بالحقائق و الأرقام...لهذا يستحق "سيدي صلوح الجماني" أن تقبلوا رأسه شكرا و عرفانا

Photostudio 1569607515646 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

من نافلة القول التأكيد مرة أخرى على أن جوهر الصراع السياسي المزمن الدائرة رحاه منذ سنوات عدة على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب، يكمن في محاولة حلف إنتخابي فاشل و مهزوم تحويل غريمهم السياسي رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" الى كبش فداء لثلاثة عقود من النهب و "التهنتيت" و اللصوصية بجرف الداخلة المنهوب. عقود سوداء تحول خلالها "السراح" إلى طبقة مخملية مرفهة, و موظفي الحالة المدنية "الدراوش" إلى ملاك للعمارات المفروشة و الفيلات الفخمة و الشقق الفاخرة بإسبانيا و مدن شمال المملكة, حتى باتت قطعان إبلهم و أنعامهم المشتراة من اموال الفقراء المسروقة تنخر عباب الصحاري, فنحن أبناء مدينة الداخلة بالتسلسل لم نفد عليها من "الغيران" و لا من نواذيبو أو الطنطان أو غيرها من الأصقاع, و نعرفهم جيدا معشر الوصوليين و الإنتهازيين و مصاصي دماء و أرزاق الساكنة المحرومة.

محاولات مستميتة من أجل شيطنة بلدية الداخلة و رئيسها، استعمل فيها المال السياسي الوسخ و جميع الأسلحة القذرة و الأذرع الإعلامية المأجورة من أجل تزييف الحقائق، تبرز كم مهول من الاحقاد الشخصية الرخيصة و الخصومات الانتخابوية الساقطة، بسبب الشعبية الكاسحة التي حققها "الجماني" وسط عاصمة الجهة و انتصاراته المدوية في ميادين التنافس الإنتخابي الحر، و التي كانت مجرد حصيلة حتمية لمنجزات تنموية غير مسبوقة و نجاحات تدبيرية مشرفة نجح الرجل في تحقيقها بالنضال و شرف الذمة و الدموع، و انعكست بشكل إيجابي على حياة الساكنة و بنية عاصمة الجهة التحتية، خصوصا على مستوى الأحياء المهمشة و ناقصة التجهيز و على رأسها أحياء الوحدة و ما جاورها.

سنظل نكررها دائما و ابدا, نحن لا ندافع عن "الجماني", فالرجل تدافع عنه الإنجازات التنموية الكبيرة التي حققها بعاصمة الجهة في ظرف زمني وجيز، و التي عجز عن يأتي بمثلها حلف "التهنتيت" و "شي يهمهم", على مدار سنوات طويلة من الميزانيات المليارية و الاموال الضخمة المهدورة, حيث ورث الرجل مدينة الداخلة بشارع مهيئ وحيد، و بعض الأزقة وسط المدينة من الحقبة الإستعمارية الإسبانية, و إلى جانبها ورث أكثر من 20 حي و تجزئة مستحدثة بلا بنية تحتية من أي نوع يذكر بعضها يعود لبداية الثمانينيات, إضافة إلى مطرح أزبال عشوائي وسط أحياء النهضة و الوحدة. فوالله لو كان "الجماني" يمتلك عصا موسى و خاتم سليمان، و سخرت له الانس و الجان، و منحت له ميزانية عاصمة جنيف السويسرية, لن يستطيع في ظرف 8 سنوات أن يتقلب على هذا الخصاص المهول الذي ورثه. و مع ذلك ركب الرجل التحدي و ناطح المستحيل و نجح بشكل مبهر في تحقيق طفرة تنموية كبيرة على مستوى البنية التحتية للمدينة, إذا ما تمت مقارنتها بالميزانيات المحدودة المخصصة للمجلس البلدي وحجم الخصاص الهائل الذي وجده أمامه و فترة 8 سنوات، لكان أقل ما يستحقه الرجل هو أن نقبل رأسه شكرا و عرفانا, رغم أنه ما فتئ يكرر في جميع خطاباته بأن الخصاص لا يزال قائما و أن البنية التحتية بالمدينة لا زالت في حاجة إلى مزيد من التحسينات و التجويد, وأنه ملتزم ببذل كل مجهوداته المخلصة من أجل الإستمرار في تطويرها بجميع أحياء الداخلة.

Photostudio 1569607186836

لكن بالمقابل، كيف يعقل أن ينسلخ مجلس الجهة من مسؤولياته القانونية و الأخلاقية و التضامنية إتجاه عاصمة الجهة التي تتركز فيها الغالبية العظمى من الساكنة, و يدير ظهره لحجم الخصاص المهول الذي تعاني منه المدينة بسبب الإنفجار السكاني الرهيب الذي تعرفه, و تكاثر التجزئات السكنية الجديدة و ما نتج عن ذلك من إتساع رقعة المطالب و الإنتظارات و حاجيات التمويل, و يضيع المليارات على مصاريف الإطعام و شراء الهدايا و تنظيم المهرجانات, إلى آخره من العبث المالي المفجع و السفه الميزانياتي المشين, بينما كان أولى أن تخصص تلك الأموال لدعم مجهودات بلدية الداخلة في مجال النهوض بالبنية التحتية للمدينة, بعيدا عن الخصومات الإنتخابوية و الأحقاد الشخصية، خدمة لرعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة.

إن الإشكالية التنموية العويصة التي تعرفها حاليا جهة الداخلة وادي الذهب و الفشل الذريع الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة و مشاريعه الموازية, يفسره بشكل بسيط و مفجع عجز ميزانية جماعة الداخلة المتوقع برسم سنة 2019، و الذي قارب على المستوى المالي بعض الفصول الملتهبة في ميزانية مجلس الجهة خصصت نفقاتها لتمويل تنظيم المهرجانات الترفيهية, و عليه تصبح بلدية الداخلة الشماعة التي يريد تحالف رئيس الجهة السياسي و الإنتخابي أن يعلق عليها نتائج تدبيره الفاشل و تبذيره الفاحش لمقدرات ساكنة الجهة و ميزانياتها تساعية الأصفار التي ضخت على مدار 5 سنوات مالية في حسابات مجلسها الجهوي.

ماذا عسانا أن نقول أمام عملية إهدار مجلس الجهة حوالي مليارين سنتيم لدعم جماعات ترابية مقربة حزبيا من "ولد ينجا" يسكنها الاشباح و بعضها لا يوجد سوى على الورق, ألا يدخل ذلك في خانة مأسسة الريع و تسمينه و يجعل منه العنوان الأبرز لسياسة مجلس الجهة التدبيرية و الترابية؟ أولم يكن اولى بتلك الأموال أو بعضها تحسين و تطوير بنية مدينة الداخلة التحتية, و منها 200 مليون سنتيم خصصها مجلس الجهة في ميزانية 2019 لإكتراء عتاد الحفلات؟ و هل يا ترى يعرف المواطن البسيط بأن مجلس الجهة رفع مصاريف إكتراء عتاد الحفلات من 20 مليون سنتيم سنة 2016 إلى 200 مليون سنتيم سنة 2019, أي بنسبة 1000 في المائة, أم أن المشكلة يا ترى تكمن في "الجماني" أصل الداء و الشر كله كما تحاول صحافة مجلس الجهة الموالية أن تصور لنا؟ و نفس الأمر ينطبق على مصاريف شراء التحف و الهدايا الذي قفز من 70 مليون سنتيم سنة 2016 إلى 200 مليون سنة 2019, و كذلك مصاريف الإقامة و الإطعام الذي قفز بشكل صاروخي مريب من 250 مليون سنتيم سنة 2016 إلى مليار و 800 مليون سنتيم سنة 2019, إضافة إلى مصاريف تنظيم المهرجانات الثقافية و الترفيهية الذي قفز بدوره من 20 مليون سنتيم سنة 2016 ليصل إلى مليارين سنتيم سنة 2019؟؟؟؟ أضف الى ذلك تخصيص مجلس "ولد ينجا" 9 ملايير سنتيم (90 مليون درهم) من الفائض التقديري لميزانية سنة 2017, الذي صادقت عليه أغلبيته "الميكانيكية"، من أجل بناء مقر جديد للمجلس, لنتفاجأ بعدها بتحويله مبلغ إضافي ناهز مليار و 200 مليون سنتيم من أجل تمويل ذات المشروع، ما يجعل المبلغ الإجمالي المخصص لبناء "عرشه" الجديد يتجاوز عتبة 10 مليارات سنتيم, مدفوعة من أموال البؤساء و الكادحين و المحرومين. 

