Créer un site internet

الهرولة إلى كرسي الحكومة على مآسي البحارة.. حادثة غرق "المسناوي" تكشف الوجه القبيح ل"أخنوش" و حزبه

Photostudio 1574816288699 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

مرة أخرى يخلف أخنوش موعدا مهما مع رجال البحر ،و في عز المحنة و الأيام حداد و حزن على أرواح شهداء “المسناوي”.

بأسف شديد تابع الرأي العام المهني في قطاع الصيد البحري هرولة عزيز اخنوش بصفته الحزبية  لسيدي افني لترأس مهرجان حزبه الخطابي ، في الوقت الذي يعيش فيه قطاع الصيد البحري فترة حداد على أرواح طاقم الصيد المركب “المسناوي” الذي غرق بسواحل سيدي افني ، و في ذات اليوم الذي لفظ بحر سيدي افني جثة الضحية الثالثة ، فيما لا تزال الأبحاث جارية في مسرح الحادث بحثا عن المفقودين.

سوء التقدير للحدث و لحالة الخزن التي تسود في قطاع الصيد البحري ، و عدم تأجيل  المهرجان احتراما لمشاعر رحال البحر و لأرواح الضحايا، ستسجل ضد اخنوش الذي لا يزال يعتبر أن “البحار بخير و على خير ” ، بغض النظر عن سبق برمجة المهرجان الخطابي و الميزانية الضخمة التي يمكن أن تهدر في حالة التأجيل.

لقد كان من باب الحكمة و المروءة إصدار قرار  تأجيل المهرجان الخطابي، و انتقال أخنوش و هو زير الصيد البحري و جماهيره الشعبية لبلدة “تليلت”  التي تقع في النفوذ الترابي لعاصمة سوس و مشاركة عوائل المحرومين حزنهم و إقامة حفل تأبيني للشهداء و تكريم أسر الضحايا و من خلالهم رجال البحر و التخفيف من رزئهم ، و بالتالي سيصيب أخنوش “سربا من العصافير بحجرة واحدة” دون تكاليف مالية أو بدخ أو إسراف، و معها الأجر و الثواب، و حتما سترتفع أسهمه في البورصة لدى الرأي العام في قطاع الصيد البحري .

و لنا في محمد السادس نصره الله و حفظه إسوة حسنة عندما ألغى احتفالات رسمية في أعياد وطنية تزامنت مع مناسبات الحزن و الأسى تضامنا مع شعوب دول شقيقة و صديقة من منطلق إنساني يحترم الشعور .

ما يسترعي الانتباه انه كلما وقعت كارثة أودت بحياة ضحايا من رعايا جلالة الملك الأوفياء من أبناء هذا الوطن في البر، إلا و سارع مسؤول رفيع المستوى بدرجة وزير في الحد الأدنى ، أو وفد وزاري أو عامل أو والي.. كما شاهدنا مؤخرا في إحدى الثغور بإقليم ميدلت على اثر الزلزال الذي ضرب المنطقة،  او في حادث حافلة الموت بالرشيدية غيرها من المحطات، إلا عزيز القطاع لم نره قط و لم يسمع صوته ، و لا حتى عبر كلمة في الملتقى الدولي الأول لرجال البحر الذي نظم بالداخلة تكريما لرجال البحر.

هي إشارات بسيطة تعكس مكانة رجال البحر لدى عزيز القطاع ، الذي يحتمي بملف الضمان الاجتماعي و التأمين كإنجاز مهم لفائدة رجال البحر  تغنيانه عن كلمة طيبة، رغم أن كلمته خلال المهرجان الخطابي حاولت دغدغة مشاعر “البحارة”، غير أنه أخطأ حيث لا يزال يلتبس بين “البحّار” و “رب القارب/ المركب و السفينة”، فلاقيمة للضمان الاجتماعي و التهريب ينخر القطاع، و لا قيمة للتأمين و حوادث البحر يحصد أرواح البحارة بالجملة، و لا قيمة لقوارب الصيد التي انتقلت من 20 الف سنتيم الى 100 مليون سنتيم ، أو  برنامج “ابحار” عندما يكون المستفيد منه هو رب المركب و القارب باعتباره مالكا للمنشأة ، فيما البحار لا يزال يشاطر الجرذان الفراش، فالبحار في الداخلة مثلا لا يزال يعيش في أكواخ  تنتفي فيها الكرامة الانسانية، و خير مثال الحريق الذي شب بنقطة مساكن الصيادين بقرية الصيد “بارباس” في ذات يوم المهرجان الخطابي.

الفقاعة التي حذر منها عبد الرحيم بوعيدة هي تلك الشريحة الواسعة من رجال البحر أو مستخدمي الوحدات الصناعية  التي تنقل بأمر من أرباب المراكب و الشركات و الوحدات الصناعية اي “الفاعلون في الميدان” الذين تحدث عنهم اخنوش في آخر جلسة للأسئلة امام البرلمان ، لتأثيت المشهد و ملء الفراغ و إعطاء الانطباع بوجود مناصرين على المستوى المحلي، على غرار ما حدث في آخر مهرجان خطابي بالداخلة حيث نقل رجال البحر العاملون بأسطول الصيد الساحلي للأسماك السطحية للداخلة لملء القاعة ،و هم للاشارة لن يكونوا من الناخبين ابدا حيث ينقلون لانهم بكل بساطة ليسوا مسجلين في اللوائح الانتخابية ، تلكم هي الفقاعة التي تحدث عنها عبد الرحيم بوعيدة الرئيس السابق لجهة كلميم وادنون.

كثيرا ما حذر العقلاء من تسييس قطاع الصيد البحري، بمن فيهم عزيز أخنوش كوزير للصيد البحري، و ها نحن نشهد على تمريغ أنف الصيد البحري الذي طالما ارتكن كقطاع تقني ، في وحل السياسة.

المصدر: موقع المغرب الأزرق