Créer un site internet

رد المركز على صحافة "البورديل"|| حين يتم الزج بالصحافة المغربية في خدمة أجندات التفرقة و الإنفصال

Photostudio 1578882240508 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى...حتى يراق على جوانبه الدم

من نافلة القول التأكيد مرة أخرى، بأن السب و القذف و الاهانة و التشويه المتعمد، الذي تعرضت له المرأة الصحراوية تعميما و إسفافا، من طرف صحافة البورديل، تتحمل المسؤولية كاملة عنه الدولة المغربية. فاذا كانت الدولة بالأمس القريب لم تتحمل الانتقادات اللاذعة الموجهة لأجهزة الدولة السيادية و مؤسساتها و شخصياتها السامية و إهانة عموم المغاربة، من طرف مول الكاسكيطة و مول الحانوت و الرابور لكناوي، و تم و بسرعة شديدة اعتقالهم و محاكمتهم و سجنهم، فأتصور بأن كرامة ساكنة الصحراء و عرضهم المقدس المتمثل في نسائهم الحرائر الذي داست عليه بالاقدام صحافة الكراهية و العهر، لن يكون أرخص مما سلف ذكره، و الدولة مطالبة بأن تحمي أعراض اهل الصحراء و تصون كرامتهم من صحافة لامهنية و عنصرية أثبتت في عدة مناسبات كرها و حقدا اعمى على العنصر الصحراوي، في إطار خدمة مشروع خبيث قائم على التفرقة و الانفصال.

اللهم إلا إذا كانت الدولة المغربية تعتبر بأن الصحراويين ليست لهم كرامة في ظل السيادة المغربية على نفس منوال مقولة العرب الخالدة "لا كرامة لنبي في وطنه"، و متاح لكل حاقد عنصري أشر، أن ينال من أعراضهم بالقذف و التشهير و الإساءة، و أن حرية التعبير بالمغرب مقدسة فقط حين تكون على حساب كرامة اهل الصحراء التي جرى دوسها بالنعال من طرف المومسات الرخيصات و على رؤوس الأشهاد.

إن ما جاءت به صحافة البورديل من إفك مبين ضد بناتنا و اخواتنا و أمهاتنا و بنات عمومتنا، جرح كرامتنا و اهاننا ايما إهانة. إن ما نشره الماخور الصحفي المعروف بعدائه المرضي للصحراويين، جعلنا نكفر بالمغرب كوطن قادر على أن يحمي العنصري الصحراوي و يصون كرامته و يحافظ على أعراضه من نهش كلاب شذاذ الجغرافيا المغربية الممتدة. لكنه بالفعل الاستثناء المغربي، حيث تعتبر أول مرة في تاريخ الصحافة على امتداد التاريخ الإنساني القديم و المعاصر، الذي تمارس فيه عاهرة رخيصة و وضيعة من الصف الاخير، مهنة الصحافة و النشر. عاهرة ملحدة و متصهينة، مارست شذوذها الجنسي المعهود بقلمها النجس، و إفتضت عذرية صاحبة الجلالة بأظافرها الوسخة، و اشبعت شبقها المريض بإستمناء الكراهية و الأحقاد العنصرية، و طعنت في شرف و أعراض أمة بأكملها ظلما و عدوانا.

ما يطرح أسئلة فاحشة و عويصة عن ماهية الصرح الاعلامي و الصحفي الذي يحاول البعض التأسيس له بالمغرب, و عن مدى إلتزام هذه الأطراف بالضوابط المهنية و الاخلاقية لمهنة الصحافة التي أسس لها العالم المتحضر منذ ارهاصاتها الاولى أيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" عام 2100 ق.م, الذي تنسب إليه أول صحيفة ظهرت في العالم, وهي مجموعة حمورابي للقوانين, مرورا  بحجر رشيد عهد بطليموس الخامس نحو 196 قبل الميلاد, و الذي يعتبر أول صحيفة حجرية نقشها الانسان, و من بعد ذلك القيصر يوليوس الذي أصدر عقب توليه السلطة صحيفة مخطوطة اسمها "اكتاديورنا" أي "الأحداث اليومية" وذلك عام 59 ق م, وصولا الى بدايات القرن التاسع عشر الذي عرف البداية الحقيقية للصحافة العربية حينما اصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد اسمها جورنال عراق.

فالصحافة كما لا يخفى على أحد, رسالة نبيلة و مهمة شريفة جسدها الرسل و الأنبياء في رسالاتهم السماوية التي أمروا بتبليغها للناس، لكنها للأسف الشديد تحولت في زمن العهر و السقوط و الاستثناء المغربي، إلى مهنة الساقطات و رواد حانات الدعارة الرخيصة.

نحن لا ندعي الطهرانية و لا نتقمص الملائكية، لكن كل ما يتعرض له العنصر الصحراوي من تشويه و إستهداف،  كان و سيظل إحدى الفواتير التي سددناها بدلا عن آبائنا و أجدادنا بسبب هبتهم إلى الرباط سنة 1979 لتقديم فروض الطاعة و الولاء للملك الراحل الحسن الثاني، و مبايعته عن طواعية و طيب خاطر و بإيمان صادق في الوحدة و بالوحدة، إنها ضريبة اختيار الوحدة و العيش في كنف السيادة المغربية، لكن و كما يقال "مكافات الخير نعلة باباك"، و عكس ما جاء في العهد السامي الذي قطعه على نفسه حينها الملك الراحل الحسن الثاني بأن يصون تلك البيعة كأغلى وديعة، و أن يذود عن كرامة اهل الصحراء، أصبحنا نكافئ بين الفينة و الأخرى من طرف بعض المسؤولين "لقصايرية" داخل منظومة صحافة البورديل، بأن يطلقوا علينا كلابهم المدربة من العاهرات و اللواطين و المثليين من خلال صحف اجنداتية و مواخير اعلامية إلكترونية موجهة، من أجل ممارسة التشهير الخبيث بالمجتمع الصحراوي، و تمرير العديد من المغالطات المقصودة للرأي العام المغربي، بهدف زراعة الاحقاد و صناعة الفتن و التفرقة بين مكونات الوطن الواحد، و توسعت الشرخ النفسي بين الصحراويين و باقي مكونات الشعب المغربي في شمال المملكة.

