كاتب صحراوي يؤكد : البوليساريو قتلت السياسة و من حق الصحراويين أن يختاروا الحكم الذاتي

Presidente2 1

الداخلة بوست

بقلم : الكاتب الصحراوي مصطفى عبد الدايم

نحن الصحراويين وبسبب تسلط قيادة البوليساريو ماتت فينا السياسة ، فقدنا تحت ضغط تسلط قيادتنا التفكير في السياسة . والمسألة جد طبيعية لان التسلط هو القتل المباشر للسياسة، ولا يمكن في أجواء التسلط أن تنتعش السياسة، لأنه ورغم كل ما يقال هناك دائما تناقض كبير بين التسلط والسياسة، فالسياسة هي ممارسة بخلفية ايديولوجية معينة تفترض وجود قواعد مضبوطة لإشراك الشعب، بينما التسلط هو الاستفراد بالسلطة واستبداد بالرأي وانطلاق في ذلك من قاعدة ان الشعب قاصر ولا يعرف مصلحته.

لذلك أكد عديد الباحثين أن السياسة شهدت تأخرا تاما في عهد القدافي بليبيا مثلا مقارنةً مع أقطار عربية اخرى. في الأنظمة المتسلطة تتراجع السياسة وتتحول الى مجرد فضاءات مهيئة سلفا لانتزاع من الشعب ملحمة التصفيق للزعيم المفذى.

وعكس السياسة فالتسلط غايته إشاعة الخوف، واستمرار الفساد وصيانته، لذلك فما دامت قيادة البوليساريو فاسدة فليس أمامها غير التسلط لحماية الفساد عبر ديكتاتورية سأطلق عليها ديكتاتورية ناعمة لا تلجأ للعنف المباشر بل تلجأ الى استعمال ما نصح به ميكيافيلي بضرورة أن يفرض الحاكم الخوف منه مع تجنب ان يكرهه الشعب ( بهذا المعنى )، وهو ماعبر عنه ميكيافيلي ب( الخوف وعدم الكراهية قد يسيران جنبا الى جنب).

والخلاصة العامة ان قيادة البوليساريو منذ اختارت التسلط قتلت السياسة عن عمد وسبق اصرار، ومن ثمة عملت بكل الوسائل أن تكون كل الأفكار السائدة في المجتمع هي افكارها، وإلا فان كل الأفكار المناقضة لأفكارها يجب ان تعدم وتكمم الأفواه التي صرخت بها كما عبر عن ذلك بهذا المعنى ماكس شتيرنر.

عندما تتشبث جبهة البوليساريو بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء عادل حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة. الا يعني هذا حق كل الصحراويين في الاختيار الديمقراطي ؟ وللذين لا يعرفون معنى الاختيار الديمقراطي، نقول لهم هو أن من حق أي صحراوي أن يختار بحرية ما يراه مناسبا من الخيارات الثلاثة :- الاستقلال ،-الاندماج مع المغرب، - الحكم الذاتي .

وحتى في الوضعية السياسية الحالية الناتجة عن الخلاف حول الهيئة الناخبة، وهي الوضعية التي أفرزت تباعدا / بروزا لخيارين اثنين هما من جهة موقف البوليساريو المطالَب بالاستقلال، ومن جهة اخرى موقف المغرب المصر أن سقف الحلول هو الحكم الذاتي، أقول وانسجاما مع هذه الوضعية السياسية الحالية وفي انتظار ما قد تسفر عنه التحولات والمتغيرات المحلية والجهوية والدولية، يبقى من حق اي صحراوي الاختيار بين الخيارين المتاحين بكامل ارادته ودون اكراه او ترهيب، ويبقى على الطرفين معا المغرب والبوليساريو استعمال وسائل الاقناع التي تغري الصحراويين باختيار هذا الخيار او ذاك.