Créer un site internet

مع مجلس "ولد ينجا" مش حتقدر تغمض عينيك..مجلس الجهة سيتعاقد مع 13 طبيبا لتعزيز الخدمات الصحية بالجهة؟؟

Photostudio 1575834574206 960x680

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

تداولت مواقع صحفية موالية لرئيس جهة الداخلة وادي الذهب، أخبارا مضحكة تبشر الساكنة المقهورة بقرب التعاقد خلال هذه الأيام مع 13 طبيبا لتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى الحسن الثاني بالداخلة والمراكز الصحية بالجهة، وخاصة مركز بئر كندوز بإقليم أوسرد.

البشارة المضحكة الجديدة جاءت على هامش لقاء بيزنطي عقده النائب الأول لرئيس مجلس جهة الداخلة، بمقر الجهة مع المديرة الجهوية للصحة، ومسؤولي قطاع الصحة وممثل عن جمعية الأطباء بالجهة،  من أجل أجرأة وتنفيذ الإتفاقيات المبرمة مابين الجهة ووزارة الصحة، و جمعيتي أطباء جهة الداخلة وادي الذهب، والدعم الطبي بجهة الداخلة وادي الذهب.

إنها سياسة الترقيع التنموي و "الديبناج" يهدف التسويق الإنتخابي، التي ينتهجها مجلس الجهة الفاشل في تدبيره للمشاكل الاجتماعية و التنموية التي تعانيها ساكنة الجهة على كافة الأصعدة، كما هو الحال مع بشارة تشييد مصحة البزنيس متعددة الاختصاصات، التي أعلن المجلس الجهوي السنة الفارطة عن إتفاقية تسييرها من طرف الاسبان، و طبعا لن ينال فقراء الجهة من خدماتها الباهظة سوى صور سيلفي أمام أبوابها الحديدية الموصدة.

مشروع فاشل لمصحة "فايف ستار" خاصة برجال الأعمال و الطبقات المرفهة التي ينتمي إليها رئيس الجهة، تشكل بكل المقاييس عنوان بارزا للفشل الرهيب الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة بربوع الداخلة المالحة، بجميع مشاريعه الملكية الطموحة التي دشنها جلالة الملك حفظه الله من الصحراء و لا تزال إلى حدود الساعة مجرد حبرا على ورق، بإستثناء مشاريع تنظيم مهرجانات السفاهة و منتديات التبزنيس و نحو ذلك من مصاريف مليارية موازية للزرادي و الاستقبال و شراء التحف و الهدايا.

و قطعا لو لا خصوصية المنطقة و حساسيتها السياسية، لكانت الجهة اليوم فوق فوهة بركان، و لرأينا رؤوس كثيرة تتهاوى بسبب هذا الهدر المالي الكارثي، و الفشل الذريع الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة و مشاريعه الملكية التنموية.

و عودة على بدأ، و علاقة دائما بإتفاقية "البيزنيس" الخاصة ببناء مقر مصحة متعددة الإختصاصات بالداخلة, التي خصص لها مبلغ مالي ملتهب يتجاوز 12 مليار سنتيم, مدفوع من أرزاق ساكنة الجهة المطحونة، و خلافا لكل الأكاذيب المؤسسة التي روجت لها الاذرع الإعلامية المحسوبة على تحالف "ولد ينجا", سيتم تأجير بناياتها الإسمنتية المليارية و تسييرها, من طرف شركة إسبانية تدعى "NAMAT", و يمكن عندها لساكنة الجهة أن تتخيل الأثمنة الخيالية التي سيتم فرضها على كل مريض معوز سيقوده حظه العاثر إلى طلب الإستفادة من خدماتها التطبيبية, بينما كان الاولى بمجلس الجهة و رئيسه, أن يفوت المشروع لوزارة الصحة المغربية, و أن يطالب كمجلس جهوي له صلاحيات كبيرة و إستثنائية, بإبرام إتفاقية مماثلة مع القطاع الحكومي المكلف بقطاع الصحة, لأجل تدبيرها و إمدادها بالكادر الطبي اللازم, و ذلك رحمة بجيوب المواطنين و بؤسهم و قلة حيلتهم, أو أن يخصص ربع ذلك المبلغ الخيالي لتوسعة المستشفى الجهوي الحالي, و هو مبلغ خرافي كان سيجعل منه مستشفى ضخم و بتجهيزات طبية و علاجية مرموقة.

إن إنفاق 12 مليار سنتيم على إنجاز بنايات إسمنتية لمصحة متعددة الإختصاصات أشيع كذبا بأنها "دولية", و بأنها رحمة مهداة من "ولد ينجا" لمرضى و موجوعي و معوزي هذه الربوع المالحة, من أجل كرائها لشركة إسبانية في إطار صفقة تجارية محضة, يعتبر متاجرة رخيصة بأمراض و علل ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب, تفتقت عنها ذهنية "بيزنسمان", لم يستطع للأسف الشديد أن يخلع عنه بذلة رجل التجارة و المال و الأعمال, و أن يهبط إلى قاع المجتمع, حيث يتواجد مواطنين محرومين لا يمتلكون حتى قوت يومهم, فما بالك بأن يدفعوا أموال طائلة من اجل الإستفادة من خدمات مخملية لمصحة إستثمارية ربحية, موجهة للسياحة الطبية و الطبقة البرجوازية المرفهة.

قولا واحدا, متى كان يرجى الخير من وراء مجلس جهوي يحكمه "بيزنسمانات", لا يرون في المواطنين سوى أرقام عددية, و حقول تجارب لسياسات ترقيعية فاشلة, تعقد على حساب معاناة و أمراض و أوجاع فئات عريضة من المواطنين المحرومين, و ما مشروع مصحة مجلس "ولد ينجا" الدولية و إتفاقية التعاقد مع أطباء جدد, سوى العنوان الفاحش لكل هذا البؤس المؤسس و المنتخب, حيث لسان حال مجلس الجهة مع كل مريض محروم يحلم بأن يضمد جراحه و يداوي اوجاعه في ظل شروط تحفظ كرامته و تراعي حرمانه, صارخ بالقول: "حانو شوارب الجمل يطيحو".