من حر حرور إعتصامات المعطلين امام مجلس "ولد ينجا"..إستهداف "الجماني" بالشائعات المفضوحة!؟؟

Photostudio 1597340429102
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

تحكي الأسطورة التراثية الحسانية, أن "شرتات" ذات يوم بسبب جشعه و شهيته الملتهبة, قرر السطو على وجبة دسمة من "العيش" الساخن و اللذيذ, أعدته خيمة جارته, حيث قرر الزحف خلسة إلى داخل الخيمة, ليلتهم بشراهة كل وجبة العيش, و بينما كان يهم بالهروب, وقع ما لم يكن في حسبان "شرتات", حيث حضر فجأة "أهل الخيمة", ليجدوا صاحبنا متلبسا بجرمه المشهود, و فمه و أياديه تقطر من "العيش" و الدهن, و تحت هول الصدمة سأله أحد الرجال: "أنت شتعدل هون و "العيش" من كالو"؟ فأجابه "شرتات" متلعثما: "ألا جا غزي و طاح عليا و كالو العيش كامل و مشاو؟, فرد عليه الرجل مستغربا و غير مصدق لروايته: "و أيديك اللي ملانات من العيش؟؟؟", فكان رد شرتات سريعا و صاعقا: "أللا حكمو أيديا و عصدو بيهم العيش بيه كان حامي".

إنها بعض من أكاذيب "شرتات" الأسطورية, التي تفتفت عنها قريحته الجهنمية, ذات الباع الطويل في نسج الاكاذيب و فتلها على المقاس بشكل مذهل, أصبح معه "شرتات" و رواياته رمزا للكذب المؤسس, إلا أنني لم أكن أتصور أبدا أنه في يوم من الأيام سأكون مضطر لإستخدامها من أجل صياغة مقال صحفي عن أوضاع مجالسنا المنتخبة بهذه الربوع المالحة, كحال مجلس الجهة الفاشل و الترويكا الانتخابية المدبرة لشؤونه و ميزانياته. و هو ما ينطبق على القصاصات الإخبارية الصفراء لصحافته الموازية, الصادرة بين كل عطاء و عطاء, خصوصا تلك الصادرة مؤخرا و التي تتهم "الجماني" جرما و عدوانا و بدون أدنى دليل أو برهان، بالترامي على الأملاك العمومية بالداخلة، في نكتة جديدة ساخرة و مخزية، و هو ما يسمى في لغة بني حسان ب"التطماس"، و إلا لما امتلكت صحافة رئيس الجهة المطبلاتية, كل هذه الوقاحة و الشجاعة في إتهام شخص من طينة و شرف و نزاهة "سيدي صلوح الجماني" بالترامي على حديقة وهمية في حي القسم كما يدعون كذبا و زورا، بينما يعجزون عن مجرد الإشارة من بعيد أو قريب إلى فضيحة عضو و رئيس لجنة بأغلبية "ولد ينجا" الذي مارس السطو جهارا نهارا على ضيعة فلاحية مملوكة لعائلة بالداخلة أبا عن جد، و قام بتسييجها و ضمها إلى ممتلكاته الخاصة، بل و استغل قرابته برئيس الجهة من أجل حفر بئر وسطها عن طريق استعمال آليات عمومية مملوكة للجهة.

لا يخفى على أحد، أن كل هذه الحملة الإعلامية القذرة و الضروس على "الجماني" تدخل في خانة التمويه و الإلهاء الإستراتيجي، بهدف التغطية الإعلامية على فشل رئيس الجهة في تحقيق أي شيئ يذكر للساكنة, يذكره له التاريخ بهذه الجهة المنكوبة, بإستثناء طبعا إنجازين تاريخيين أو ثلاث، سيدخلانه موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتلك الربوع المالحة, أولهما توزيع الدعم المليوني السخي من اموال الساكنة المطحونة, على مجموعة كبيرة من الجمعيات, أغلبهم من المقربين و المناصرين و المؤيدين, عشيرة الرئيس الحزبية و خاصته, و ثانيهما, إهدار الملايير على العبث و الخوا الخاوي, و ثالثهما برنامجه التنموي الخيالي الذي سبق ان أسميناه ببرنامج "بيع القرد و ضحك على من شراه", و هي التسمية التي لم تكن مجرد مكايدة مجانية أو تجني على رئيس الجهة أو تبخيسا لحقه و عمله, بقدر ما كان إستشراف لمستقبل أسود قاتم, جاء به وعد "بلفور" الذي وضع لبناته الاولى "ولد الرشيد" و توابعه بجهة الداخلة وادي الذهب عشية إنتخابات 2015 الأخيرة.

إنه إستشراف مؤسس على معطيات دقيقة يؤكدها ماض حزب الرئيس بالجهة, و جفاء أقطابه لأهل الداخلة و إنتظاراتهم طيلة اكثر من 35 سنة من تدبير شؤون الإقليم و الجهة و البلدية و الجماعات القروية التابعة. سنوات قحط و نحس مستمر, نجحوا خلالها في تسمين حساباتهم و تنمية قطعان إبلهم و تشييد القصور و شراء الشقق الفاخرة بالمغرب و الخارج, و تحويل الكرسي إلى بقرة حلوب, و الميزانيات إلى "فريسة" ينهشونها نهش الضباع الجائعة في جوف البراري بلا شفقة او رحمة.

إن الذي فات صحافة رئيس الجهة المطبلاتية في قصاصات "لكذيب لحمر" سالفة الذكر, أن ساكنة الجهة أكثر ذكاءا مما يتصور "ولد ينجا" و حاشيته, حتى تنطلي عليهم تلك الاتهامات الباطلة ضد خصمهم السياسي "الجماني", فإذا كان "الغزي عصدو بإيدين شرتات" كما في الأحجية البيظانية الهزلية, فيبدو أن رئيس الجهة هو الآخر يريد من خلاله اذرعه الاعلامية أن يحول "الجماني" إلى شماعة يعلق عليها فشله الذريع في أن يكون في مستوى صلاحياته و ما وضعته الدولة المغربية بين يديه من الميزانيات تساعية الأصفار, ناهزت على مستوى خمس سنوات أكثر من 230 مليار عدا و نقدا, كان بإمكانه عن طريقها كآمر بالصرف و رئيس الجهة و المسؤول المباشر عن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع, أن  يرفه من مستوى عيش المواطنين المقهورين, و يمحو شبح البطالة المخيف الجاثم على أحلام و صدور شباب الجهة العاطل و حملة الشواهد المحرومين, الذين ضاقت بهم ميزانية الجهة بما إشتملت عليه من ملايير, و صدت في وجوههم أبواب صومعة "ولد ينجا" المصونة, بل و إختار بعضهم الإعتصام أمام مقر مجلس الجهة الملياري في ظروف مهينة و غير إنسانية دفاعا عن احلامهم المغدورة و عن لقمة عيش سرقت من أفواههم. و كل هذا يحصل و الرئيس نائم في العسل كما يقال, بينما إيجاد حلول ناجحة من خميرة الميزانية المليارية التي هو آمر بصرفها, لكل هذه المشاكل العويصة و الانتظارات الملحة و المطالب الإجتماعية العادلة, هو لعمري الدور الحقيقي و الإختصاص الأصيل المنوط برئيس الجهة و مشروع الجهوية المتقدمة.

إنها قصص مفجعة عن ميزانيات ضخمة، ضخت في حساب الجهة على مدار اكثر من خمس سنوات عجاف, لم يقف "الجماني" حجرة عثرة في طريق "ولد ينجا" حتى يثنيه عن إستثمارها من خلال برامج إجتماعية حقيقية تعود بالنفع على عموم الساكنة في إطار من المساواة و العدالة الاجتماعية, و لم يختطفه و يكبل يديه لكي لا يمضي أذونات صرفها لأجل تلبية مطالب رعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة, و لم يرفع فيتو على تنفيذ مشاريع برنامج التنمية الجهوي الذي صرف رئيس الجهة ملايين الدراهم على مكاتب دراسات مخملية من اجل إعداده و لا تزال الساكنة تتابع عمليات تنزيله حصريا على شاشات صحافة "ولد ينجا" الموازية, و تدوينات ذبابه الإلكتروني البغيض. ليبقى السؤال الفاضح و الفاحش, و الذي لن يستطيع رئيس الجهة و اذنابه و حواشيه الإجابة عنه: لماذا لم تنعكس كل تلك الميزانيات المليارية الضخمة على عيش المواطن البسيط بعد مرور كل هاته السنوات؟ و لماذا الاحتقان الاجتماعي في ظل جهوية "ولد ينجا" المتقدمة بلغ درجات غير مسبوقة بالجهة؟ 

قولا واحدا، من حر حرور الاعتصامات المفتوحة التي ينظمها المعطلين أبناء الداخلة أمام مجلس "ولد ينجا" للمطالبة بالإستفادة من برامج المجلس الاجتماعية التي استفاد منها العائدين و غيرهم من المحظوظين و المقربين، خرجت علينا أذرع الجهة الإعلامية بتلك الأكاذيب "الصوحافية" المفروشة و المفضوحة عن "الجماني". أيوا الله يزيدكم فيها حالة.