مشروع جهوية "لخروطي"...معارضة مجلس الجهة تفضح سيزيف "الخطاط" و تبرأ ذمتها أمام الساكنة

Photostudio 1577070788040 960x680

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

مثيرة للغاية تصريحات رئيس الجهة خلال أشغال المناظرة الوطنية الاولى للجهوية المتقدمة، حتى على مستوى الملامح و طريقة لفظ الكلمات و إرتعاشة اليد و طريقة الجلوس و "التمرميح" و تخراج العينين بالمغالطات، يظهر أنه مهزوز و مهزوم، و "مفعفع" أمام الرأي العام الجهوي.

الجهوية المتقدمة بالداخلة أنت من اوصلتها الى الحضيض بسبب حصيلتك الصفرية، و طريقة تدبيرك الكارثي و إهدارك المليارات من ميزانيات الفقراء و المحرومين على تنمية مهرجانات السفاهة و ملئ جيوب "تريتورات" مراكش، و مغنيات "الجرا" و إيكاون موريتانيا. انت الذي أوصلتها إلى مستويات منحدرة جدا جدا جدا، بكوكبة الفاشلين و "السراح" و أشباه المتعلمين و العنصريين و الاقصائيين و تجار السياسة و المآرب، الذين جمعتهم من حولك و منحتهم مناصب و مسؤوليات تدبير الشأن العام الجهوي، و هم لا يملكون من المواهب و الكفاءات سوى ما يخولهم سوق الحمير و تعليف البغال.

السياسوية و الكيدية الانتخابوية انت من مارسها و لا يزال، و الداخلة جميعها تشهد على محاباتك لحزبك و اهله على جميع المستويات، و مواكب الجماهير الغاضبة من سياسات ازلامك داخل الجهة بسبب تلك الممارسات الابارتايدية المخزية، تتسع يوما تلو الآخر، و حتى داخل أغلبيتك المتصدعة، هناك أعضاء لم يعودوا قادرين على مواجهة الساكنة بسبب حصيلة تدبيرك الكارثي لشؤون مجلس الجهة، و في مقاطعتهم لدورتك الاستثنائية المنعقدة قبل أيام بالداخلة رسائل قوية جدا جدا جدا، لعلها كانت السبب في ما تبدو عليه ملامحك من استياء و انحباس و تكدار.

أما كلامك المفخخ، و محاولة الظهور بشكل الضحية و الرجل الملائكي الطهراني، فلم يعد ينطلي سوى على مواليك المغرر بهم و رقيقك الإلكتروني و البشري المأجور، لأنه ببساطة لا يوجد بين السياسيين ملائكة، و ليس بين القنافذ أملس، و أيضا محاولة دس السم في العسل من خلال حديثك عن مراسلة جميع رؤساء الجماعات الترابية لأجل الدعم و إستشهادك بكون ذلك قد تم تحت إشراف والي الجهة، فمردود عليه، لذلك نحب أن نطالبك مرة أخرى أن تمتلك نفس الجرأة و تخرج على الساكنة ببيان مفصل توضح خلاله: ماهية الدعم الذي تحدثت عنه؟ و ماهية الشروط التي وضعتها للحصول على هذا الدعم؟ و لماذا لا تزال تصر على أن تضع أيادي رؤساء الجماعات التي قبلت به، تحت أنياب "دوبيرمان" ديالك فالجهة، ما دمت مستمية بشكل مريب في احتكار مجلس الجهة عمليات تمرير جميع الصفقات العمومية المتأتية عن هذا الدعم المفخخ تحت بند: Maître d'ouvrage ؟؟؟

الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال، و تفاصيل الدعم الذي تحدث عنه رئيس الجهة، يحتوي من فخاخ شياطين السياسة و دسائس سماسرة الانتخابات ما يشيب من هوله الولدان، و ما يجعله دعما غير بريئ، و ليس موجها على طبق من ذهب لفائدة تمويل البرامج التنموية على مستوى الجماعات الترابية، كما حاول رئيس الجهة أن يوهم الدولة و وزارة الداخلية في رده "المنفوش" على السؤال المحرج الذي طرحه رئيس جماعة تشلا "الناجم بكار" على هامش أشغال المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، بقدر ما هو في حقيقة الأمر دعما كان يراد استغلاله بطريقة ماكرة في دعاية انتخابية سابقة لآوانها، و تحويل جماعة الداخلة و الجماعات الأخرى التي رفضت شروط دعم مجلس "ولد ينجا" المخزية إلى ما يشبه حصان طروادة، يكتسح عن طريقها الرئيس و حزبه المهزوم المعاقل الانتخابية المؤثرة و ذات العيار الثقيل التي تسيل لعابه، و نقصد بالحديث أحياء الوحدة و النهضة و الحي الحسني، و هو على العموم ما سبق للنائب البرلماني و عضو فريق المعارضة بمجلس الجهة "محمد لمين ديدا" أن واجه به "ولد ينجا" خلال إحدى دورات مجلس الجهة و بحضور رأس السلطة المحلية.

