Créer un site internet

لله در الحسد ما أعدله.... بدأ بصاحبه فقتله....

Photostudio 1575399151682 960x680

 

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

الحسد و الحقد....مرض عضال قديم قدم الإنسان..لم يفرق بين العامة و الخاصة...حتى الأنبياء و الأصفياء أصيبوا به و عانوا من ويلاته و تبعاته...

الرسول الأعظم صلوات الله عليه و على آله الأطهار كان من بين من اكتوى بناره و من اقرب المقربين إليه...اول من أذاه عمه صنو أبيه "أبى لهب" ثم أبناء عمومته الأقربين...و هنا يستحضرني بيت من الشعر الحساني في مدح رسول الله يقول قائله: انا النبي ما نلغز فيه...فاتو لغزو فيه بني عمو...."....لكن بالمقابل الذي ناصر رسول الله و اواه و صدقه كانوا الأنصار قبائل الاوس و الخزرج حين هاجر إليهم في المدينة المنورة، و من الصدف الحكيمة أن أخوال أبيه "بنو النجار" ينتمون لقبيلة الخزرج الأنصارية.

نبي الله يوسف عليه السلام اكتوى هو الآخر بشره و جريمته...فكان إخوته أبناء أبيه اول من تآمر عليه حسدا و حقدا...و بعد أن فكروا في قتله و التخلص منه...شاءت الأقدار أن يجنحوا إلى قرار أخف و هو رميه في الجب ثم الادعاء بعدها أن الذئب قد اكله...المثير في القضية أن من نهاهم عن قتله هو ابن خالته و يدعى "روبيل"، حسب ما أجمع عليه المفسرون......يقول الله عز و جل في محكم تنزيله على لسان إخوة يوسف عليه السلام..."اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ"....

و ايضا قصة ولدي أبينا آدم عليه السلام...قابيل الذي قتل أخاه هابيل حسدا و غلا...قال الله تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"....

إنه تاريخ أسود من الاحقاد و الغل و الحسد، لم يسلم منه حتى أنبياء الله المعصومين، لذلك نحن لن نكون أفضل حال منهم، و لا نزال نلوك بمرارة بالغة ما جناه فينا و لا يزال الأقربون و أبناء العمومة من حروب خافية و ظاهرة و أحقاد بينة و حسد شنيع، حيث نكاد نجزم بأنه لو كان الهواء الذي نتنفسه مفاتيحه بأيديهم لما ترددوا ثانية واحدة في منعه عنا...

لقد صدق الشاعر حين قال: أيا حاسداً لي على نعمتي... أتدري على من أسأت الأدب... أسأت على الله في حكمه... لأنك لم ترض لي ما وهب... فأخزاك ربّي بأن زادني... وسدّ عليك وجوه الطلب.....

فإلى الله المشتكى و عليه المعول....و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...