Créer un site internet

إنها بداية إنهيار أغلبية مجلس "ولد ينجا"...و تلك الأيام نداولها بين الناس

Photostudio 1576614512827

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

"لو دامت لغيرك، ما وصلت إليك".

شهدت دورة دجنبر الاستثنائية لمجلس جهة الداخلة وادي الذهب، المنعقدة صبيحة اليوم الثلاثاء، غيابا مفاجئ لبعض اعضاء المجلس من الأغلبية، إلى جانب فريق المعارضة، حيث تم فتتاح اشغال هذه الدورة من طرف رئيس المجلس، بحضور والي الجهة رفقة عامل اقليم اوسرد، و ذلك بحضور 17 عضو من اصل 33 مجموع اعضاء المجلس، بينهم العضوة الانقلابية من حزب المنافقين الباجدة، التي انقلبت من جديد على فريق المعارضة و ارتمت بين أحضان أغلبية "ولد ينجا" المنهارة، موفرتا لها النصاب القانوني لعقد الجلسة، و هو موضوع لنا عودة له بمزيد من التحليل الملل.

لقد كان مرجحا بشكل كبير نسف النصاب القانوني للجلسة و تأجيل أشغال الدورة، إلى جانب إسقاط أغلبية رئيس الجهة بشكل دراماتيكي، وسط أنباء عن مغادرة بعض اعضاء اغلبية الرئيس، ما يؤكد بالفعل و حسب مصادر موثوقة من داخل تحالف "ولد ينجا" وجود تمرد صامت تدور رحاه داخل أغلبية المجلس، بسبب سياسة الرئيس التدبيرية الفاشلة، و هيمنة بعض الاطراف المحظوظة من عائلة الرئيس على القرارات و الامتيازات، و تهميش البعض الاخر، و هو أمر ليس بالجديد على كل حال، حيث سبق لنا أن نشرنا قبل سنتين لائحة خاصة بالجمعيات التي استفادة من الدعم المليوني السخي الذي خصصه لهم مجلس الجهة، بعد أن تم تسريبها لنا من طرف أعضاء غاضبين داخل تحالف رئيس الجهة، و اكدنا حينها عن طريق عدة مقالات منشورة بأن أغلبية "ولد ينجا" ينطبق عليها المثل المغربي الدارج: "يا المزوق من برا، شخبارك من الداخل".

لقد شكل غياب أعضاء من الأغلبية المسيرة لمجلس جهة الداخلة وادي الذهب، عن أشغال دورة شهر دجنبر الإستثنائية، صدمة كبيرة لدى الرأي العام المحلي، و أثار العديد من التساؤلات و علامات الإستفهام حول الأسباب الكامنة وراءه، خصوصا أن بعضهم يتواجد بالداخلة، و فيهم رؤساء لجان هامة للغاية بمجلس الجهة، و بالتالي ليس من المنطقي ان يكون الأمر مجرد صدفة، حيث تؤكد كل المؤشرات و القرائن و الإستقراءات الواعية للمشهد السياسي على مستوى الجهة، بأن فريق المعارضة بالمجلس الجهوي، مسنود بغضب شعبي كاسح على سياسة مجلس الجهة التدبيرية الفاشلة، إستطاع أن يقنع أعضاء داخل أغلبية "ولد ينجا" مستائين من الطريقة الكارثية التي يدبر بها الرئيس شؤون الجهة، و من الهدر الشنيع الذي تتعرض له ميزانيات المجلس -أقول- استطاعوا أن يقنعوهم بضرورة اتخاذ خطوات تصحيحية صارمة و تاريخية، دفاعا عن مصالح الساكنة المضاعة و مستقبل شباب الجهة المهدور، خصوصا أن الانتخابات على الأبواب و التاريخ لا يرحم. و الشهادة لله، هناك أعضاء داخل أغلبية المجلس الجهوي مشهود لهم بالنزاهة و الاستقامة و الحرص على مصالح ساكنة الجهة، و غير راضين نهائيا عن الحصيلة التدبيرية المخزية لرئيس المجلس.

"ولد ينجا" لم يعد في حقيقة الأمر يمتلك أغلبية حزبية و سياسية ممثلة في التحالف الحزبي المسير لمجلس الجهة، و بات أقلية انتخابية مسنودة بأعضاء من خارج التحالف الثلاثي المعلن بين احزاب الاستقلال و الباجدة و الاتحاد الاشتراكي، و الجميع يعرف كيف انقلب أعضاء "الديبناج" سالفي الذكر على تحالف احزاب المعارضة في إطار سياسة بائسة مؤسسة على نسف التحالفات من الداخل، و شراء الذمم و الولاءات من أجل أن يبقى رئيس الجهة ملتصقا بالكرسي.

قولا واحدا، المشهد العام الذي جرت فيه أطوار دورة مجلس الجهة الاستثنائية، يضع حدا للتكهنات و التأويلات، و يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن أغلبية مجلس "ولد ينجا" باتت في خبر كان، و أن القادم سيكون ادهى على رئيس الجهة الفاشل و أمر، و كما يقول البيضان في أحجيتهم الشهيرة: "گدامك الواد يا شامر كساتك".