Créer un site internet

قراءة في دورة بلدية الداخلة..غاب "الجماني" و حضرت منجزاته التنموية و حصيلته التدبيرية المشرفة

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ يتحدث في أمرِ العامَّةِ. صدق رسول الله.

إنه حديث نبوي شريف ينطبق بشكل مذهل على حالة هرطقات و مواسير الصرف الصحي المتفجرة من أقلام مجلس جهة الداخلة و الذباب الإلكتروني القذر الموالي لرئيسه البيزنسمان، حيث اغرق المشهد الصحفي و مواقع التواصل الاجتماعية بالقاذورات الإعلامية و تدوينات "البروبكندا" الرخيصة مدفوعة الأجر، دفاعا عن مشروع سياسي فاشل و عدمي، قائم على هدر الميزانيات و الترقيع التنموي المخزي، إضافة الى توزيع الفتات المهين و "الشياطا" على بعض الفئات المحرومة بهدف الترويج الإنتخابي السابق لآوانه.

و المناسبة هذه المرة، تعمد تلك المواقع الصحفية مغالطة الرأي العام المحلي عن طريق بروبكندا تافهة، بخصوص مخرجات أشغال الدورة العادية الناجحة لمجلس بلدية الداخلة برسم شهر ماي، حيث ناقش المجلس وصادق بالأغلبية و في أجواء هادئة، على جميع المشاريع الهامة المدرجة في جدول أعمالها، و التي همت:

إتفاقية شراكة لبناء وتجهيز مركزين صحيين من المستوى الأول في حي القسم وحي النهضة بكلفة قدرها 6 ملايين درهم، واتفاقية أخرى تتعلق ببناء وتجهيز مركز جهوي لمهن التربية والتكوين (14 مليون درهم). ويندرج هذان المشروعات الصحيان الهامان في إطار محور “التماسك الاجتماعي” المدرج في العقد–البرنامج مع الدولة لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية لبرنامج التنمية الجهوية برسم الفترة 2020-2022.

كما صادق المجلس خلال هذه الدورة، على اتفاقية – إطار تهم اتفاقية شراكة وتعاون لإحداث مركز للتعريف بالتراث الثقافي المغربي (13 مليون درهم)، وتهدف هذه الاتفاقية إلى إقرار برنامج عمل مشترك للحفاظ على التراث الثقافي، يشمل المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والمآثر التاريخية التي تعود إلى عهد الاستعمار الإسباني، مع إبراز التراث اللامادي للجهة والثقافة الحسانية.

كما تمت المصادقة على اتفاقية شراكة لبناء مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، بغلاف مالي قدره 4.5 مليون درهم، ما سيمكن من إنهاء الأزمة الخانقة التي كان يعرفها المستودع خلال السنوات الماضية.

هذا و صادق المجلس بالإجماع، على مشروعي توأمة مع مدينتي “مازارا ديل فالو” و”فيبو فالونتيا” الإيطاليتين، بهدف تعزيز علاقات التعاون وتبادل الزيارات والخبرات في مختلف المجالات. وستمكن هاتان الاتفاقيتان، اللتان تندرجان في إطار توطيد التعاون اللاممركز للعلاقات المغربية – الإيطالية، مدينة الداخلة من إشعاع دولي وآفاق للشراكة يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في انتعاشها الاقتصادي والاجتماعي. وفي هذا السياق، تلتزم البلديات المتوأمة بتعزيز علاقات التعاون المتبادلة، من خلال تحديد الأنشطة الملائمة مثل التعاون التجاري، والتراث الثقافي، وحماية البيئة، والنهوض بالقطاعين الرياضي والجمعوي. كما تلتزم المدن المتوأمة بالسهر على تنظيم زيارات سياحية وتقديم البرامج المرتبطة بالمهرجانات التقليدية والأحدات الثقافية.

