نجاحات دبلوماسية و تنموية هامة يحققها "الجماني" بإسبانيا...شراكات تنموية دولية بنكهة ديبلوماسية متقدمة

Photostudio 1569856107865 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

بعيدا عن العهر السياسي البائس و الدجل الصحفي البغيض الذي أرخ بضلاله الحالكة على ربوع جهة الداخلة وادي الذهب المستباحة, و بعيدا أيضا عن إهدار أموال الفقراء على تنظيم مهرجانات السفه و ملئ جيوب "الستاتية" و "باطما" و "زعطوط"، إختار "سيدي صلوح الجماني" رئيس بلدية الداخلة أن يثبت للساكنة بأن الانجازات لا تصنعها الدعاية الاعلامية مدفوعة الأجر, و بأن معايير الرئيس المنتخب الناجح, ليس من ضمنها بالتأكيد سحر خطابته أو عدد اللغات التي يتقن التحذلق بها أمام عدسات الكاميرات, و لكنها الكاريزمة و العمل الميداني الجاد, من خلال النتائج الملموسة المتحصل عليها على أرض الواقع عن طريق التدبير الحكيم و المثمر الهادف الى تحسين حياة الساكنة. 

و "الجماني" يثبت اليوم للجميع بما لا يدع مجالا للشك بأنه كان و سيظل رئيس فوق العادة لجماعة الداخلة, بعد عقود طويلة من التردي و السقوط و الاجتثاث الميزانياتي و السياسي و التنموي, عاشتها هذه الأخيرة تحت حكم الاثنوقراطيين و "الهنتاتا"، و الشاهد في حديثنا توقيع "سيدي صلوح الجماني" رئيس بلدية الداخلة و "فرانسيسكو دلاطوري" رئيس بلدية مالقا الإسبانية يوم أمس، على اتفاقية شراكة إستراتيجية بين مدينة الداخلة المغربية ومدينة ملاقا الاسبانية لتعزيز التعاون وتبادل التجارب بين كل من المغرب واسبانيا.

حيث تروم هذه الاتفاقيات تبادل الخبرات والتجارب والمعارف بين الجماعات الموقعة عليها، حول تعزيز أدوات التخطيط وتطوير الخبرات المشتركة في مجال التخطيط العمراني و الحضري، إضافة الى دعم الصحة العمومية، وتعزيز طرق جمع النفايات والتهيئة العمرانية، وإحداث وتدبير المناطق الخضراء، وتثمين الموروث المادي واللامادي، وتعزيز التعاون والتبادل في المجال الرياضي، و دعم المرأة في الحكامة المحلية، والتنمية المستدامة للجماعات، ومحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي. 

كما ستمكن هذه الشراكات من دفع عجلة التنمية الاقتصادية والتجارية على المستوى المحلي في مجال التنمية الحضرية المستدامة و المجال السياحي، من خلال تبادل المعلومات، ودعم المقاولات التي ترغب في النهوض بالمشاريع الاقتصادية، و تطوير الرياضة، ودعم اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ و خدمات القرب -اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺨﻀﺮاء، واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، وﺗﺨﻄﻴﻂ اﻟﻤﺪن، وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﺎدﻣﺔ، وجمع النفايات، والإنارة العمومية.

الملفت للنظر في القضية, مدى الوعي الكبير الذي يتمتع به "الجماني", و إلمامه المثير بمفاهيم التضامن و التعاون الدوليين من أجل التنمية المحلية, و كيف أستطاع تطوير أليات تدبيرية خلاقة من أجل جلب الرفاه و التنمية لمدينة الداخلة, من دون الحاجة إلى إهدار الملايير من اموال الساكنة على تمويل مهرجانات البذاءة و "لافييستات", كما هو الحال مع مجلس الجهة. و اتفاقيات الشراكة الدولية سالفة الذكر تشكل فرصة ذهبية لتحقيق قفزة تنموية غير مسبوقة بهذه الربوع المالحة، حيث ستفتح الباب على مصراعيه أمام مجموعة من الاتفاقيات والشراكات الهامة, بين مختلف الهيئات المدنية و السوسيو-اقتصادية و في مختلف المجالات, ما سيمكن من تطبيق حلول متشابهة لعدة مشاكل تعوق مسيرة التنمية, و يحول اتفاقيات التوأمة و الشراكة إلى مشاريع حقيقية للتعاون من أجل التنمية, و مصدرا خلاقا للتطور و النماء الاقتصادي و الاجتماعي المتبادل و المتضامن, سيترتب عنه مستقبلا نتائج ايجابية و ملموسة, ستشهدها الساكنة على أرض الواقع, و ليس على شاشات المواقع الالكترونية "لمحاذية العطار بتزوكنيت"، كتلك الموالية لرئيس الجهة و تحالفه السياسي.

إن حنكة "الجماني" و الكاريزمة الكبيرة التي يتمتع بهما، جعلته يخرج بهذه الشراكات من نطاق مشاريع للتعاون الدولي من أجل التنمية الإنسانية، الى مشروع هجومي فعال للغاية في اطار الدبلوماسية الموازية دفاعا عن القضية الوطنية أمام أعلى الهيئات الدبلوماسية الاوروبية, و منصة للترافع والتعريف بمؤهلات مدينة الداخلة و النهضة الشاملة التي تعرفها في ظل السيادة المغربية. حيث سبق أن عقد "الجماني" عدة لقاءات تنسيقية مع كل من سفير المغرب لدى المملكة الاسبانية و عمدة مالاغا و شخصيات سياسية أوروبية، تم خلالها التباحث بشأن جملة من القضايا التي تهم الجانبين, و التأكيد على أهمية التنسيق بشأن الترافع الإيجابي عن القضايا الاستراتيجية للمغرب, لا سيما قضية الصحراء.

قولا واحدا، مشاريع التوأمة و الشراكات الدولية التي تعقدها بلدية الداخلة و هندس بنجاح جميع عملياتها "سيدي صلوح الجماني", باتت تحمل بين طياتها عملا ديبلوماسيا متقدما, يتجاوز حدود شراكات روتينية للتعاون الدولي، ما يفسر سبب الإستقبال الحافل الذي حظي به بالمملكة الاسبانية، مما يؤكد بأن مشاريع التوأمة و الشراكة الدولية سالفة الذكر باتت تحظى بمباركة و دعم من الدولة وأجهزتها السيادية العليا لما لها من أدوار طلائعية في خدمة قضية الصحراء المغربية، كان آخر ثمارها تجديد إتفاقيات التبادل التجاري و الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الأوروبي، إنتهى الكلام.

Fb img 1569852721125Fb img 1569793579182Fb img 1569793585699