امحند العنصر.. عاضّ فالحكومة بحال الفكرون

3nser bnkiran

الداخلة بوست

وجهي مألوف

شيخ في قناع شاب

وزعيم حزب في عباءة وزير

من آخر سلالات الديناصورات

لا أنحني كـ "السنبلة" لعصف الرياح ولا لسيول المطر

قدماي الراسختان في الحكومة ككلّابين لا تحركهما أي قوة في الأرض

البرلمان والحزب والحكومات تعرفني

فهل عرفتم من أنا؟

لا أحتاج إلى بطاقة تعريف

البرلمان شهادة سكني

الوزارة أوراق إقامتي

والحزب قبر حياتي

فمن أنا؟

رجل سياسة في ثوب "خياط" يرتق المناصب بالخيط والإبرة

"عنصر" فريد

صانع مفاتيح الوزارات

اسألوا عني بوّابي الوزارات.. فهم يعرفون من أي معدن أنا

وزير مصنوع من صلب الحديد.. فأنا غير قابل للانكسار

يميني.. يساري.. إسلامي.. اشتراكي.. أنا مثل "عبّاد الشمس" أوجه بوصلتي نحو الجهة الغالبة

انتمائي هو انتماء رئيس الحكومة..

أنا "عبّاد" الحكومة.. وكبير "الكهنة" في معابد الوزارات التي عينت فيها

الحزب هو أنا وأنا هو الحزب

فمن أكون؟

منتصب القامة أمشي

مرفوع الهامة أمشي

تعرفني كل زاوية في البرلمان..

وكل طوبة حجر لو ألهمها الله الروح لنطقت باسمي

سقف حزبي سنابل قمح

وجهي مثل "القفل" لا يفتح إلا بـ "شفرة" سرية

بلاغة لساني سرّ نجاحي

يلقبونني بشيخ الشباب.. لأن وزارة الشباب كانت من غنائمي

خمّنوا من انا؟

الحرباء حيواني المفضل

زاحف إلى المناصب مثلي

لسانه قاطع مثل لساني

صبره طويل مثل صبري

شفّاف وبلا لون مثل شفافيتي

أنا كائن خرافي.. من زمن الديناصورات

لكني لا أنقرض.. بل انا من "يقرض" الوزارات

ومن يقرأ الفاتحة في "جنائز" رؤساء الحكومات

أنا من يوقع شهادات الوفيات.. ومن "يعمّد" المواليد الجدد بحبر السياسة

أنا "محبرة" الحكومة.. وكل وزارة تتهجى حروف "اسمي"...

المصدر : توفيق مصباح – أنفاس بريس