Créer un site internet

مهزلة‖ رئيس الجهة المقال يستهتر بشواهد المعطلين و يطالبهم باعادة التكوين

Joumani dakhla 10

الداخلة بوست

يبدو أن طراطير النحس و محاموا المافيا, الذين جبلهم الله على التبحليس لقراصنة مجلس الجهة, رغم ما لقوهوا منهم في ماض الزمان من تعنصر و تهديدات بالتصفية و الويلات, لا يزالوا مصرين على المضي قدما في حربهم الدينكيشوطية على رئيس البلدية, الذي و رغم طول نضالهم المستميت لأجل أن يجدوا عنده ما ألفوا حلبه من الأموال الحرام عن طريق ابتزاز المستثمرين بالجهة, لم يستطيعوا هم و من يقف وراءهم من سماسرة حرفة الاسترزاق, أن يجدوا "باش ينقو ضروسهم", فأثارت هذه الحصيلة الصفرية و الغير متوقعة جنونهم, و أختلط عليه الحابل بالنابل, و رهنوا أنفسهم و أقلامهم لأجل هذه الحرب العبثية, بتمويل سخي من أحد المافيوزيين المتواجدين بمجلس الجهة المختطف.

لكن ما فات أصحابنا هؤلاء, هو أن رئيس البلدية و كما كان يعلنها دوما مدوية, "أيد ما هي مدسمة ما تقراها التراب", سينهي باذن الله ولايته الانتخابية, كرئيس فوق العادة لمجلس بلدية الداخلة, من دون أن يلتفت الى ما يكتبونه من هراء و ما يسطرونه من دجل و خراء. فحربهم خاسرة, و و الله لو جلس الجمل على سنامه, لن يأخذوا درهما واحدا من عند "الجماني", و نبشرهم بأن رئيس البلدية غير مهتم بما يشيعهوه في المدائن من "خريطي" و لا يطالعه حتى, فهو "ما مساليش", و منكب على ما هو أهم من تطبيلهم "الماسخ" ل "العراك" التي أدعت بأنها مهندسة دولة, و رئيس جهة مقال بحكم قضائي بات و نهائي, نزل على رؤوسنا بالبارشوط في غفلة من القدر, و تحول بشكل عجيب لرجل أعمال لا يشق له غبار, بعد أن كان مجرد موظف عادي.

و مدينة الداخلة التي تحولت الى ما يشبه باريس الفرنسية, عشية مهرجان كرانس مونتانا, الدليل القاطع, على أن رئيس البلدية, ماض في طريقه نحو تحويل المدينة الى عروس الصحراء الزاهية, بعد أن حولها قراصنة السياسة بهذه الأرض المالحة, من طائفة القبليين و العنصريين و المافيوزيين, الى مدينة خارج التاريخ و على هامش التنمية, و مجرد بقرة حلوب, ملؤا بها حساباتهم البنكية التي لا تشبع, و شيدوا بمزانيتها المنهوبة لعقود طويلة, القصور و الفيلل و سكنوا العلالي, بعدما دخلت عليهم الدولة المغربية, "مقملين" و "معرصيين", "ينقزو الدودة بالعودة".

متحدين "العراك" التي يطبلون لها و معها الرئيس المقال أن يعلنوا على الملأ, ما في جعبتهم من شواهد جامعية و نياشين أكاديمية, شرخوا بها أذاننا ليل نهار, لعل ذلك ينهي هذا الديالكتيك البائس. رغم أننا متأكدين جيدا بأنهم لا يملكون من تلك النياشين, سوى ما يشبه فقاعات الصابون, التي نفخت فيها مواقعهم الصحفية التابعة, عن طريق سياسة دعائية ممنهجة, فكبرت أحجامهم و تحولوا الى سوبر ستار من العجين, مذكرنا حالهم, بالمثل العربي الحكيم "أي تكبير لمناقير العصافير قد يقربها من الصقور..فأحترس".

لكن يبقى المحزن في ظل كل هذا المشهد السريالي, الذي فرضه علينا حزب الاثنوقراطيين و حلفائه الباجدة المنافقين, هي تصريحات رئيسهم المقال و الغير شرعي, التي طعن خلالها و بوجه "أحمر", في شواهد و دبلومات و تكوينات الأطر المعطلة و "المسلوخة" أمام مقر الجهة, بحضور وزير الداخلية "حصاد". فلم يعد يكفي هؤلاء المعطلين البؤساء من "شين السعد" و "الزواطة", و بعد تعب السنين في التحصيل العلمي و الاكاديمي, الذي توجهم بشواهد مرموقة, بين مهندس و تقني و مجاز و صاحب ماستر و طالب دكتوراه -أقول- لم يعد ينقصهم المساكين, بحسب وجهة نظر الرئيس الدكتور المهندس العالم الخبير, سوى دعوته لهم الى اعادة التكوين, لكي يستطيعوا الحصول على شغل كريم بأرضهم الزاخرة بالثروات و المنعم عليها بميزانية جهوية مليارية تسد عين الشمس, قادرة لو صرفت في محلها أن تحل كل المشاكل الاجتماعية, التي يعاني منها البشر بهذه الجهة المختطفة, و خاصة منهم فئة المعطلين. لكنها الدنيا و عجبها العجاب, ترفع الفوارق, و ما تنفك تدوس بالأقدام, على النخب المثقفة حقا لا زورا و بهتانا. فما يجهله الرئيس الغير شرعي أو يحاول تجاهله لعقدة في نفس يعقوب, هو أنه يوجد بين الاطر المعطلة بمدينة الداخلة, من هم قادرين على اعادة تكوينه هو شخصيا و معه حاشيته من الأغلبية القاصرة و الهشة.

