء (السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة إلخ). وليس من الضروري أن يكون موضوع التحقيق خبرا جديدا، بل قد يستمد من خبر قديم سبق للقارئ أن اطلع عليه.

جوانب التحقيق: يعالج التحقيق جميع جوانب القضية ليتمكن القارئ من تشكيل صورة واضحة عن الموضوع.

التحقيق وموهبة الصحفي: يكشف التحقيق عن موهبة الصحفي في التقاط فكرة التحقيق وقدراته في استخراج الجوانب الأساسية من الموضوع وكذلك قدراته على المعالجة والتحليل.

الصورة تدعم التحقيق: يستحسن استخدام الصورة في التحقيق لدعم جوانب معينة من جوانب الموضوع. وقد تكون الصورة قد التقطت خلال التحقيق أو أخذت من الأرشيف.

ضرورة التحقيق: التحقيق الصحفي ضروري لأية صحيفة. وقد تخصص الصحيفة صفحة قارة للتحقيقات الصحفية، كما أنها قد تفرغ صحفيا أومجموعة من الصحفيين للتخصص في التحقيقات الصحفية.

ميزة التحقيق: يتميز التحقيق بأنه يسعى إلى التعمق في الموضوع بالدراسة والتحليل، وقد يعتمد على المعطيات العلمية والإحصائية.

التحقيق الصحفي والتقرير الصحفي: التحقيق هو أكثر عمقا من التقرير الصحفي. ويمكن للتقرير الصحفي أن يكون منطلقا لتحقيق صحفي.

أنواع التحقيق : يقسم التحقيق إلى أنواع منها :

1-التحقيق الشائع ، ونعني به التحقيق الذي يروي العديد من الظواهر والمشاهد الميدانية مثل ( ازدحام الشوارع ـ انتشار البطالة أو كثرة البطالة ـ الواقع الجامعي ) وغيرها .

2-تحقيق حول المؤتمرات ـ الاجتماعات ـ المزارع ـ المصانع وغيرها من أمور

كيفية كتابة التحقيق :

1-اختيار الموضوع ويتم ذلك بواسطة المحرر أو مسؤول القسم أو من خلال رسالة او من خلال موقف أو عن طريق رأي مواطن .

2-البحث في تفاصيل الموضوع والامساك بخيوطه واخذ آراء جميع الأطراف حيث يتم تسجيل آراء المعنيين بالتحقيق والآراء المضادة له.

3-البدء بكتابة التحقيق حيث يتم أولا وضع مقدمة معينة تبين هدف و أساس المشكلة ثم عنوان فرعي بعدها مقدمة صغيرة تمهيدية للموضوع ثم آراء أصحاب الشأن وبعدها آراء الطرف المضاد وثم آراء محايدة أو الجهة المسؤولة بعدها تكتب خاتمة للموضوع وأحياناً تكون مفتوحة ونضعها تحمل رأي الكاتب الشخصي .

4-يتم وضع عناوين فرعية على الفقرات المهمة في حين يتحمل العنوان الرئيسي أن يتكون من ثلاث فقرات أو أثنين .

5-لابد من وضع الصور في التحقيق وهو شرط أساسي لنجاح كتابة التحقيق .

أنــواع الربـورتاجـات :

1.الروبورتـاج الأني :

هو تغطية صحفية حديثة مرتبطة بالحدث و تكون مباشرة خاصة في الإذاعة و التلفزيون . و هذا النوع هو أقرب إلى التقرير الصحفي لولا جمالية اللغة و الأسلوب و الوصف الطاغي على لغة الصحفي .

2.روبورتاج الموضـوع :

و من خصائص هذا النوع أنه لا يرتبط بالحدث و تسقط فيه الآنية و الحداثة . و كل ما في الأمر أن المؤسسة الإعلامية تختار موضوعا ما ينجزه الصحفي و يتم بثه في وقت معين ، كربورتاج حول مدينة تيمقاد، أو أثار الرومان تيبازة ... إلخ .

5-الحديث أو الاستجواب :

الحديث أو المقابلة أو الاستجواب هو إجراء حوار مع شخص في موضوع له علاقة به ويهم القراء.

الحديث الصحفي:

ليس تصريحا صحفيا؛

ليس مناسبة لإعطاء الدروس؛

ليس مناسبة لإلقاء خطاب سياسي؛

ليس مناسبة لتبييض صفحة المستجوب (بفتح الواو)؛

ليس مناسبة لاستعراض العضلات بين الصحفي والمستجوب (بفتح الواو)؛

أنواع الحدبث:

هناك عدة أنواع من الحديث، نذكر منها:

حديث لرسم صورة المستجوب (بفتح الواو) وتقديمها إلى القراء.

حديث إخباري لتوضيح جوانب معينة في قضية ما باستجواب شخصية لها موقع وظيفي أو اجتماعي أولتخصصها التقني؛

حديث سريع الغرض منه جس نبض الرأي العام.

الغايات المعرفية من الحديث الصحفي:

-الحصول من المستجوب (بفتح الواو) على أكثر مما يعرفه القارئ؛

-الحصول من المستجوب (بفتح الواو) على أكثر مما ينتظره القارئ؛

-الحصول من المستجوب (بفتح الواو) على أكثر مما يريد قوله؛

-الحصول من المستجوب (بفتح الواو) على أكثر مما يستطيع قوله.

مراحل إجراء الحديث:

1-تحديد موضوع الحديث.

2-تحديد الشخصية المناسبة لإجراء الحديث معها.

3-جمع الوثائق والمعلومات الضرورية لامتلاك معرفة عميقة حول الموضوع.

4-جمع الوثائق والمعلومات الضرورية لامتلاك معرفة عميقة حول الشخص الذي سيجرى معه الحديث.

5-صياغة الأسئلة المناسبة ويجب أن تغطي الجوانب الأساسية في الموضوع وأن تكون سهلة الفهم وعميقة المحتوى.

6-إدارة الحديث: ويتطلب :

-كثيرا من اللباقة لجعل الشخص المستجوب في وضعية مريحة؛

-كثيرا من المعرفة لتفادي الوقوع في فخ المستجوب (بفتح الواو) بتقبل كل مايقوله؛

-كثيرا من اليقظة لاصطياد أسئلة لم تكن مبرمجة؛

-الاستماع والانتباه الكلي للشخص المستجوب تعبيرا عن الاهتمام بما يقوله؛

-تفادي إصدار الأحكام لأن الصحفي ليس شرطيا ولا قاضيا، ولأنه بقدر مانتسرع في إصدار حكم على الآخر كلما تسرع الآخرون في إصدار الحكم على الصحفي؛

6-العمود الصحفي :

هو موضوع ثابت، وتحت عنوان ثابت، وفي مكان ثابت من الصحيفة. والعمود الصحفي يعبر عن رأي شخصي وله طابع الكتابة الذاتية، ولكن لايجب أن تبتعد فكرة العمود ومضمونه عن اهتمام القراء وانشغالاتهم اليومية.

وقد يكون كاتب العمود متخصصا في مواضيع معينة كأن يتخصص في كتابة العمود في القضايا الاقتصادية أو الاجتماعية.

ويحظى كاتب العمود بحرية أكبر من غيره من كتاب الأجناس الصحفية الأخرى لأن العمود يبرز شخصية الكاتب أكثر من تلك الأجناس.

ويعكس العمود الصحفي قدرة الصحفي وتمكنه من العمل الصحفي، وسعة اطلاعه وتمكنه من الكتابة.