قولا واحدا، نقل المعركة السياسية الجهوية والمحلية ضد الطريقة الكارثية التي يدبر بها "ولد ينجا" شؤون الجهة، الى المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، تعتبر "ضربة معلم" و خطوة جريئة و شجاعة للغاية في الترافع دفاعا عن مصالح الساكنة المهدورة تحسب لفريق المعارضة و منتخبي جهة الداخلة وادي الذهب المحسوبين على تحالف "الجماني"، و ذلك حتى تتحمل الدولة و المصالح المركزية و سلطة الرقابة مسؤولياتها أمام الساكنة اتجاه حالة الموت السريري التي يوجد عليها مشروع الجهوية المتقدمة بجهة الداخلة المنكوبة، و الذي تحول من مشروع ملكي طموح برزنامة كبيرة من الوعود التنموية، كان قادرا على أن يستجيب لإنتظارات المواطنين ب200 مليار التي دفعت له خلال أربعة سنوات الاخيرة -أقول- فإذا به يتحول إلى مشروع لتنمية الحفلات السفيهة و تشييد المقرات المليارية، و ممارسة التدبير بمنطق الترقيع و "الديبناج"، و تسمين الريع الجمعوي و السياسوي لأجل التسويق الإنتخابي و خدمة مصالح الالتصاق بالكرسي إلى ما لا نهاية، بينما طوابير المعطلين و المحرومين تضاعفت عشرات المرات، و الأزمة الاجتماعية و التنموية الخانقة بالجهة في أزهى عصورها و أبهى تجلياتها.

و بالفعل و كما وصفته بعض اذرعه الإعلامية الموالية, من الذين جرى تدجينهم و إدخالهم بيت الطاعة من طرف أنصار الرئيس بالعصا الغليظة و البلطجة و "الطريش على لفيم" -أقول- بالفعل إنه نموذج حي لأسطورة سيزيف، الذي حكمت عليه الآلهة أن يعيش طوال حياته و هو يحاول دحرجت صخرة عظيمة إلى قمة الجبل، و ما أن يكاد يصل بها إلى أعلى التل حتى تنفلت من بين يديه و تهوى نحو الحضيض، حيث تحكي الاسطورة الإغريقية بأن سيزيف قد عكف على مزاولة مهنة التجارة والإبحار، لكنه كان مخادعًا طماعًا اعتاد خرق القوانين وأعراف الضيافة، و قتل الكثيرين من نزلائه المسافرين، وقد صوره هوميروس وغيره من الكتاب الذين كتبوا عنه أنه أكثر البشر خبثًا ولؤمًا على وجه الأرض، حيث أنه أغوى ابنة أخيه ليغتصب عرش أبيها. 

فما اجمله من تشبيه جاء به "نگافات" مجلس الجهة فضحت رئيسهم من حيث تصوروا أنهم بها قد مدحوه و "طلعو لو لگراد"، و فعلا منذ أربعة سنوات عجاف مرت على ساكنة الجهة تحت حكم "ولد ينجا" و تحالفه المخادع، لا تزال صخرة التنمية المكتنزة بالمليارات يتم دحرجتها من طرف رئيس الجهة صوب قمم دورات مجلسه العادية و الاستثنائية، لكن سرعان ما تهوى بعيدا عن احلام و انتظارات الساكنة المحرومة صوب حضيض برمجة ميزانياتية كارثية، يقتات على خميرتها المقاولين المحظوظين و "تريتورات" مراكش الوافدين و الجمعيات المطبلاتية، و كل منافق متبتل لعين من عشيرة حزب سيزيف و الاقربين. فلا جامعات حقيقية بنيت "تحمر لوجه" و تحفظ كرامة طلبة المنطقة من "التكرفيس" و "الحكرة" في مدن الشمال, و لا مستشفيات جامعية عمومية شيدت لتضمد جراحات المرضى المعوزين و تحترم آدميتهم و تغنيهم عن السفريات الشاقة و "التمرميد" في مستشفيات "داخيل" المملكة, و لا مناصب شغل كريمة وفرت لتصون كرامة العاطلين و حملة الشواهد العليا و المحرومين و المفقرين, الذين تشهد على احتجاجاتهم اليومية شوارع و أزقة الداخلة، و حتى مشاريع النموذج التنموي الجديد بالجهة التي دشنها جلالة الملك قبل سنوات، لا تزال تراوح مكانها، و بعضها لا يزال مجرد حبر على ورق، و الشاهد على كلامنا ورش الطريق الوطنية رقم واحد "المركوع"، و مشروع ميناء الصيد الأطلسي بالداخلة المتعثر، و محطة تحلية مياه البحر لأجل الشرب التي لا تزال في غياهب الغيب بينما تعيش ساكنة الجهة على العطش و الانقطاع المتكرر لمياه الشرب، و اللائحة تطول.

في الختام، يحسب لمعارضة مجلس الجهة المحسوبة على تحالف "الجماني" أنها إستطاعت أن تحول أشغال المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة إلى منصة لمحاكمة و فضح السياسة التدبيرية الفاشلة و الكارثية لرئيس الجهة الحالي "الخطاط ينجا"، فبلغت الرسالة التي حملتها اياها فئات واسعة من ساكنة الجهة المغبونة و الغاضبة، و أبرأت ذمتها للتاريخ. أما صخرة سيزيف المليارية المهدورة فنبشر رئيس الجهة بأن تحالف "الجماني" المنتصر، سيتكفل خلال الانتخابات القادمة بإيصالها إلى أحضان الساكنة و مستحيقها، على قدم المساواة و بلا تفرقة بين عائد أو مواطن عادي، في أفق الوصول بالجهة إلى القمة التنموية التي تستحقها، بما حباه الله من ثروات بحرية هائلة و ميزانيات تساعية الأصفار، و ذلك تجسيدا لروح و اهداف مشروع الجهوية المتقدمة، وتنزيلا لمضامين النموذج التنموي الخاص بالاقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

 

معارضة مجلس الجهة تفضح سيزيف "الخطاط" و تبرأ ذمتها أمام الساكنة