لكن يبدو أننا بصدد رئيس غير شرعي استثنائي, التصق بالكرسي "بالكولة سبيسيال", و مشى على نهج سلفه "نيرون روما", معلنها مدوية : "أنا أو فتنة لا تبقي لكم و لاتذر..فأنا الشرعية و أنا القضاء و أنا الديمقراطية و أنا الرئيس السوبرمان, و أنا المنزه و أنا المؤله, و أنا الطفرة النوعية في جنس البشرية..و أنا الكمال و أنا الحق و أنا الرحمة المهداة للعالمين..فكسروا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني..إنني لا أتجلى دائما..فاجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني...اتركوا أطفالكم من غير خبز..واتركوا نسوانكم من غير بعل..واتبعوني..احمدوا الله على نعمته..فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ..والتاريخ لا يكتب دوني..إنني يوسف في الحسن..ولم يخلق الخالق شَعرا ذهبيا مثل شعري..وجبينا نبويا كجبيني..وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز..فصلوا دائما كي يحفظ الله عيوني..أنا مجنون ليلى..فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..وابعثوا أزواجكم كي يشكروني..شرف أن تأكلوا حنطة جسمي..شرف أن تقطفوا لوزي وتيني..شرف أن تشبهوني..فأنا حادثة ما حدثت..منذ آلاف القرون..أنا الأول والأعدل..والأجمل من بين جميع المنتخبين..وأنا بدر الدجى وبياض الياسمين..أنا مخترع المشنقة الأولى وخير المرسلين..كلما فكرت أن أعتزل رئاسة الجهة ينهاني ضميري..من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟ من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..ومن يحيى عظام الميتين؟ من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟  من ترى يرسل للناس المطر؟ من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟ من ترى يصلبهم فوق الشجر؟  من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ ويموتوا كالبقر؟

كلما فكرت أن أترك كرسي الرئاسة..فاضت دموعي كغمامة..وتوكلت على اللهوقررت أن أركب الشعب من الآن إلى يوم القيامة....فاسجدوا لي في قيامي..واسجدوا لي في قعودي..أولم أعثر عليكم ذات يوم بين أوراق جدودي؟؟ حاذروا أن تقرؤوا أي كتاب..فأنا أقرأ عنكم.. حاذروا أن تكتبوا أي خطاب..فأنا أكتب عنكم.. حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذني ..فهذا عندنا إثم عظيم ..وألزموا الصمت إذا كلمتكم..فكلامي هو قرآن كريم.. أيها البشر فوق هذا الجرف..أنا مهديكم فانتظروني ..ودمى ينبض في قلب الدوالي فأشربوني ..أوقفوا كل الأناشيد التي ينشدها الأطفال في حب الوطن..فأنا صرت الوطن..إنني الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات..ارفعوا فوق الميادين تصاويري وغطوني بغيم الكلمات..أنا الحجاج إن أنزع قناعي تعرفوني..وأنا جنكيز خان جئتكم..بحرابي..وكلابي..اشتروا لي صحفا تكتب عنى..إنها معروضة مثل البغايا في الشوارع..اشتروا لي ورقا أخضر مصقولاً كأعشاب الربيع ومدادا ومطابع..كل شيء يشترى في عصرنا..حتى الأصابع..اشتروا فاكهة الفكر..وخلوها أمامي..واطبخوا لي شاعرا واجعلوه بين أطباق طعامي..اشتروا لي صحفيين يتغنون بحسني..واجعلوني نجم كل الأغلفة..فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى..فأنا بالعملة الصعبة أشتري ما أريد..أشترى ديوان بشار بن برد..وشفاه المتنبي وأناشيد لبيد..فالملايين التي في ميزانية الجهة..هي ميراث قديم لأبى..فخذوا من ذهبي..واكتبوا في أمهات الكتب..أن عصري عصر هارون الرشيد.

يا جماهير الوادي..سجلوا صوتي على أشرطة..إن صوتي أخضر الإيقاع كالنافورة الأندلسية..صوروني باسما مثل الجوكندا..ووديعا مثل وجه المجدلية..صوروني وأنا أفترس السياسة بأسناني..وأمتص دماء الأبجدية..صوروني بوقاري وجلالي و ربطة عنقي العصرية..صوروني..عندما أحملكم فوق أكتافي لدار الأبدية..يا جماهير هذه الربوع الملحية..أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون.. وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون..منذ أن جئت إلى الرئاسة العسلية..ورجال السيرك يلتفون حولي..واحد ينفخ ناياً.. واحد يضرب طبلا..واحد يمسح جوخاً..واحد يمسح نعلا..فلقد علموني أن أرى نفسي إلاها..وأرى الشعب من الشرفة رملا..

ملاحظة : هذه الرجز الأخير بالتصرف عن ديوان الشاعر الكبير نزار القباني

شاهدوا الفيديو الذي يحتوي على تصريحات رئيس الجهة المقال: