في قرار وطني شجاع و خوفا من تفشي وباء كورونا... الوالي "بنعمر" يقرر منع البحارة القادمين من الشمال من دخول مدينة الداخلة

Photostudio 1586568151978 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

إطلعنا داخل المركز كما إطلع الرأي العام، على القرار الشجاع و الوطني الذي أصدره والي جهة الداخلة وادي الذهب "لمين بنعمر"، اليوم الجمعة، و القاضي بمنع البحارة القادمين من المدن الشمالية من دخول مدينة الداخلة، وذلك في إطار إحترام حالة الطوارئ الصحية و التدابير الوقائية المصاحبة بهدف منع إنتقال عدوى وباء كورونا.

وحسب مصادر محلية موثوقة، البحارة الذين منحوا رخص تنقل إستثنائية من سلطات باشوية أگادير، وذلك للتنقل لمدينة الداخلة، بحجة العودة لعملهم على متن مراكب صيد السردين بميناء الداخلة، قرر الوالي "بنعمر" منعهم من العودة إلى المدينة، وأشعر ملاك المراكب بالإبحار بالعمال المتواجدين في الداخلة فقط.

قرار والي الجهة يعتبر خطوة شجاعة تحسب للرجل، إستحسنتها ساكنة الجهة قاطبة، منددين في الآن ذاته بإصدار سلطات أگادير وثائق التنقل الإستثنائية، لعدم الضرورة القصوى ودون مراعاة لصحة و سلامة ساكنة الداخلة التي إستقبلت الخبر بسخط كبير.

جذير بالذكر، أن البحارة الذين تم الترخيص لهم من طرف سلطات أكادير، سبق وأن إحتجوا في الأيام الأولى من حالة الطوارئ الصحية بالمحطة الطرقية للداخلة، وطالبوا بنقلهم إلى مدنهم وبعد تلبية مطالبهم، هاهم اليوم يطالبون بالعودة من جديد في استهتار خطير بصحة ساكنة الجهة، رغم ان الكثير من ساكنة الداخلة الذين نزحوا للبادية تم منعهم من العودة للمدينة و لا زالوا ممنوعين الى حدود الساعة.

في حقيقة الأمر، هذا القرار الحاسم و الحازم، ليس شيئا جديدا على والي من طينة و كاريزما و تكوين "لمين بنعمر"، الذي لا يمكننا إلا أن نعترف أحببنا أم كرهنا بأنه سوف يظل والي إستثنائي بجميع المقاييس، لم تشهد لشخصه ربوع الداخلة المالحة مثيلا من قبل.

و بالفعل، عند الشدائد تعرف معادن الرجال، و هل يا ترى هناك ما هو أشد وطئة و منسوب كارثي من الأوبئة الفتاكة، كما هو الحال مع جائحة فيروس كورونا. 

وباء لعين حطى رحاله المشؤومة عندنا و عرفنا قيمة و قامة والينا الأمين "بنعمر" كرجل دولة بإمتياز، أظهر حنكة و خبرة و شكيمة تحير الألباب، و ابان عن علو كعب و نكران للذات في مختلف المواقف والتحديات الخاصة بمحاربة و منع تفشي وباء فيروس كورونا بين ساكنة الجهة، من تخطيط و تقديم للمساعدة والتوجيهات كسلطة تنفيذية، مستعينا في ذلك بمختلف أجهزة الدولة، من أمن وطني وقوات مساعدة و درك و رجال السلط والاعوان والاطر الطبية المدنية و العسكرية.

فشكرا والي الجهة "لمين بنعمر" على هذا القرار الشجاع الذي أظهر غيرة كبيرة و صادقة على الجهة و ساكنتها.