Créer un site internet

مسؤولون حولوا مدن في الصحراء الى قنابل موقوتة..عامل بوجدور نموذجا

8549984747 c12e5a67c3 b

الداخلة بوست

بقلم : ابراهيم سيد الناجم

منذ أن حل "التويجر" بأقليم التحدي كما يحلو لهم تسميته قادما من احدى مدن الشمال ليشغل منصب عامل عمالة بوجدور, وهذه الاخيرة تعرف نوعا من الصراعات و الخلافات بينه وبين العديد من المسؤوليين  أبناء الاقليم وصلت الى خد القطيعة بينه و بين بعضهم.

الشيئ الذي تسبب في عدم الدفع بعجلة التنمية بالإقليم الى الامام و عدم ايجاد حلول الاصلاح و التخفيف من حدة الاحتقان الاجتماعي بهذه المدينة المنكوبة بفضل سياسته  الحكيمة في التدبير و التسيير ليس للملفات العالقة بمكاتب عمالته و انما لأنواع السياج الذي حصن به القلعة "التويجرية" لتتحول من ادارة عمومية الى ملك خاص بعائلة أل التويجر.

انتهج "التويجر" سياسة خاصة به في تسيير و تدبير جميع المشاكل الاجتماعية بالمدينة اقل ما يمكن وصفها به هو سياسة "صب الزيت على النار",بداية من اعطاء اوامر جلد المعطليين أبناء الاقليم بالشارع العام و سحلهم و الزج ببعضهم في غياهب السجون دون سابق انذار وصولا الى رفض استقبال أي مواطن للنظر في شكواه وصولا الى الانفة في التعامل مع المنتخبين في الاقليم و التي كان أخرها حسب معطيات جد مؤكدة مشكله مع نائب رئيس المجلس الاقليمي حين احتج هذا الاخير على طريقة تعامله معه  ليصبح اليوم مطالب بتقديم اعتذار الى السيد "التويجر" بحجة تقديم شكاية به الى وزارة الداخلية.فهل جيئ بالعامل "التويجر" الى بوجدور من أجل حل المشاكل و الصراعات أم تأجيجها؟ و ما السر وراء صمت الداخلية عن هذا النوع من التصرفات التي حولت مدينة حساسة الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة؟

ربما يكون صاحبنا سيادة العامل المحترم لايزال يظن نفسه رجل سلطة في فترة سنوات الرصاص حين كانت السلطة تعني قبضة الحديد و النار و ربما قد يفهم بالغلط أن الصمت المطبق الذي تعرفه بوجدور هو رضى عن سياسته لكن يجب ان يعرف ان العواصف بدايتها صمت و أن زماننا هذا لا يمكن مقارنته مع الماضي, زمن أسقطت فيه الارادة الشعبية انظمة تجبرت و استبدت و اشعلت من النيران الكثير و الكثير لينقلب كل ذلك عليها رأسا على عقب, زمن ركزت فيه جميع الخطب الملكية على ضرورة التعامل السلس في تدبير الشأن المحلي و تنزيل ماجاء به المسار الخامس للدسترة بالمغرب بفاتح يوليوز 2011 على أرض الواقع و استحضار اساليب الحكامة الجيدة و تقريب الادارة من المواطن التي ركز عليها خطاب الملك الاخير لكن للأسف من من نراه اليوم يصدر من المسؤول الاول بأقليم اور يزكي لنا المثل الشعبي الدارج "مكاينش معامن"...

إن مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرا على صفحات بعض الجرائد المحلية والذي يظهر أمرأة صحراوية من ساكنة مدينة بوجدور تقف أمام العمالة احتجاجا منها على قطع معاش أسرتها "بطاقة أنعاش" من طرف السيد العامل دون ان تجد من يصغي اليها او من ينظر في مطلبها هو دليل على أن هذا الاخير لا يهمه حل المشاكل بالمدينة بقدر ما يغويه تقديم الشكاوى بمن لا يعجبه من منتخبي المدينة ومن لا يرووم الصف مع رعاياه الاوفياء وبقدر ما يموت حبا في التحيز نصرة لهذا الطرف عن ذاك لتأجيج قوة الصراع بين أطراف معينة دون ان يعير أدنى اهتمام للعناية بمدينة منكوبة بامتياز و حل الخلافات الموجودة بين المسؤوليين فيها التي تعتبر السبب الاول و الرئيسي في تهميش هذا الاقليم الذي يتوفر على موارد طبيعية تمكنه من احتلال مكانة عليا تليق بتاريخه العريق في جميع المجالات و ما توفره على نخبة مثقفة بأمتياز يشهد لها القريب و البعيد بالتمكن إلا دليل على ذالك.

مهما مكث التويجر ببوجدورسيأتي يوما قرار الرحيل مثله مثل العديد من العمال الذين كانت بوجدور ضحية جهلهم و سياساتهم القديمة التي أكل عليها الدهر و شرب. وهنا لا داعي لسرد أسمائهم و العودة الى تاريخ دفنته ساكنة بوجدور متمنية ان يرحل دون عودة و دائما ما يقولون "مشيت اللي ماتلا ولا" حين تتحدث مع احد أبناء المدينة,سيرحل "التويجر" دون أن يترك وراءه بصمة افتخار لدى البوجدوريين و انما قد يتحول ذالك اليوم الى عيد سنوي احتفالا برحيل نظام " الابرتايد " صاحب "القلعة المسيجة" في انتظار ما ستجود به عليهم وزارة الداخلية من كوارث "البصريين".