ونعم الإختيار..تجديد الثقة الملكية في الجواهري عاملا على إقليم اوسرد

 

المركز الاطلسي الصحراوي للاعلام و ابحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

عمالة اقليم أوسرد التي تنخرط بكل قوة في مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية المستدامة، تعيش أهم مراحلها التنموية على إيقاع تدشين مجموعة كبيرة من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية, خصوصا تلك التي لها ارتباط عميق وحيوي بحياة الساكنة بهذا الإقليم الفتي, وذلك بفضل السياسة الحكيمة المتبعة من طرف عامل صاحب الجلالة على إقليم أوسرد "عبد الرحمان الجواهري"، الذي ساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة التنمية بهذا الإقليم إلى الأمام, بفضل سياسته التدبيرية الرشيدة. "الجواهري", الذي تعتبر حقبة توليه شؤون إقليم اوسرد، لحظة تاريخية فارقة ستظل منقوشة بمداد من فخر في ذاكرة الإقليم ردحا من الزمن.

انه "عبد الرحمان الجواهري", عامل صاحب الجلالة على اقليم أوسرد, الرجل الذي خبر مشاكل المنطقة و هموم ساكنتها, وتفرد عن سابقيه بفتح أبوابه أمام الساكنة, ليتفرد عليهم بسهولة اذنه و بذل كل جهده في الانكباب على الانتظارات الكبيرة لساكنة أوسرد بكل فئاتهم و طبقاتهم من دون محاباة لاحد. و هو الامر الذي يبدو أنه لم يستسقه البعض من لوبيات الفساد الضاربة , فحاولوا بادي الأمر تحريف المطالب المشروعة للساكنة المقهورة, عن طريق خلق البلبلة و تسويق الاكاذيب المرسلة و الاشاعات المغرضة, الا أن نزاهة الرجل و حنكته, أفشلت كل تلك المخططات الجهنمية.

حيث و كما وعد بذلك خلال بداية توليه أمور عمالة أوسرد, شرع "عبد الرحمان الجواهري" في انتهاج سياسة الأبواب المفتوحة, من خلال التواصل المباشر مع الساكنة, التي استحسنت المبادرة ورأت في عامل صاحب الجلالة الرجل المناسب في المكان المناسب. حيث أعطى اوامره بمنح بقع أرضية لمجموعة من النسوة الأرامل و المطلقات و المعوزين, الذين يعانون من الهشاشة الاجتماعية و قلة ذات اليد.

فمنذ تولي الرجل مسؤولياته الجسيمة كعامل لصاحب الجلالة على إقليم اوسرد الفتي, باشر مهامه بخطى ثابتة و رصينة, نحو ايجاد حلول عملية وفعالة لكل المشاكل العالقة, و السعي من اجل استكمال المقومات التنموية والعمرانية التي ستجعل منه قطبا حقيقيا على صعيد الجهة والمملكة بشكل عام كبوابة للمغرب على عمقه الإفريقي الرحب, والانخراط في سلسلة من الاوراش الواعدة والمشاريع المهيكلة الرامية الى ارساء مشروع " اقليم أوسرد".

لذلك وبفضل الارادة القوية للسيد العامل واصراره على التعاون والتآزر بين جميع الفاعلين من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني , شهد اقليم أوسرد تدشين واعطاء انطلاقة وبرمجة مشاريع تنموية كبرى, ستكون في الأفق القريب, قادرة على تغيير المعالم الاساسية الكبرى لهذا الاقليم الفتي, الذي حوله "الجواهري" الى ورش تنموي كبير ومفتوح.

و بخطى واثقة, ركب اقليم أوسرد التحدي التنموي و اصبح من بين الاقاليم التي حضيت باهتمام المستثمرين و المنعشين العقاريين و الاقتصاديين على المستوى الوطني و الإفريقي, حيث احدث فيه السيد "الجواهري" عامل الاقليم اليات تدبيرية مبتكرة, مكنت من وضع أسس متينة لتنمية حقيقية و فعالة, طالت جميع الاصعدة الاجتماعية و التنموية و الثقافية, ليتعدى اشعاعها المنطقة الى باقي أقاليم و ربوع المملكة.

لقد حرص "الجواهري" و منذ تعيينه على راس إقليم أوسرد, على وضع دراسة شمولية بمخططات إستشرافية طموحة و واقعية, جعلت السياسة المتبعة حاليا بالإقليم ,بالمجال الاداري و المالي و التنظيمي ترقى الى الاولويات و الحاجيات المعبر عنها من طرف الساكنة, على المديين البعيد و القريب, لذلك و نتيجة عمله الدؤوب و المتواصل استطاع عامل صاحب الجلالة على اقليم أوسرد, ان يجعل الإقليم الفتي يكسب رهان التنمية الحقيقية, و يلمس طريقه نحو تحقيق دينامية اقتصادية واعدة.

