وا الخلع طلقي مني/ بعد العين الحمراء من الدولة المغربية ضد تصريحات شباط البائسة..اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تخرج علينا ببيان مفعفع و مهزوز

1482789367

الداخلة بوست

بقلم : الزاوي عبد القادر – أستاذ باحث و كاتب صحفي

يا سبحان الله, فوالله لقد صدق المثل المغربي الدارج و البليغ : "الحاجة اللي ما تشبه مولاها,احرام", و هو ما ينطبق بشكل مذهل على حزب الاستقلال بكل من جهة الداخلة وادي الذهب و قيادته المركزية المتمثلة في السيكليست السابق "شباط". الذي خرج علينا قبل أيام بتصريحات موثقة بالصوت و الصورة, يتحدث فيها بكل بؤس و جهل, عن خريطة لمغرب العصور الغابرة, حين كانت الامبراطورية المرابطية مثلا, تمتد من اسبانيا شمالا و الى حدود مملكة غانا جنوبا - بالمناسبة شباط لم يجرؤ على الحديث عن اسبانيا و الاندلس و الاسطوانة المشروخة تلك, لأن موريتانيا هي "الحويط القصير" عند هؤلاء التوسعيين" – متجاهلا صاحبنا هذا وريث حزب علال الفاسي "السوبرمان" و أيديولوجياته التوسعية, و التي بسببها يصارع المغرب الان من أجل العودة للاتحاد الافريقي من دون فائدة.

أيديولوجية تافهة, و جاهلة للحقائق و للتاريخ و حركياته و دوراته و للأحداث و اسقاطاتها, تنهل من أنية صدئة و تسبح في اوحال النرجسية و عشق الذات و الاحادية في الرؤية و الاستنتاج, و كأن الشعب الموريتاني الشقيق و معه نحن, لا نعرف بأن رباط الجهاد المقدس الذي أعلنه "عبد الله بن ياسين الجزولي", أول ما تأسس بشواطئ جزيرة "أغادير" بساحل مدينة نواكشوط حاليا, و بأن من جاء به الى موريتانيا هو شيخ قبيلة جدالة الموريتانية الوافرة "يحيى بن إبراهيم الجدالي", بعد أن اقترحه عليه كبير شيوخ المالكية في ذلك الوقت "أبا عمران الفاسي" بعد أن قابله بمدينة القيروان التونسية و هو عائد من الحج.

و بأن اول من انضم لخيامه المنصوبة عند سواحل نواكشوط مدة خمس سنوات, هي قبيلة لمتونة, ثاني أكبر قبائل موريتانيا بعد جدالة, وعلى رأسها شيخ القبيلة "يحيى بن عمر اللمتوني", الذي تولى امارة المرابطين بعد استشهاد "يحي الجدالي" في أحد المعارك الجهادية, و "يحي بن عمر اللمتوني" و خليفته في الجهاد و الامارة فيما بعد البطل الأسطوري و الفاتح الكبير "أبو بكر بن عامر اللمتوني" كلهم موريتانيون قبليا و اثنيا - للإشارة فجدالة و لمتونة ابناء عمومة و يجمعهم جد واحد-.

ولا تزال منطقة "تكانت" بموريتانيا شاهدة على بطولات و جهاد "ابو بكر بن عمر اللمتوني", حيث وافته المنية و هو على صهوة خيله مجاهدا في سبيل الله, و لا زال يسمى ذلك المكان الذي دفن به و الى يومنا هذا ب"مكسم ببكر بن عامر", و البلدية أيضا تحمل اسمه "بلدية ببكر بن عامر". و بهذه المناسبة ندعو صاحبنا "شباط" و جوقة مؤرخي المملكة الخرفين, الى زيارة هذه الاماكن المقدسة, لتنفس عبق التاريخ الحقيقي, الذي لم تشبه شائبة او تحريف.

