ضربة معلم.."الجماني" يوقع اتفاقية توأمة بين بلديتي الداخلة و ستراسبورغ
ضربة معلم.."الجماني" يوقع اتفاقية توأمة بين بلديتي الداخلة و ستراسبورغ
الداخلة بوست
بقلم : الزاوي عبد القادر - أستاذ باحث و رئيس هيئة التحرير
بعيدا عن العهر السياسي البائس الذي أرخ بضلاله الحالكة على هذه الربوع المالحة, أختار "سيدي صلوح الجماني" رئيس بلدية الداخلة أن يثبت للساكنة بأن الانجازات لا تصنعها الدعاية الاعلامية مدفوعة الأجر, و بأن معايير الرئيس المنتخب الناجح, ليس من ضمنها بالتأكيد جمال ابتسامته أو سحر خطابته و وسامته, و لكنها الكاريزمة و العمل الجاد على أرض الميدان, من خلال النتائج الملموسة المحصل عليها, عن طريق التدبير الحكيم و المثمر, الهادف الى تحسين حياة الساكنة. و "الجماني" يثبت اليوم للجميع بما لا يدع مجالا للشك, بأنه كان و سيظل رئيس فوق العادة لجماعة الداخلة, بعد عقود طويلة من التردي و السقوط و الاجتثاث الميزانياتي و السياسي و التنموي, عاشتها هذه الأخيرة تحت حكم الاثنوقراطيين و اللصوص.
حيث لا يخفى على أحد الأهمية التي باتت تحظى بها اتفاقيات التوأمة على مستوى العالم, كأحد أرقى أشكال الحكامة الجيدة في مجال التدبير المجالي للجماعات المحلية. وهي الألية التدبيرية التي عرفت تطورا متسارعا في السنوات الأخيرة, منذ ارهاصاتها الأولى بداية القرن الماضي, متجاوزة بذلك سياسة الزيارات الرمزية وزيارات البرتكول التقليدية. و هو ما سمح للجماعات المحلية بالانفتاح على محيطها الدولي الشاسع, و الاستفادة مما يتيحه من فرص تنموية هائلة, و تبادل للخبرات و الاستشارات و المساعدة التقنية و التجارب الناجحة.
ان الملفت للنظر في القضية كلها, هو مدى الوعي الكبير الذي يتمتع به "الجماني" و مكتبه المسير, و إلمامهم المثير بمفاهيم التضامن و التعاون الدولي من أجل التنمية, و كيف أستطاعوا تطوير أليات تدبيرية خلاقة من أجل جلب الرفاه و التنمية لمدينة الداخلة, قطعا, من دون صرف الملايين في شراء السيارات "فايف ستار" لأغلبيتهم الحاكمة أو لنواب الرئيس, كما هو الحال مع مجلس الجهة المختطف.
و اتفاقية التوأمة التي وقعها يوم أمس "الجماني" مع بلدية ستراسبورغ المتقدمة, تشكل فرصة ذهبية لتحقيق قفزة تنموية غير مسبوقة بهذه الربوع المالحة. حيث ستفتح الباب على مصراعيه, أمام مجموعة من الاتفاقيات والشراكات الهامة, بين مختلف الهيئات المدنية و السوسيو-اقتصادية بالمدينتين و في مختلف المجالات, مستفيدة في ذلك من الخصائص المتشابهة للأخيرتين, و هو ما سيمكن من تطبيق حلول متشابهة لعدة مشاكل تعوق مسيرة التنمية بهما, محولة اتفاقية التوأمة هذه, إلى مشاريع حقيقية للتعاون من أجل التنمية, و مصدرا خلاقا للتطور, و النماء الاقتصادي و الاجتماعي المتبادل و المتضامن, و هو ما سيترتب عنه مستقبلا نتائج ايجابية و ملموسة, ستشهدها الساكنة على أرض الواقع, و ليس على شاشات المواقع الالكترونية "لمحاذية العطار بتزوكنيت". لذلك لا يسعنا الا أن نقول للسيد رئيس المجلس البلدي:"ضربة معلم". شاهدوا الفيديو: