و يستمر قطار العمل و المنجزات التنموية...بلدية الداخلة تقرر تشييد مراحيض عمومية بكورنيش عاصمة الجهة

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

أخيرا سيتنفس سكان مدينة الداخلة وزوارها الصعداء، بعد القرار التنموي الشجاع الذي اتخذته بلدية الداخلة و القاضي بتشييد مراحيض عمومية بكورنيش المدينة، بعد معاناة كبيرة كان يعيشها زوار الكورنيش في البحث عن أماكن لقضاء الحاجة.

هذا و قامت في وقت سابق لجنة منتدبة عن المجلس البلدي بتحديد اماكن إنشائها بكورنيش المدينة، وينتظر أن يتم الشروع في غضون الأسابيع المقبلة، في تشييد هذه المراحيض العمومية، التي ينتظرها بفارغ الصبر سكان عاصمة الجهة ومعهم زوارها المغاربة والأجانب، الذين يجدون صعوبة في قضاء حاجاتهم البيولوجية بسبب غياب فضاءات عمومية مخصصة لذلك. كما أن هذا الإنجاز الحضاري الراقي، سيجعل الداخلة تنضم إلى كبريات المدن المغربية التي أنجزت مراحيض عمومية على كورنيشها، كمدن طنجة و الدار البيضاء و الناظور.

إلا أن المثير للسخط و السخرية أنه عندنا في الداخلة، خرج البعض من انصار رئيس الجهة إضافة الى بعض الجهلة من عشاق التغوط و التبول تحت "لجراف" و خلف الجذران المظلمة و في زوايا الازقة، في حملة مسعورة ضد مشروع تشييد مراحيض عمومية بالكورنيش، و الهدف طبعا تصفية حسابات انتخابوية رخيصة و ساقطة مع "الجماني"، بينما خرجت ساكنة طنجة و الناظور دفاعا عن تشييد مراحيض عمومية على طول كورنيش هاته المدن، و هنا يكمن الفرق الجوهري بين مواطنين متحضرين يمتلكون حس بيئي راقي، و بين بعض المواطنين من طائفة "لخرايا" و "البوالا" فين ما والاهم.

و رغم الجمالية التي بدا عليها كورنيش مدينة طنجة بعد انتهاء أشغال تهيئته سنة 2016، إلا أن غياب المراحيض العمومية أثار انتقادات واسعة من طرف سكان طنجة و منظمات المجتمع المدني، الذين استغربوا غياب هذا المرفق عن المدينة منذ سنوات، سواءٌ في الساحات العمومية أو المنشآت التي أحدثت أو تم تهيئتها مؤخرا، وعلى رأسها الكورنيش. كما ان غياب المراحيض عن النسخة الأولى من أشغال تهيئة الكورنيش كان سببا مباشرا في حرمان طنجة من تنظيم معرض دولي كبير سنة 2012، بعد أن أحتاج اعضاء اللجنة التي زارت طنجة إلى استعمال المراحيض من أجل قضاء حاجاتهم البيولوجية فلم يجدوها، فكانت أحد أسباب إقصاء المدينة من المنافسة على ذلك الملتقى الدولي الهام جدا. و بالفعل و تحت ضغوط الشارع الطنجاوي، رضخ المجلس البلدي أخيرا و جهز كورنيش مالاباطا بمراحيض عمومية.

و ايضا في مدينة الناظور الشاطئية، عبر المواطنين عن استحسانهم لمبادرة وكالة "مارتشيكا" تجهيز كورنيش المدينة بمراحيض عمومية، على طول شريط المنطقة التي تعرف توافد العديد من أبناء المنطقة والزوار الأجانب. كما أن موضوع "المراحيض العمومية" سبق وأن أثاره مجموعة من النشطاء بالإقليم، مطالبين بالتعجيل بإحداثها من أجل الحفاظ على جمالية المنطقة من التخريب، مشيرين إلا أن الزائر كان يضطر للجوء إلى أماكن عشوائية غير المراحيض الصحية، الشيء الذي تسبب في تلوث مجموعة من الأماكن القريبة من الكورنيش. -شاهدوا الفيديو-

لذلك يحسب لبلدية الداخلة بقيادة "سيدي صلوح الجماني" هذا الإنجاز الحضاري و التنموي الهام، الذي ينم عن وعي متحضر و راقي لدى المكتب المسير للمجلس، في الوقت الذي يضيع فيه مجلس الجهة الفاشل المليارات العرمرم من أرزاق الساكنة العمومية على نفقات المهرجانات و المنتديات و الزرادي، و ملئ بطون و جيوب شذاذ الجغرافيا من ريع أموال الفقراء و المحرومين. كما ندعو المجلس البلدي إلى وضع تسعيرة مناسبة لهذه المراحيض لا تنقص عن 5 درهم، إضافة الى تخصيص حراسة لها خشية من تدمير الأوباش المتخصصين في تخريب كل منجز تنموي تشيده البلدية كما فعلوا مع الأعمدة "اينوكس" الخاصة بدرج كورنيش المدينة، حيث تم سرقتها و تدميرها، كما تم تحويل بعض جنباته إلى فضاءات قذرة و وسخة.

كما لا يفوتنا أيضا أن ندعوا عموم المواطنين و الزوار إلى الحفاظ على نظافة المراحيض العمومية، وصون رونق الكورنيش وعدم إتلاف جماليته، بعد أن استثمرت البلدية أموالا ضخمة في تهيئته و تجهيزه بالمرافق الصحية وبأحدث التجهيزات، والاشتغال على جعل المكان فضاءا للتنزه و الاستجمام.