مؤسسة السي حماد الدرهم...إحسان بلا احدود

12219572 201079243558468 7660709922459266260 n 1

الداخلة بوست

إنها الذراع الخيرية و الاحسانية لعائلة "الدرهم" العريقة. العائلة التي بمنزلها في "لاس بالماس" بجزر الكناري آوت و احتضنت خطري ولد الجماني الممنوع من دخول الصحراء وقتها و فيها تم توقيعه للبيعة و أداءه للقسم أمام أنظار مبعوث الحسن الثاني و مستشاره السيد بنسودة و منها سافر الرجل متخفيا عبر مدريد و معه "الدرهم" الأب الى القصر الملكي باكادير لملاقاة الملك.

مؤسسة ذاع صيتها في مشارق الأرض و مغاربها و بلغ خيرها و إحسانها مناكب الجوزاء. إحسان بمختلف ألوانه لذة للسائل و المحروم. من بناء لبيوت الله و فرش لموائد الرحمان و توزيع للأضاحي في الأعياد و المناسبات و إنفاق سمح سخي على الأرامل و المعوزين في السر و العلن, و التكفل بالمرضى تكفلا تاما غير ناقص. و على ذكر التكفل بالمرضى فانه لا يزال ماثلا أمام أعيننا و في ذاكرتنا قبل شهور قليلة من الآن, اكترائهم لطائرة خاصة بملايين السنتيمات من أجل نقل العامل المصاب ابن مدينة الداخلة في حادثة شغل محزنة فطرة قلوبنا ساعتها الى مدينة الدار البيضاء قصد العلاج.  فلم يبخلوا أبدا و لم يقتروا, و لكن حكم الله كان أسرع. فلله ما أعطى و لله ما اخذ.

و صدقا نقول, لقد لقيت الجريدة و طاقمها صعوبة بالغة في الحصول على أرقام مدققة عن خارطة الأعمال الجليلة لهذه المؤسسة الخيرية المرموقة.  فأسرة "الدرهم" ظلت ترفض مدنا بأنشطتها و أرقام إحسانها, مؤكدين بأنهم لا يريدون أن يفسدوا صدقاتهم هته بما يمكن أن يكون منا و أذى و ذلك مصدقا لقوله تعالى "يا أيها الذين امنوا لا تفسدوا صدقاتكم بالمن و الأذى", مكتفينا بالتصريح لنا عن كون الجمعية هي الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مخطط عمل خيري كبير بالمدينة على مدى خمس سنوات القادمة.

لذلك اضطررنا الى أن نجري البحث بالاعتماد على الشواهد الحية لمشاريعهم الاحسانية و شهادات فقراء المدينة ومستضعفيها. الذين اتفقوا جميعهم على ما فتئت تغطيهم به الجمعية من خير موصول و إحسان مكفول. و يكفي أن تقوم بزيارة خاطفة لبيت الأسرة أو أحد مقرات شركاتها حتى تتأكد من حجم ما تبدله هذه الأخيرة من إنفاق في سبيل الله مستمر في المكان و الزمان. حيث تجد هذه الأماكن مكدسة على الدوام بأهل المدينة من ذوي الحاجات و المآرب و الفاقات و لسان حال آل الدرهم معهم يقول "لن نملوا من العطاء حتى تملوا".فتراهم يعطون و يعتذروا.

مؤسسة أصحابها و وارثي سرها و اسمها قد يسرهم الله لما خلقهم له : أقوام تقضى على أياديهم حوائج الناس. و للإشارة فأعمال الجمعية تتجاوز حدود الوادي الذهبي الى حدود بلاد سوس مرورا بمداشر الصحراء جميعها. أعمال جليلة في مختلف المجالات الاجتماعية و الإنسانية و الثقافية و التربوية و الصحية, لا يوجد لها مثيل في ربوع الصحراء التي تعج "بكروش الحرام" من رجال الأعمال المتخمين و الاليغارشيات الغارقة في الأموال من أمثال شيخها الكبير الذي بلغنا مبلغ اليقين من بعض المسحوقين بأنه جاد لهم من كنزه الدفين ب500 درهم فقط كمساعدة شهرية لبعض الأسر الفقيرة و المحتاجة ( الله يكلل رزقو). لكن حين يتعلق الأمر بالانتخابات و الرياسة و الدعاوى القضائية و الطعون فيتحول الرجل الى حاتم الطائي, فتراه سخيا جواد يحرق المليارات كما يحرق سيجارته.

و عودتا لموضوع مقالنا، فمؤسسة السي حماد الدرهم غنية عن كل تعريف و تاريخها و  أياديها البيضاء الممدودة لشعب الداخل بالإحسان منذ الأزل, أغنى عن أي وصف أو كلام. و هذا المقال هو مجرد محاولة بسيطة لإماطة اللثام و رفع التعتيم الإعلامي البغيض عن هيئة خيرية عاش و لا يزال تحت جناحها و في كنف إحسانها آلاف المحرومين و الفقراء و المستضعفين من أبناء هذا الجرف البحري الأثير.