ردا على بعض المواقع... برز الثعلبُ يوماً في شعار الواعظين

Multka22 3 2010 08 53 00 am

الداخلة بوست

خرج علينا هذا اليوم  واحد من بعض معتوهي المشهد الإعلامي بمدينة الداخلة, بمقال عبوس و ركيك, ضعيف البنية و الأوصال, يلغز فيه لنا و يهمز بسيئ الوصف و المقال, ليزكم أنوفنا بقادوس أفكاره المبعثرة و مجاري الصرف الصحي من استنتاجاته المسنفرة ( نسبتا لسلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة "السنافر"). فصمت الحقير دهرا و نطق كفرا و هرطقتا و وبالا. ليشرع في إعطائنا محاضرة سخيفة عن الصحافة و فنها و الخبر و علومه و المهنية و اشتقاقاتها, من شبه متعلم أكاد أجزم بأنه لم يجتز بعد عتبة "الكاتريام". فلم يبقى لنا في هذا الجرف الملعون سوى أقزام الشهادة الابتدائية و المشبوهون و كل من هب و دب, ليعلمونا و ينظروا لنا و يفقهونا.

فوالله لقد صدق الشاعر حين قال " لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس". فألزم أدبك و حدودك يا هذا, و لا يعنيك ما نكتب و كيف و لمن و بمن,"أوحل فراسك" و في أولئك الذين يكتبون لك من معلمين و أساتذة مقابل الدراهم المعدودات.

فلنا و للناس فسحة من أمرنا و إعلامنا و نحن و هم أحرار. من أوصاك يا هذا و خول لك بممارسة الانتداب و الحماية على المواقع و محرريها و أصحابها. و "دسار هدي". ننصحك, ابتعد بموقعك ذاك يا "شكار راسو" عن وجه المدفع "لا يشتك". و "عطي راسك العافية". فمن بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجارة.

فما أدراك أنت بالإعلام و وسائله و الرأي العام و هندسته و صناعته و تكوينه و تصنيفاته و الجمهور و سيكولوجياته. بالله عليك, هل قرأت في يوم من الأيام عن نظريات "مارتن" و "ألبورت" و "فرويد" و "دوركاييم" و"ماكدوكل" و "غوستاف لوبون" و "بلومر".

هل سمعت في يوم من الأيام عن الرأي العام القائد و المنقاد و المستنير و المستقر و المؤقت و النوعي و المحلي الى آخره من الأنواع و الألوان.

ألم تدرس من قبل الخصائص الأساسية التي تحدد طبيعة تكوين الرأي العام من قبيل الإسقاط و التبرير و التقمص و الإبدال و التعويض. و كيف تساهم وسائل الإعلام في صناعته و إعادة تكوينه نحو أهدف معينة من خلال عدة أساليب وتكتيكات.

ألم يسمعك معلموك الذين يكتبون لك عن شيئا اسمه نظرية "الرصاصة السحرية" لعالم الاتصال المعروف"هارولد لاسويل" و نظرية "التأثير الفعال لوسائل الإعلام" أم أنك داخل الى المهنة "صباط". ألم تقرأ عن مفهوم "التسميم السياسي" و ركيزتاها الأساسيتان "التضليل" و "الترويض".

ألم لم يأتيك حديث أساليب و مسالك صناعة الرأي العام و فنون صياغة الخطاب الإعلامي من قبيل نظرية الاستدراج و التوحد و الترابط و الإسقاط و نظرية الإشعاع أو مركز الدائرة و نظريات التبرير و نقل العدوى و التكرار و الملاحقة و اللغة المزدوجة الى آخره.

لكن و مصداقا للحديث النبوي الشريف "الدين النصيحة", فإننا ننصحك بأن تغلق موقعك ذاك و تتسجل في البكلوريا الحرة هذا العام, هذا إذا أصلا سمحوا لك بذلك, ثم تتابع من بعدها دراساتك الجامعية العليا. فتسهر مثلنا الليالي الطوال و تكد السنين و الحساب و تنفق الأموال و المجهود و تتدارس الكتاب تلو الكتاب و تذوق بعضا من الغربة الموحشة بعيدا عن دفئ الأوطان و تقطع آلاف الأميال على الطريق و في السماء و تتنعم في صقيع الأحياء الجامعية و تعيش برودة أهلها و أسقف غرفها في الصيف و الشتاء و تتوج نفسك بأوشحة الشواهد العليا من بلاد العرب و العجم في ذات التخصص و المجال. عندها فقط يمكننا أن ننظر إليك حين تقبل و نتقبل منك حين تهمز و نستمع إليك حين تتحدث.

أما و الوضع عكس ذلك تماما, فأستمع أنت إلينا و تعلم من علومنا اللدنية و المكتسبة بعرق الذهن و الجبين في علم الإعلام و تدبير المعلومات و المنظمات الرقمية, لعل الله يرفعك بها منزلتا, و يكفيك بها مذلة تسول من يكتب و يحلل لك.

"أيو شنبت هاذي عندك", و إذا استقللتا عطائنا هذا و ما في جعبتنا لك زدناك و كنا عليك من المشفقين. فمخطئ من ظن يوما أن للثعلب دين.

و رحم الله أحمد شوقي حين قال :

برز الثعلبُ يوماً     في شعار الواعِظينا

فمشى في الأرضِ يهذي    ويسبُّ الماكرينا

ويقولُ : الحمدُ للـ    ـهِ إلڑهِ العالمينا

يا عِباد الله، تُوبُوا    فهموَ كهفُ التائبينا

وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ  ـعيشَ عيشُ الزاهدينا

واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة الصُّبحِ فينا

فأَتى الديكَ رسولٌ    من إمام الناسكينا

عَرَضَ الأَمْرَ عليه   وهْوَ يرجو أَن يَلينا

فأجاب الديك : عذراً يا أضلَّ المهتدينا !

بلِّغ الثعلبَ عني      عن جدودي الصالحينا

عن ذوي التِّيجان ممن      دَخل البَطْنَ اللعِينا

أَنهم قالوا وخيرُ الـ  ـقولِ قولُ العارفينا:

مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا