صراع الأغلبية و المعارضة بمجلس جهة الداخلة وادي الذهب..أصبح حامضا

Tomandjerrywallpaper800

الداخلة بوست

لجان المجلس ستعاد مرة أخرى. "أيو يالاه".

في خضم الصراع السياسي الدينكيشوطي القائم بين أحزاب الأغلبية والمعارضة بمجلس جهة الداخلة وادي الذهب و المستمر في الزمان و المكان بنفس الوتيرة الرعناء منذ انتخاب المجلس قبل ثلاث أشهر. و في ظل المزايدات السياسية البائسة من الطرفين التي لم يتذوق منها المواطن "الداخلاوي" التعيس سوى المزيد من الحيرة و الضياع وفقدان الثقة في مشروع الجهوية المتقدمة و ما نسج حوله من روايات الألف ليلة و ليلة الوردية, و في النخب السياسية المحلية التي انحرفت عن المهام الجسيمة الموكلة لها و التي على أساسها تم انتخابوها, والمتجلية أساسا في الرقي بالعمل السياسي الرزين و الانكباب على تحسين المعيشة اليومية للمواطنين التي تزداد تدهورا و تعقيدا يوم بعد يوم, و الإسراع في التنزيل السليم و الفعال لأوراش الجهوية المتقدمة و ما تتيحه من إمكانات تنموية هائلة تهم مختلف الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للجهة و ساكنتها.

لكن يبدو أن كل هذا الحلم الكبير الذي أعطى انطلاقة بعضا من مشاريعه العملاقة جلالة الملك محمد السادس في زيارته الأخيرة للصحراء, قد أدخله هؤلاء في "قاعة الانتظار" كما يقال, و صار حلما مؤجلا الى حين. الى حين يتصافون و يتحابون و يقذف الله في قلوبهم "الحنانة" على بعضهم البعض. و هو لعمري أمل إبليس في دخول الجنة كما يقول الإخوة المصريين.

فساكنة هذه الجرف البحري الملعون قد رشدوا منذ ردح من الزمان عن مشاهدة سلسلة الرسوم المتحركة "طوم و تجيري", فإذا بقدرهم العاثر يجلب لهم و بعقر دارهم سلسلة حية و نسخة طبق الأصل عن السلسلة المذكورة, لكن بشخصيات حقيقة من عمق واقعنا المر.

و كما كنا دائما نقول, فنحن جريدة مواطنة و بارومتر لقياس نبض الشارع و همومه و انشغالاته و المعبر الصريح و الصادق عنها و صوت من لا صوت له, و لأننا نأبى لأنفسنا أن نكون كما في الحكمة اليابانية القديمة المنقوشة على بوابات معبد "توشوغو" و المجسدة في ثلاثة قرود: "لا أرى , لا أسمع , لا أتكلم" . حيث أول هذه القرود يدعى ميزارو Mizaru الذي يغطي عينيه ويرمز إلى مبدأ "لا أرى الشر", والثاني يدعى كيكازارو  kikazaru  الذي يغطي أذنيه ويرمز إلى مبدأ "لا أسمع الشر", والثالث يدعى ايوازارو Iwazaru الذي يغطي فمه ويرمز إلى مبدأ "لا أتكلم الشر".

و نحن بالعكس من ذلك تماما سنرى و سنسمع و سنتكلم, و لن نعتم و لن نحابي و لن نوالي إلا شعب الداخلة و شعب الداخلة وحده. و شعب الداخلة و الجهة على العموم غاضب و خانق و يائس, و مصاب بأعراض حموضة زائدة بسبب هذه العدمية الفاحشة التي ضربت مجالسه و رهنت أحلامه و سفهت انتظاراته. و نقول لهم بلسان ساكنة الجهة : إذا لم تكونوا في حجم اللحظة التاريخية الفارقة و المنعرج الحاسم الذي تمر به بلادنا و نظامنا السياسي, و غير قادرين على قيادة سفينة الجهة الى بر النماء و الرفاه, فقدموا استقالاتكم بشكل جماعي فهو أطهر لكم.

فكلفة بقائكم صارت أثقل و أدهى, و كل يوم يمر في ظل مجلس عاطل و معطل بإرادتكم أنتم أعضاءه و مسيريه, تخسر فيه الجهة و شعبها الكثير من الانجازات و الإمكانات. فلقد علمنا في ما درسناه عند العرب و العجم عن الفكر الاستراتيجي بأن عامل الزمن يعتبر من أثمن الحقائق و الرأسمال المهم و الأساس في منظومة أقطاب هذا الفكر, فهو الذخيرة الإستراتيجية التي تحتاج الى توظيف مستقبلي رشيد من أجل بلوغ الأهداف المسطرة.

و نقول لبعض أقطاب المعارضة, زمن التحكمات قد انتهى, و عصر التدبير بالأمر و التوجيهات عن بعد صار من الماضي, و النوم في عسل دهر "البصري" و التغول قد ولى بلا رجعة, و شعبنا بالجهة لا يخشاكم و لا يخشى ما تهددون به, فأنتم لستم فوق النقد و لا دونه, و ليس على رؤوسكم ريش النعام. لذلك ستظلون تحت المجهر و تحت رحمة أقلام السلطة الرابعة "حتا تشدو الطريق" , و لسان حالنا معكم يقول "لن نملى حتى تملوا".