Créer un site internet

هل أصبح "البيجيدي" حاضنة للفكر الجهادي المتطرف ووكرا لمن يمجدون الفعل الإرهابي…؟

1475950805924590900 550x309

الداخلة بوست

صدم المغاربة هذه الأيام وهو يطالعون عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بمواقف مستفزة لأشخاص يمجدون اغتيال السفير الروسي في أنقرة على يد متطرف تركي، معتبرين بكل وقاحة أن ذلك يعد انتقاما من السماء في حق روسيا، التي يخوض جيشها الحرب على شعب مسلم في سوريا.

لو كانت هذه الكتابات الطائشة صادرة من أشخاص عاديين لهان الأمرة واعتبر مجرد كلام أرعن صادر عن جهلاء لا علم لهم ولا دراية، لا في الدين ولا في السياسية. لكن أن يصدر هذا الكلام عن قياديين وأعضاء في حزب سياسي يشارك في تدبير الشأن العام من خلال مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة، هو حزب العدالة والتنمية، فهنا تكمن الكارثة التي تتطلب قرع جرس الخطر وطرح أكثر من سؤال على كل من يهمه الأمر.

فقد سجل المتتبعون بكثير من الاندهاش كون شخصيات مرموقة من “البيجيدي” مثل الوزير السابق محمد نجيب بوليف ،من خلال صفحته على الفايسبوك،  تنخرط في تمجيد الإرهاب والترويج للفكر الجهادي، واعتبار اغتيال الدبلوماسي الروسي انتقام من الله. وهو ذات المنحى الذي سار فيه مسؤولون محليون تابعون لحزب المصباح مثل الكاتب المحلي لشبيبة “العدالة والتنمية”، بإقليم بنجرير، فضلا عن العديد من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي عبر ما أصبح يعرف بالكتائب الالكترونية لـ”البيجيدي”.

 وأمام تنامي هذه الكتابات الممجدة للأفعال الإرهابية وتواتر مثل المواقف الطائشة غير المسؤولة، سارعت الدولة من خلال وزارتي الداخلية والعدل، إلى متابعة الأشخاص الذين قاموا بالتعبير صراحة عن تمجيدهم وإشادتهم بالفعل الإرهابي الذي راح ضحيته السفير الروسي، من أجل تحديد هوياتهم، على اعتبار أن الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون المغربي. وأكد الوزارتان في بلاغ مشترك أن هذه التصرفات المتطرفة وغير المقبولة تتناقض والتعاليم الإسلامية السمحة المبنية على نبذ الغلو والتشدد، وتتعارض وثوابت المجتمع المغربي المؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش.

ومع تنامي الفكر”الداعشي” بشكل ملفت في أوساط هذه الهيئة السياسية، لم يعد هناك عاقل في هذا البلد يتحلى بنزر ولو قليل من الغيرة على استقرار هذا البلاد وأمنه الروحي، من لا يستنكر مثل هذه المواقف التي تمجد الاغتيال وتنوه بهذا العمل الارهابي المقيت، الذي لا يمت لإسلام المغاربة القائم على الاعتدال والوسطية والتسامح بصلة. والحالة هاته، لا يسع المتتبعين إلا التحذير من مخاطر تغلغل الفكر الجهادي المتطرف في المجتمع المغربي من خلال حزب العدالة والتنمية ، الذي يتهيأ “ياحصره” لتشكيل الحكومة وتسيير شؤون البلاد . والواقع أن هذه الممارسات “الجهادية” ليست جديدة على المنتمين لصفوف الحزب الإسلامي، حيث سبق لمسؤول محلي عن شبيبة الحزب، عرف في وسائل الاعلام بـ”قاطع الرؤوس”، أن دعا الى تصفية وقطع رؤوس من يُعارض حزب العدالة والتنمية أو يجرؤ على توجيه النقد له. وهنا يطرح السؤال الحارق : هل أصبح “البيجيدي” حاضنة للفكر الجهادي المتطرف ووكرا لمن يمجدون الفعل الإرهابي…؟ و أين هو عبد الاله ابن كيران ،المسؤول الأول عن الحزب ، من كل هذا؟

المصدر : برلمان.كوم