فلا يخفى على احد، بأن الغالبية الساحقة من الأوبئة الاجتماعية التي دنست مجتمعنا البدوي العفيف و المحتشم، على قلتها، وافدة علينا، و الغالبية الساحقة كذلك من جرائم السرقة و القتل و الاغتصاب و العاهات الاجتماعية الأخرى التي ترتكب في الأقاليم الصحراوية المسترجعة، الصحراويين بريئين منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب، و قس على ذلك في مجالات الدعارة و المتاجرة في الخمور و حبوب الهلوسة و المخدرات، ناهيك عما يحدث من جرائم أخلاقية في مدن داخيل المملكة يشيب من هولها الولدان، تطالعنا بها كل ساعة الصحافة الوطنية في صفحات الحوادث، من قبيل حادثة إغتصاب إمرأة بقارورات الخمر حتى الموت، و حوادث إغتصاب الأطفال القاصرين و قتلهم بدم بارد، ناهيك عن جرائم زنى المحارم و العنف الوحشي ضد المرأة و رمي الرضع ضحايا الدعارة في حاويات الأزبال و آفات السياحة الجنسية و جرائم البيدوفيليا و المثلية و فضائح العاهرات المنحدرات من مدن الشمال بالخليج و تركيا، و فضائح فيديوهات روتيني اليومي على اليوتيوب ووووو....، و اللائحة تطول من الجرائم الفظيعة و الأمراض المجتمعية و الأخلاقية الرهيبة، التي كنا ننتظر من صحافة المومسات أن تنبش فيها و تميط عنها اللثام من خلال تحقيقات صحفية حقيقية و مسؤولة، و لي اليقين أنهم سيكتشفون ساعتها بأن الصحراويين ملائكة أطهار و مجتمع بدوي فاضل، مقارنة بحجم الانحلال الأخلاقي و الآفات الإجتماعية و الإجرامية التي تنخر مجتمعات مدن الشمال، و هي الآفات الأخلاقية و الانحرافات السلوكية التي نجانا الله منها بفطرتنا البدوية السوية و السليمة، بإستثناء حالات معزولة للغاية، و كما يجمع على ذلك علماء المنطق فالحالات الشاذة و الإستثنائية لا تبنى عليها القواعد و لا تفهم منها حقائق الامور.

قولا واحدا، و كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "متاركةُ السفيه بلا جواب....أشدُّ على السفيه منَ الجواب"، و في المأثور الشعري العربي: "سكتُّ عن السفيه فَظَنَّ أنِّي...عييتُ عن الجواب وما عييتُ...فإنْ كلَّمتُهُ فرَّجتُ عنهُ...وإن خليتُه كمداً يموتُ"، لكن مكره أخاك لا بطل، و اتمنى صادقا أن تكون الرسالة قد وصلت للجهات الخبيثة المتوارية وراء ماخور الصحافة و العاهرات اللقيطات، و إن عادوا عدنا و رفعنا مستوى الجرعة، و فتحنا باب جهنم على جماعة خونة الداخل، الذين يريدون تفتيت لحمة الأمة المغربية و زرع الاحقاد العنصرية بين أبناءها خدمة للمشروع الصهيوني العابر للحدود في أفق تحقيق أحلام و نبوءات اليهودي الصهيوني "برنارد لويس"، القائمة على تفكيك الوحدة الدستورية و الترابية لمجموعة الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية -شاهدوا الخريطة- حيث يشمل مشروع التقسيم الخبيث دول شمال إفريقيا، عن طريق تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:

1- دويلة البربر: على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان و ليبيا و الجزائر.

2- دويلة البوليساريو بجنوب المغرب.

3- الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.

83

في الختام، إن ما يحز في النفس ليس فقط الهجمة الصحفية الممنهجة على الصحراويين، و الإساءة لأعراضهم و الطعن في شرف نسائهم بذلك الشكل المقزز، ذات الخلفيات الأجنداتية الغير بريئة، لكن ما يحز في النفس بحق هو الصمت المخزي من طرف المجتمع المدني البرقوقي و جوقة المنتخبين و رجال السياسة و البرلمانيين ممثلي الساكنة، الذين نهضوا العام الماضي عن بكرة أبيهم في إنسجام و إنتظام، دفاعا عن تجديد إتفاقية نهب ثروات الصحراء من طرف الأسطول الأوروبي، و حين طعن في شرف نسائهم و استبيحت أعراضهم و "الشمس تحرق" دفنوا رؤوسهم في الرمال، في مشهد سريالي مخزي، و قد نسوا أو تناسوا بأنه في شريعة العربان بني حسان، هو الشرف و خلق وعر لطالما تكسرت عليه قلوب و أمانات، لكن "يا واجعا". أيوا الله يعطيكم العز امال الذل ارانكم غارقين فيه إلى الوذنين.