بينما و على سبيل المقارنة, و بعد ولايتين انتدابيتين له على رأس بلدية الداخلة, لا يزال "سيدي صلوح الجماني" الخصم اللدود ل"ولد ينجا" و حلفه الإنتخابي, يقيم مجلسه ببناية قديمة يوازي عمرها عمر استرجاع اقليم وادي الذهب الى حضيرة الوطن الام, حفاظا على المال العام من التبذير و الهدر و الضياع, في الوقت الذي اختار فيه رئيس الجهة أن ينعش مقاولات وافدة من خلال منحها الصفقة الدسمة لتشييد مقر أسطوري لمجلسه "المعظم"، و ذلك على حساب مطالب و انتظارات و أرزاق الساكنة المحرومة، رغم أن المقر الحالي للمجلس فيه الكفاية و يزيد.

Fb img 1569603124534

آلا تدخل هذه البرمجة الميزانياتية الكارثية في خانة التبذير الفاحش للمال العام؟ ألا يعتبر هذا أشد أنواع السفه المالي قبحا و بذاءة؟ خصوصا أن بناء مقر جديد لمجلس جهة الداخلة وادي الذهب لا يعتبر من الأولويات حاليا، و كان الاولى تخصيص هذا المبلغ الخرافي لبناء و تجهيز مستشفى عمومي جديد, أو تمويل خلق مشاريع صغيرة للشباب العاطل, أو غيرها من المشاريع الاجتماعية الاخرى التي تعود بالنفع المباشر على ساكنة الجهة. إن هذا الهدر المالي الشنيع لميزانية ساكنة الجهة تجاوز كل الخطوط الحمراء, و ستستطيع الساكنة بعملية حسابية بسيطة أن تستوعب الكم الهائل من الفرص التنموية و الإمكانات المالية التي أضاعتها و لا تزال الطقمة المدبرة لمجلس الجهة, و كم كانت ستكون تلك الاموال المهولة قادرة على تحويل مدينة الداخلة عاصمة الجهة إلى "سويسرا" حقيقية, و ليست الداخلة الحالية التي تعاقب ساكنتها و بنيتها التحتية بالحرمان من كل هذا المجهود المالي الضخم المضاع, كعقاب لها على إختيارات ساكنتها الديمقراطية في ميادين التنافس الإنتخابي الحر.

قولا واحدا، إن في ما سلف سرده من الرقائق و الحقائق و الأرقام، ما يؤكد بأننا بصدد زعيم "إنتخابي" بارز لا يهمه سوى مصلحة البقاء في الكرسي, و لا يفقه من الحسابات التنموية سوى حسابات الربح و الخسارة في ساحة المعارك الإنتخابية, و أن صراعه الإنتخابوي مع "الجماني" عصي على النسيان و سيظل تحديه الأول و الأخير. لذلك ستظل الكرة في ملعب وزارة الداخلية و مؤسسات الدولة السيادية من أجل وقف هذه المهازل المالية، و إجبار مجلس الجهة على تحويل كل الأموال الضخمة سالفة الذكر, التي خصصت لفصول عبثية بلا أية مردودية على مسلسل التنمية الجهوية -تحول- بلا قيد او شرط إلى ميزانية بلدية الداخلة عاصمة الجهة للمساعدة في سد الخصاص على مستوى البنية التحتية، و مؤازرة المجهود المالي و الأوراش التنموية الضخمة التي تنفذها البلدية حاليا تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني".

Photostudio 1566482721635 960x680