مجلس جهة الداخلة وادي الذهب...جا ايعاونو فقبر باه..هرب لو بالفاس

Region dakhla 15

الداخلة بوست

حاولت كثيرا أن أتوقف عن مقارعة سفهاء المافيا و السياسة و أذرعهم الإعلامية المرتزقة و أقلام كهنتهم المأجورة, بهذه المدينة الجميلة و الخارجة لتوها من بين أتون حرب مسعورة و ظالمة, شنتها المافيا تحت مسمى السياسة, في تقية جديدة و مبتدعة غلفت فيها أحلامها الجامحة و رغباتها الشاذة في التوسع و السيطرة و التغول, برداء انتخابي خادع و مغشوش.

مؤامرة تبدت ارهاصاتها الأولى, حين زارنا ذات ليلة ظلماء مدلهمة رجل يسمى "ولد الرشيد", يحمل معه للمافيا في جيبه أحلامها المشتهاة, و بيمينه يحمل لنا نحن المحرومين و المستضعفين و المهمشين منذ عقود, كفنا ليسجي فيه فتات ما تبقى منا.

ففرق بين الأخ و أخيه و الابن و أبيه و الحزب السياسي و مناضليه, و حشر الناس ليوم معلوم كتبوا فيه الأحلاف و رتبوا اللوائح و أعدوا العدة لقتل ما تبقى من السياسة. فأغلقت المسارات, و زرعت بذور الفتنة, و أقطعت الجماعات على شاكلة كعكعة العيد لرؤسائها الأمجاد المخلدون منذ تسعينات القرن الماضي في الكراسي. فصمت كل كهان السياسة و القبيلة والأدب الذين يحدثون اليوم في مقالاتهم المسمومة, عن المظلومية و الأوليغارشيات و نهب الميزانيات, و بأن قلوبهم على الساكنة الى آخر "القادوس" من مجاري الصرف الصحي و الترهات و الأكاذيب المسندة.

عفوا أيها البؤساء, فأنتم لا تتحدثون بألسنتكم و لا تسطرون بأقلامكم, و لكن تتحدثون باسم المافيا و لها و بها و منها و إليها, أفتحسبوننا بغافلين عن ما يخالج ضمائركم الموبوءة و نفوسكم الحاقدة.

فهمكم لم يكن أبدا التغيير, أو ممارسة السياسة بأصولها الديمقراطية الراسخة و قواعدها المتعارف عليها, و لكن كان سعيكم لا شكره الله, هو الاحتلال العائلي و العشائري, وحيد اللون و الطعم و المذاق و النتائج و المآلات.

لقد مارستم الانتخابات الجماعية و الجهوية الأخيرة, على نهج "بابلو ايسكوبار" و "آل كابوني" و "لاكي لوشيانوا", و مارستم التحزب بمنطق الحزب-المافيا أو المافيا-الحزب, و جئتم أمرا نكرا و شَيْئًا إِدًّا لم يسبقكم له أحدا من الأولين. ففهمتم الجهوية المتقدمة المنزلة بأنها جهوية "المافيا", و بأنها إقطاعية جديدة على الشاكلة الأوروبية في أوج أزمنة الظلمات و تقسيمات السادة و الأرض و العبيد, و تصورتم بأن مصائرنا هي مجرد لعبة "عجينة" تشكلونها كما تشاؤون, كما يفعل الأطفال الصغار, وبأن دوام الحال هو الحال نفسه, و أن واقعكم المرير الذي عشنا تحت ظل تهميشه منذ 1979 كرها و غصبا باقي و لن يرتفع, فساء ما تظنون و ما تمكرون. فالله يمهل و لا يهمل و كما جاء في الحديث النبوي الشريف "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".

