حين تحارب البوليساريو الكفاءات الصحراوية تحت يافطة القبلية و الفساد الاداري

Mohamed salem laabeid rasdtv 1q14hh02pl9ink17zx5inb3oekcgxy0rg1kgvpqyqt7o

الداخلة بوست

محمد سالم ولد لعبيد، شاب مثقف انطلق من فرنسا حيث كان يواصل دراسته بالجامعة الباريسية، أخطأت القيادة واعتبرته جاسوسا فاستقبلوه بالسجن الرهيب والتعذيب الوحشي الذي كاد يفقد معه عقله لولا رحمة ربه وتدخل محمد لامين ولد البوهالي قريبه الذي انقذه من الموت المحقق.

واصل الشاب عمله بكل تفان وإخلاص في التعليم. وكان له فيه دور يشهد به الجميع وعلى راسهم الأطر المتخرجة حديثا من الجامعات الدولية المختلفة، ليواصل دراسته الجامعية العليا بليبيا، حيث فاز بامتياز مما جعل شركة من ماليزيا تعرض عليه عقد عمل يوفر له الحياة السعيدة، رفض كل ذلك ورجع للمخيمات حيث المعاناة، وتم اختياره من طرف الرئيس الفقيد، لتولي مهمة تأسيس التلفزة الوطنية الصحراوية، والتي تعد منتوجا شخصيا لمجهوداته، حيث كان هو المحرر والمخرج والمصور والمقدم والمذيع، وعرفت البوليساريو اول تلفزة وطنية صحراوية بدأت تدخل منازل الصحراويين بالمناطق المتنازع عليها، حيث قلما يوجد بيت صحراوي ليس لديه هوائي خاص بالتلفزة الصحراوية.

مؤسس التلفزة ومديرها معروف بالانضباط والصرامة مع غير الملتزمين، ورفض المحسوبية والقبلية في تعيين الصحفيين ولكن الخبرة والمقدرة عبر حسن التحرير والإلقاء، وهو ما جعل العديد ممن يدعون الثقافة يتم رفضهم بناء على ذلك المعطى، مما جعلهم يشنون عليه حربا دعائية تشويهية، لم تؤثر في الرجل بل زادته شعبية واحتراما، جاء الوزراء وذهب الوزراء لوزارة الاعلام، وكانوا يحترمونه ولا يتدخلون له في عمله باعتبار التلفزيون تابع للرئاسة مباشرة.

وجاء الوزير الجديد شاب متخرج في القانون وتم تعيينه في وزارة الاعلام بعد المؤتمر الحادي عشر، فإذا به يتحول إلى القبلي الأول واكثر الوزراء اتهنتيتا وسرقة.عمت بوزارة العدل في عهده الرشوة والفساد والقبلية والمحسوبية مما جعل العديد من القضاة يفضلون الهجرة على البقاء في هذه الوزارة التي حولها الوزير الشاب الى وكر للتجارة والفاسد والسرقة. فكان من الشباب الذي خيبوا امل الشعب فقد كان فاسدا اكثر من القيادة التي كانت قبله، وقد قيل له رحم الله الحجاج ما اعدله. حاول فرض سيطرته على مدير التلفزة الذي اظهر له بلباقة ان التلفزة لا تعنيه. فقام بحملة دعائية رهيبة على التلفزة وعلى مجهوداتها وعلى مديرها عبر صفحته المسمات وكالة المغرب العربي المستقلة والمسيرة من طرف أبناء عمه.

هذه الحملة الدعائية ضد التلفزة ومديرها الهدف منها تحويل التلفزة الى جهاز للدعاية للوزيز والقبيلة، في وقت يعلن فيه الرئيس نيته في محاربة الفساد والمفسدين والسرقة والقبلية واتهنتيت. ورغم كل هذه الحملة التشويهية القبلية ضد التلفزة ومديرها والتي تلقفتها كل تلك الأبواق الذين يزعجهم مدير التلفزة ورفض توظيفهم على أساس المحسوبية والقبلية، لم تحرك فيه ساكنا، ولم يكلف نفسه حتى الرد عليه، بحكم ثقته في عمله ومقدراته، ويواصل عمله بكل جدية ووطنية وإخلاص وتفاني، وشعاره القافلة تسير والكلاب تنبح. وربما حملة الوزير ضد المدير ستكون بداية لنهايته، فهي بمثابة "تهداد الحلمة على اشراطة"، وتطبيقا للمثل: الل بيتو من الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة.

المصدر : خط الشهيد