و بالفعل, و خلال فترة زمنية وجيزة و قياسية, بدأ التغيير إلى الأحسن يرخي بسدوله التنموية على إقليم أوسرد, و ذلك وفق منهجية استراتيجية تنموية واضحة الملامح و الاهداف تتأسس على التشخيص التشاركي للحاجيات الملحة و الاستعجالية, و كانت الحصيلة مشاريع مهيكلة تتجاوب مع طموحات الفئات المستهدفة, ما أسهم في معالجة مجموعة من الاختلالات البنيوية و التصدعات التي كان يعرفها الجسم الاجتماعي بالإقليم: "الفقر – الهشاشة – الاقصاء الاجتماعي", ما يؤشر على نجاعة الهندسة الاجتماعية و التنموية, التي تم نهجها من لدن عامل صاحب الجلالة على اقليم أوسرد, و المجهودات الجبارة و المخلصة التي بذلها الرجل, حيث أصبح بمقدور كل مهتم بالشأن المحلي ان يلمس ذلك.

وفي هذا الإطار ومن أجل القضاء النهائي على السكن غير اللائق و تلبية للحاجيات الناتجة عن النمو الديموغرافي المتزايد في المناطق الحضرية من الاقليم شرع في إنجاز 192 وحدة سكنية على مساحة تقدر بثلاثة هكتارات و بتكلفة مالية إجمالية تقدر بحوالي 40 مليون درهم، حيث أشرف "الجواهري" بكل شفافية و نزاهة على إعطاء انطلاقة مشروع الوحدات السكنية بتوزيعه 70 منزلا وذلك في إطار البرنامج الجديد للسكن الاجتماعي بالأقاليم الجنوبية الهادف إلى محاربة السكن غير اللائق والإقصاء الاجتماعي و تحسين ظروف ساكنة الإقليم الاقتصادية والاجتماعية بتمكينهم من امتلاك مساكن خاصة تمكنهم من ظروف العيش الكريم، هذا دون اغفال البقع المجهزة التي جرى توزيعها على فئات عريضة من النساء الأرامل و المطلقات و فئة المتزوجين الذين يوجدون في وضعية هشاشة اجتماعية, شملت جميع جماعات و قيادات اقليم اوسرد, وفق معايير نزيهة و محددة, حيث كلفت كل جماعة و مقاطعة, بتدارس الحالات الاجتماعية المستحقة للاستفادة وفق معايير صارمة.

من جهة اخرى، لا يمكننا ابدا أن ننسى أيقونة المشاريع التنموية المهيكلة التي بصم عليها "الجواهري" و لا زال يشرف بنفسه على تنزيلها، و المتمثلة في ورش ميناء لمهيريز الدولي، الورش المينائي الطموح، الذي يعتبر أبرز مشاريع النموذج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية، و الذي سيشكل واجهة بحرية صوب العمق الافريقي للمملكة، حيث وصلت فيه الأشغال نسب متقدمة في الإنجاز، و سيكون جاهزا متم السنة الجارية. ورش إنمائي ضخم، سيعزز البنى المينائية بجهة الداخلة وادي الذهب، و يساهم في خلق آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، كما سيشكل قفزة اقتصادية للاقليم على المستوى الوطني، على اعتبار أن اقليم أوسرد يشكل بوابة للمغرب على إفريقيا، و ذلك تماشيا مع التوجهات الملكية السامية الداعية الى الدفع بعجلة التعاون الاقتصادي مع الدول الافريقية جنوب الصحراء تفعيلا للخيار المغربي القائم على تعزيز التعاون جنوب-جنوب.

قولا واحدا، إقليم أوسرد و ساكنته يقطفون اليوم, ثمار هذا التحول التنموي و النهضة "الجواهرية" الشاملة, و ذلك بفضل النهج المحكم الذي يتبناه "الجواهري", والتزامه الشخصي و حضوره المكثف في جميع ارجاء نفوذ تراب هذا الاقليم, فالرجل ما فتىء لا يفارق سيارته في كل المحطات التي تتطلب حضوره الشخصي و تتبعه لجميع المشاريع الملكية التي اعطى انطلاقتها جلالة الملك, و ذلك حتى يلعب هذا الاقليم الإستراتيجي للمملكة, دوره كاملا غير منقوص على الصعيد الوطني و الإفريقي و الدولي.

إن ما يشهده حاليا إقليم أوسرد من حركية تنموية غير مسبوقة, يعود الفضل فيه بالأساس للرؤية التنموية السديدة التي يتمتع بها "الجواهري", إضافة إلى الإرادة القوية التي يتمتع بها السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم أوسرد, مما جعل الاقليم يقفز قفزة نوعية, و يصبح له رصيده الذي لا يستهان به داخل المملكة.

إنها بخلاصة شديدة, مجهودات جبارة و مخلصة بذلها الرجل, و استطاعت في فترة زمنية قياسية, أن تصنع المعجزة, و تغير من ملامح اقليم أوسرد. مجهودات لا يمكن لأي أحد أن يطمسها أو يبخسها حقها, و ستظل منقوشة في صحيفة "الجواهري" بمداد من فخر, و عليه كان تجديد جلالة الملك محمد السادس ثقته في الرجل, و ابقائه على رأس عمالة أوسرد, بمثابة نياشين فخر و اعتزاز و عرفان على صدر "الجواهري", من أعلى سلطة بالبلاد. 

 

بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾. صدق الله العظيم.