وكما عودتنا سنن الله الناجزة في أمور خلقه بأن مع الصبر الفرج و مع العسر يسرا و بأنها و كما ضاقت تفرج, فأشد لحظات الليل سوادا و حلكة هي نفسها اللحظات الأولى لبزوغ الفجر و النور من رحم الظلماء, و كما قال الشافعي رحمه الله : "ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج". فأنقلب السحر على الساحر, و فهمت النخب و الشباب بالمدينة من الذين ولدوا و كبروا و تربوا في ظل الحرمان و الظلم و الإقصاء القبلي و العنصري, و نظرية "المقربون أولى بالمعروف", و هم يشاهدون بأم أعينهم كيف يوزع ريع المناصب السلطوية و الانتخابية, على المقربين و السعداء المحظوظين من ذوي الدماء الزرقاء, وظائف للأبناء و الأصهار و الزوجات و أبناء العم و البنت و الخال, و أيضا "بطاقات إنعاش" للوليد و الغلام و الرضيع, و راعي قطعان الإبل و عامل البيت و حتى الجنين الذي لم يولد بعد.

و هنا تحملني الذاكرة لذكرى تعيسة, مع أحد أقطاب هذا "الأبارتايد" المافيوزي اللعين -الذي هو حاليا عضو بأغلبية رئيس الجهة المخلوع- عندما كنت لا أزال حينها, متخرجا حديثا وعاطلا عن العمل, و هو حينها برلماني و منتخب و رجل أعمال كبير لا يشق له غبار, فلما ذهبت إليه في المكتب طلبا للشغل في أحد أفرع شركاته المتعددة, استقبلني على مضض, و لما أريته شواهدي و كفاءتي, سألني من أكون, و لما أخبرته تفعفع الرجل و تكهرب, و أدخلني لا شكر الله له, في دوامة مملة و طويلة, من الوعود الكاذبة لم تنتهي حتى دمجتنا الدولة المغربية شكر الله لها في سلك الوظيفة العمومية, التي حرمونا هم منها و حصروها على الأقرباء منهم.

و لدينا حالات أخرى موثقة لرئيس جماعة منهم وظف ابن عمه و عرشه و ابن أخته, فور تخرجهما, و هم زملاء لنا في الدراسة و يعرفون هذا الأمر جيدا, و كل هذا طبعا, هو مجرد غيض من فيض, فنحن أبناء شبه جزيرة الداخلة بالتسلسل, و لسنا وافدين من نواذيبو أو الطانطان, و نعرفكم جيدا, و كل علبكم السوداء عندنا, لا زلنا نتسامر على وقع أخبارها و فضائحها الى يومنا هذا. فأرحمونا بصمتكم و صمت أقلام كتابكم المأجورين يا من يريدون حجب الشمس بالغربال.

أما "الجماني" الذي تحاربوه و تناطحوه و تنازعوه رئاسة مجلس جماعة الداخلة, فلقد أعطى للمدينة و لساكنتها من المستضعفين ما لم تعطوه, و أنجز من المشاريع ما لم تنجزوه, و لسان حال المدينة اليوم إن نطق يقول : "ما جبرت الخير فيكم  و جبرتو فالبراني", رغم أننا لا نعتبر الرجل في منزلة "البراني", فهو ابن الصحراء المخلص و من كبرى قبائلها, و الصحراويين عظم بلا مفصل "شي مارك من شي".

و يكفينا حتى نشكر الرجل, مركز تصفية الدم الذي أنشأه من ماله الخاص و الذي يتعالج بداخله مرضى المدينة المساكين. أتعرفون يا أنتم, كم من حياة أنقد هذا المركز بعد أن كان المرضى في الماضي يموتون في الطريق و هم ذاهبون الى المدن البعيدة قصد التصفية, و أنتم إليهم تنظرون ثم تمرون بعدها مرور الكرام غير آبهين. لكن يبدو أنه ينطبق عليكم المثل القائل "أنا أشير إلى القمر والأحمق ينظر إلى إصبعي".

فلتذهب إذن المافيا و المافيوزيين, و البلطجة و الشبيحة و المجالس و القبيلة و القبائل الى الجحيم, ولكان يكفي "الجماني" في الدنيا و الآخرة هذا العمل الإنساني الجليل الذي عجزتم عن فعل مثله, يا شرذمة البخلاء و "الشراتيت" و الأبناء العاقين و ناكري الجميل.