إنها مشاريع سوسيو-اقتصادية و ثقافية و تنموية و صحية، تندرج ضمن مخطط عمل الجماعة الطموح، تروم تحسين مستوى عيش ساكنة مدينة الداخلة على مختلف الاصعدة، ف"الجماني" يمتلك حصيلة مشرفة يمكنه تقديمها بالأرقام و الترافع عنها بوجه مكشوف، أما تحالف مجلس الجهة الفاشل الذي يترأسه حزب الإستقلال، فلا يملك من الإنجازات و الحصيلة، سوى ما تطالعه الساكنة من قصاصات إشهارية مدفوعة الأجر، تبث كل مساء على شاشات المواقع الإعلامية العرمرم الموالية لرئيس الجهة.

لذلك و كما أسلفنا، و بعيدا عن تبذير الملايير من المال العام على تمويل مهرجانات "التبوريدا"، و مصاريف "الزرود" و المهرجانات و دعم جمعيات جياع نواذيبو و صفقات "مود" و "بنسي" و ثلة من المقاولين المحظوظين, كما هو حال المجلس الجهوي في برامجه الميزانياتية الكارثية طوال فترته الانتدابية, و بعيدا أيضا عن الاجتماعات "الديكور"، و الإتخان في توزيع الوعود الفارغة على ساكنة الداخلة، و قد اوشكت فترة المجلس الجهوي الانتدابية على الانتهاء، بينما واقع الحال صارخ بالعدمية و البؤس في أبهى حلله و تجلياته -أقول- بعيدا عن كل ذلك العبث المرسل، باشرت الجماعة الترابية للداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني", صلاحياتها التدبيرية بكل جدية و مسؤولية، رغم قلة الامكانات المالية مقارنة بحجم الخصاص المهول الذي ورثه الرجل، حيث أطلق المجلس البلدي عمليات واسعة تخص تهيئة وتجديد شبكة الطرق الحضرية، بجميع شوارع وأزقة المدينة، ناهيك عن مجهوداته الجبارة في مجال تطوير الإنارة العمومية، وتأهيل وتهيئة الساحات والحدائق، و تدبير قطاع النظافة بالمدينة، و تجهيز و تطوير البنية التحتية بجميع الأحياء ناقصة التجهيز، و تكسية جميع طرقاتها بأجود أنواع الإسفلت الساخن، من دون الحاجة الى التنطع امام الكاميرات، و لا اجترار عذب الكلام و الديماغوجية الركيكة.

هذا مجرد غيض من فيض, و نقطة في بحر ما قامت و تقوم به بلدية الداخلة تحت رئاسة "سيدي صلوح الجماني" من مجهودات جبارة في الميدان و على أرض الواقع لتحسين ظروف عيش ساكنة المدينة, و تجويد البنية التحتية و المحافظة على المال العام. عمل تنجزه مصالح البلدية بتوجيهات مباشرة من رئيسها, في صمت و بعيدا عن المهاترات الاعلامية البائسة و القصاصات الاخبارية الخرافية و المزايدات السياسوية الضيقة. و على العموم هذا هو حال الناجحين دائما, العمل في صمت و من دون مَنِّ و لا أذى, عكس حلف رئيس الجهة و جوقة تابعيه و أذرعه الاعلامية المطبلاتية, الذين ينطبق عليهم المثل الشهير: "أسمع جعجعات و لكن لا أرى طحينا". 

ختاما، دورة مجلس بلدية الداخلة الأخيرة و كما يجمع على ذلك الكثير من المتتبعين للشأن المحلي, كانت مثمرة للغاية و مرت في أجواء هادئة, خصوصا إذا علمنا بأن "الجماني" استطاع بحنكته و حكمته أن يضم إلى جانبه جل أعضاء المجلس من جميع الاطياف السياسية خدمة لمصالح الساكنة أولا و أخيرا, بإستثناء عضوين أو ثلاثة يتم تحريكهم من وراء ستار عن طريق "الريموت كنترول", من أجل تصفية أحقاد شخصية رخيصة مع "سيدي صلوح الجماني"، و رغم غيابه عن الجلسة إلا أن منجزات الرجل التنموية كانت حاضرة بقوة و هذا ما تريده الساكنة، المنجزات و ليس حضور الأشخاص، تريد المنجزات التنموية الملموسة التي تستجيب لتطلعاتها و تحسن من مستوى عيشها و لا تريد رؤساء مجالس منتخبة حضورهم لا يغني و لا يسمن من جوع "زايد ناقص"، كما هو حال مجلس التحشليف الجهوي.