فهؤلاء الموريتانيين الاوائل هم من استطاعوا إنشاء دولة المرابطين الكبيرة, التي بسطت نفوذها على كل المغرب العربي, بدءا من المغرب الذي كان عبارة عن مجرد امارت بربرية متناحرة و متقاتلة (برغواطة - مغراوة - يفرن), و تونس وحتى الغابون في وسط إفريقيا, و وصلت قواتها الى اسبانيا شمالا, أو ما يسمى بالأندلس. و عليه نسائل "شباط", أيهما الان الأصل و الجزء؟

و على العموم, ليس هذا هو البيت القصيد من وراء خوضنا في بيان اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المهزوم و المتناقض, فنحن نأبى لأنفسنا ان نجادل الجاهلين, مصداقا لقوله تعالى :"وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا", و لأننا أيضا نرى كمثقفين بأن محاولة استدعاء خرائط غابرة لأمم قد خلت من قبل, في القرن الواحد العشرين, هو سفاهة و حماقة و صفاقة و قلة ذوق, لا يصدر الا من مجانين فاقدين للتوازن الفكري و النفسي. متسائلين, لماذا فقط حزب الاستقلال من دون احزاب العالم الذي لا زال يضمن ايديولوجياته هذه النوعية من الأفكار التوسعية المرفوضة من طرف العالم الحديث و المتحضر, و التي تضرب عرض الحائط بالشرعية و القانون الدوليين, و مبادئ و مواثيق الامم المتحدة التي وقع عليها المغرب و هو جزء منها. و لماذا أيضا تسمح الدولة المغربية لهذه النوعية من الاحزاب بالعمل السياسي من دون محاسبة او مسائلة؟

بالتأكيد بيان وزارة الخارجية المغربية و ان كان قد جاء في وقته المناسب, فهو يبقى غير كاف لوضع حد لعبث قيادة حزب الاستقلال "التوسعي", و الدولة مطالبة بحكم التزاماتها الدولية, أن تفرض على هذا الحزب, النزع الفوري لهذه الخزعبلات اللادستورية و الشعوذة المرسلة من ايديولوجياته و نقاشاته السفسطائية, أو ان تقوم بحله نهائيا. لأننا لم نسمع ابدا عن حزب تركي مثلا, خرج يوما ببيان أو تصريحات يقول فيها ان حدود تركيا تصل الى وهران الجزائرية غربا, و بأن الحرمين الشريفين أراضي تركية, و بان مصر ولاية عثمانية و و و..., و نفس الشيئ ينطبق على بريطانيا العظمى, التي كانت في يوم من الايام لا تغيب عن أراضيها الشمس, ممتدة عبر ثلاث قارات.

الدولة المغربية اليوم أمام امتحان عسير, و عليها ان تثبت لإفريقيا و للعالم المتحضر بأنها دولة مؤسساتية, يحكمها الدستور و القانون, و تحترم التزاماتها الدولية, و ليس دولة في طريقها الى ان تتحول الى كيان سياسي فاشل, على منوال دويلات الموز, أو دولة "كلها يلغي بلغاه". كما يجب ان تعلم بان تصريحات "شباط" لن تمر مرور الكرام, و سيكون لها حتما تبعاتها المضرة بملف انضمام المغرب للاتحاد الافريقي.

"فمن الحب ما قتل", و عشق هؤلاء الاستقلاليين بالداخلة و الصحراء, كما هو الحال بعموم المغرب, للكراسي و الرياسات و الوزارات, قد جن جنونهم و "وطاهم فالجمر", و اليوم و لأن هذا العشق خالص و أبدي و صادق و مجنون, ها هم يخرجون علينا ببيان هزلي مفعفع, يحاولون من خلاله عن طريق نظرية "ضربها بنكرا", اصلاح ما يمكن اصلاحه, لعل حلمهم بالاستوزار لا يذهب أدراج الرياح. و ان لنراه حتما قد ذهب أدراج الرياح. و كما يقول بنو حسان "يمسوا أي وذنيهم أقرب".

فيديو تصريحات "شباط" الخطيرة ضد دولة موريتانيا/ شاهدوها و قارنوها ببيان حزب الاستقلال