أما صناعته بالمدينة و أحياءها و شوارعها و حدائقها و زخرفها ,فلا ينكره إلا الدغمائيين المتزمتين أمثالكم, و أصحاب مقولة "ولو طارت معزة" الخالدة. و جولة صغيرة بالسيارة كافية حتى يدرك المرء حجم ما بذلته بلدية الداخلة في عهد "الجماني" من مجهود هائل غير ملامح المدينة و سحنتها الى الأبد, و قطع مع مخلفاتكم المنعدمة و مشاريعكم الصفرية, و صار للبلدية فائض ميزانية لأول مرة في تاريخها, رغم المجهود الاستثماري الكبير المبذول و حجم الانجازات على أرض الواقع. لنفهم متأخرين سبب تعاستنا و مشاكلنا الاجتماعية المتراكمة ردحا من الزمن, منذ رئاساتكم لمجالسنا المنتخبة حيث كان العجز سيد الموقف, و الانجازات تتحقق لكن فقط في نماء و تنمية قطعان الإبل, و السيارات رباعية الدفع الفارهة و العمارات الشاهقة , لمن دخل الى الكرسي عاريا و خرج بالحرير كاسيا مكسيا.

و بينما "الجماني", و منذ جلوسه على كرسي الرئاسة, يتنقل هو و جميع أعضاء مكتبه المسير و أغلبيته الحاكمة, في سياراتهم الخاصة, و يدفعون وقودها من جيوبهم, غرد رئيس الجهة المقال قضائيا, خارج السرب, و على وزن المثل الدارج "أول ما شطح نطح", افتتح حقبة جلوسه على كرسي الرياسة, بتبذير مئات الملايين من السنتيمات على شراء السيارات فايف ستار لأعضاء مكتبه, و حتى لبعض أعضاء أغلبيته بالمجلس, بالإضافة الى "الكاربيرون" المجاني. و الدليل على كلامنا, هو السيارة التي أستعملها البلطجية من أنصار الرئيس المعزول, لتهديد الصحفي بجريدة الداخلة أونلاين قبل أيام, والتي وضعها الرئيس رهن اشارة عضوة بأغلبيته, من أجل ضمان و لاءها و بقاءها الى جانبه. هذا الى جانب أسطول السيارات الضخم, الذي خصص للأعضاء و أسرهم و عوائلهم, يتنزهون بها و يستجمون بين خلجان مدينة الداخلة الأثيرة, و بواديها الخلابة, و أخرهم, سيارتي "فورد رونجير", التي خصصت احداهم لرئيس الجهة السابق, و الاخرى لأحد نواب الرئيس المقال, في صيغة من صيغ شراء الولاء و الاخلاص البائسة. شاهدوا الصورة.

1456498699 3232

و كل ما سلف ذكره, بالإضافة الى الدعم السخي الذي خصصه رئيسهم المقال, لعشيرته الأثيرة من فئة العائدين, و بالمقابل اقصاء باقي ساكنة الجهة من المحرومين و المهمشين, دون نسيان الملايين التي خصصت لدعم جمعية "مول الطاكسي", محامي "المافيا", سليط اللسان و أسود الوجه و الصحيفة, الى جانب أخرين من المقربين-أقول-, تلكم هي أهم انجازات مجلس الجهة, تحت رئاسة "الخطاط ينجا" الماجدة.

لنختم هذا النثر المنضود, بشكرنا "سيدي صلوح الجماني", على رفعه سيف التهميش الذي ظل مسلطا على رقابنا عقودا طويلة, استسلمت خلالها لرياح اليأس راياتنا, و ما نفعت مع "المافيا" في شيئ ابتهالاتنا و نداءاتنا. أغفلوا خلالها في وجوهنا دكاكين أحزابهم المحفظة, و حرمونا الترقي بالسياسة أو الانتخاب, و منعونا حق أن نكون, و أستكثروا علينا مجرد كرسي عضوية تافه في جماعة تافهة. أفيحسبون بأن قد نسينا ما فعلوه فينا, كلا و أبدا ولا, سنظل نحمل للجماني على اكتفاءنا جميلها, و لن نأن و لن نتعب و لن ننسى, الى أن يرث الله الأرض و من عليها أو يلجَ الجَملُ فِي سَمّ الخياطِ .

للحديث بقية....