و هل يستوي الخبيث و الطيب..."الجماني" و مجلسه البلدي يبني و يشيد بينما مجلس الجهة ينفق أموال الفقراء على تمويل بطولة رياضة "البادل" التافهة؟؟
و هل يستوي الخبيث و الطيب..."الجماني" و مجلسه البلدي يبني و يشيد بينما مجلس الجهة ينفق أموال الفقراء على تمويل بطولة رياضة "البادل" التافهة؟؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
تنويرا للرأي العام المحلي, و خصوصا فئة المعطلين و المهمشين أبناء هذه الارض المالحة, قررنا أن نظل في حالة استنفار قصوى, ممتشقين أقلامنا دفاعا عن أرزاقنا المهدورة و أحلامنا المسروقة, و ثلاثين سنة من التجريف المؤسس و المتواصل تكفي ليحتفي محور "التهنتيت", بما سرقه من أفواه الجياع و المحرومين و المفقرين و المعطلين, فلذات أكباد جهة الداخلة وادي الذهب.
سنظل نحكي الجزء الآخر من الرواية المفجعة, و لن نسقط في فخ الإلهاء الإستراتيجي الذي يريد لنا محور "التهنتيت" و أذرعه الإعلامية أن نسقط في شركه الآثم, من خلال محاولة شيطنة خصمهم السياسي و الإنتخابي "سيدي صلوح الجماني" و تحويله إلى شماعة إعلامية يعلق عليها رئيس الجهة و تحالفه السياسي, نتائج تدبيرهم الفاشل و تبذيرهم الفاحش لمقدرات ساكنة الجهة و ميزانياتها تساعية الأسفار التي ضخت على مدار خمسة سنوات مالية في حسابات المجلس.
و بما أن المناسبة شرط كما يقول الفقهاء و الأصوليين، أدرج مجلس "ولد ينجا" ضمن بنود برنامج دورة شهر مارس القادمة، الدراسة والتصويت على مشروع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الداخلة وادي الذهب وجمعية NORD SUD ACTION من أجل تنظيم الكأس الدولية لرياضة البادل PADEL للمرة الثانية على التوالي بمدينة الداخلة، رغم كونها رياضة تافهة و غير شعبية، من نوعية الرياضات "الفايف ستار" التي تمارسها الطبقة البرجوازية المخملية على شاكلة رياضة التنس، داخل قاعة مغلقة بين متنافسين او اكثر، حيث تنظم هذه البطولة بمدينة الداخلة، طبعا بدعم من ميزانية مجلس الجهة "السمينة" و "السبهلالى".
في الوقت الذي لا يزال يمتنع فيه ذات المجلس عن دعم فريق مولودية الداخلة الكروي بسبب حسابات سياسوية و انتخابية رخيصة و عبثية، رقم النجاحات الرياضية الكبيرة التي حققها فريق عاصمة الجهة، ناهيك طبعا عن القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يتمتع بها بين صفوف ساكنة الجهة، إلا أن ذلك لم يشفع له عند رئيس الجهة، فالحسابات الانتخابوية عند الطقمة الحالية المسيرة لشؤون و ميزانيات الجهة تسمو فوق مصالح الساكنة و إنتظاراتها و أحلامها، حتى و ان تطلب الأمر تهميش فريق عاصمة الجهة الكروي، و بالمقابل تخصيص غلاف مالي سخي لتنظيم بطولة دولية تافهة و شراء تجهيزات باهظة لرياضة لاجماهيرية أشد قبحا و تفاهة.
إن ما سلف ذكره يعتبر مجرد غيض من فيض المصيبة و الكارثة التي حلت فوق رؤوس ساكنة الجهة في ظل رئاسة تحالف "ولد ينجا" الحالي، و مجرد نظرة عابرة على ميزانية الجهة برسم سنة 2020, كافية لتنبئ المرء بحجم الخديعة التي تعرضت لها فئات واسعة من ساكنة الجهة, كما أن صدمته ستكون كبيرة من حجم الفرص الضائعة و الإمكانات المالية المهولة المهدورة, التي كان بإمكانها خلال خمس سنوات مضت أن تغير و بشكل جذري من وجه الجهة التنموي و ترفه من مستوى عيش مواطنيها. و ليست الداخلة الحالية التي تعاقب ساكنتها و بنيتها التحتية، بالحرمان من كل هذا المجهود المالي الضخم المضاع, كعقاب لها على إختيارات ساكنتها الديمقراطية في ميادين التنافس الإنتخابي الحر.
إن الذي يحز في النفس بحق و يذوب له القلب كمدا و حسرة، أن كل هذه الاتفاقيات العدمية المدفوع ثمنها من دماءنا و أرزاقنا و ثرواتنا المالية العمومية، تتزامن مع خارطة بؤس مفجعة، تعيش بين تضاريسها البائسة فئات عريضة من ساكنة الجهة و شبابها المحروم، تشهد عليها إحتجاجات العاطلين و المهمشين و المحرومين بشوارع الداخلة، الى جانب عشرات المفقودين من الشباب المهجر قسرا في قوارب الموت، في جهة ثرية بثروتها الطبيعية و ميزانياتها تساعية الأصفار.
قولا واحدا، إن كل ما سلف ذكره من حقائق مرة و صادمة، يفسر السر وراء الهجوم الإعلامي الحاقد مدفوع الأجر الذي يتعرض له "الجماني" و بلدية الداخلة، زاده استعارا النجاحات التدبيرية الباهرة التي حققها الرجل، و الإنجازات التنموية الغير مسبوقة التي تبصم عليها كل يوم بلدية الداخلة على كافة الأصعدة، و تشهد عليها أوراش تطوير البنية التحتية بمختلف أحياء مدينة الداخلة، رغم ضعف الامكانات و شح الموارد المالية، الأمر الذي كشف سوءة مجلس الجهة و عرى حقيقته أمام الساكنة و التاريخ، و أماطة اللثام عن الفشل الرهيب الذي لا زال يسبح في اوحاله، و كيف عجز رئيسه عن الوفاء بوعوده و تحمل صلاحياته الجسيمة في تنزيل مشاريع سوسيو-إقتصادية حقيقية و ملموسة، تمكن من محاربة الهشاشة و الاقصاء الاجتماعيين وسط الفئات الفقيرة و المحرومة, و تساهم في النهوض بالبنية التحتية للمدينة و تحسين عيش المواطنين، لذلك يكفي "الجماني" فخرا، انه ماض في انفاق اخر درهم من ميزانية مجلسه الفقيرة خدمة للساكنة و مصالحها، بينما يكفي رئيس مجلس الجهة عارا و شنارا توقيعه اتفاقيات مليونية خدمة لبطولات رياضية تافهة لا تغني و لا تسمن من جوع، كإتفاقية تنظيم بطولة دولية خاصة برياضة PADEL.
صح اللعب يا رئيس الجهة، و الله يلطف بالساكنة المحرومة، في إنتظار أن تخلع المحطة الانتخابية القادمة تحالفهم السياسي البائس من ذاكرة الجهة و مجالسها المنتخبة.