هل يريد "الخطاط ينجا" تعويض اخفاقاته السياسية و هزائمه القضائية بالتقرب من الجماني

4624 1sc1aroq0trt5e8zuece4opvf0rxpxb2bw1s76oeijb8

الداخلة بوست

بات في شبه المؤكد أن الثورة الاصلاحية التاريخية التي قادها "سيدي صلوح الجماني" في هذه الربوع المالحة, ضد حزب الاثنوقراطيين و القبليين و المافيوزيين, و انتصاره المدوي في كل مراحلها سياسيا و قضائيا, قد فتحت عيون "الخطاط ينجا" على أمور كثيرة. كان أبرزها أن من يدينون له بالولاء من أجل سواد عيون أمواله و السيارات "فايف ستار" الفخمة و المناصب التي يغدقها على من يحيطونه بهالة التقديس و التأليه و التبجيل, لم تعد تنفعه في ظل أنفتاح المجالس على وسائل الإعلام, وضرورة القطع مع أساليب التدبير الاقطاعية و العشائرية, القائمة على ترشيح الأعيان و المقربون, و كل من هب ودب حتى وإن كان لا يفقه كوعه من بوعه, و مشكوك في نظافة أعماله و أمواله.

إستفاق "الخطاط ينجا" بعد صدمات عاصفة, بدأت يوم ترشحه للرئاسة و أنتهت بصدور أحكام قضائية بات و نهائية, قضت ببطلان عملية انتخابه -أقول- استفاق الرجل, على كفاءات جمة تزخر بها معارضة المجلس, وعلى رأسها كوادر حزب "الجماني" بكل من بلدية الداخلة و مجلس الجهة, الذي أحسن الأختيار في جمع أصحاب الشواهد العلمية والكفاءة السياسية والحنكة والممارسة, من مختلف القبائل و الاثنيات و الطبقات الاجماعية المشكلة للفسيفساء الانسانية بهذه الأرض المالحة, بينما لم يجد "الخطاط ينجا" في أغلبيته غير بقايا الأميين و "طويفيلات", من رابطة الدم و النسب المقدسة, من لم يتعدوا بخبراتهم حد دورات التقديس والتبجيل, من أجل نيل عطف الرجل ورضاه, أو عفوا نيل مفاتيح سيارة رباعية الدفع فخمة من نوع "فورد", تصلح لنزهة عائلية بشاطئ "فم لبير" مساءا, لا أكثر من ذلك ولا أقل.

ولأن التاريخ لا يرحم و الفرص لا تعوض و عقارب الساعة لا تعود للوراء, فقد بات الرجل مجبرا على تعويض إخفاقاته السياسية و هزائمه القضائية, بالدخول في موائمات سياسية جديدة مع "الجماني", يعوض من خلالها "جوطية" من أختارهم في لوائح حزبه وبذل ماله وسمعته في سبيل إنجاحهم, في مقابل إغراق صيته وسط الساكنة و الهبوط بشعبيته الى الحضيض, بعد أن كان أمل الناس في التغيير, بالعمل الجاد على حل مشاكلهم و الانصات لأهاتهم. لكنهم و للأسف الشديد, و على العكس من ذلك, دفعوه لتحويل مقر الجهة الى ثكنة عسكرية محروسة يحذر الاقتراب منها, و زينوا له الانكباب على اذكاء حورب اعلامية قذرة مدفوعة الأجر مع معارضيه, و تهديد الساكنة بالفتن و مخيمات على شاكلة "أكديم ايزيك", ضدا عن أحكام القضاء العادلة و النهائية, بل وصل بهم الأمر, الى استعمال سيارات الجهة, في قطع طريق الصحفيين الأحرار منتصف الليل, و تهديدهم بالويل و الثبور, اذا لم يتوقفوا عن انتقاد رئيس الجهة المقال.

لذلك لا يسعنا من خلال هذا المنبر الحر, الا أن نشجعه على المضي في هذا الطريق, ونشد على أيديه في تبني هذا المنحى العاقل, لأن علة الرجل الكبرى وسبب إخفاقاته تعود بمجملها لحاشيته التي تريد تقسيم العباد بهذه الربوع المالحة, الى سادة و عبيد, عن طريق صناعة الصراعات العبثية مع باقي الفرقاء السياسيين, ليظلوا في عين الرجل هم الأقرب من أي أحد أخر.

لقد شهدنا على محاولة صادقة من الرجل, يوم توقيع اتفاقية التوأمة بين بلدية الداخلة و ستراسبورغ, بجلوسه الى جانب حكيم المجالس المنتخبة "الجماني". و كلنا أمل أن لا يكون الأمر مجرد تاكتيك من "الخطاط", هدفه تأمين مجلسه من أحكام القضاء, و من الانشقاقات المستقبلية التي باتت تلوح في الأفق, ليعود بعدها الى مخططاته القديمة وحاشيته سيئة السمعة. فالداخلة تزخر بالكفاءات والشباب المثقف الحالم بخدمة جهته ووطنه ولو مد "الخطاط" نظره بعيدا عن موطأ قدمه, لوجد نفسه محصنا من أي جهل, ولأستطاع كسب قلوب الناس و النجاة من مقصلة القضاء.

و ليس أدل على ذلك من موقف الدكتور "أمبارك الشتوكي" الأخير, باختياره الاصطفاف الى جانب "الجماني" من أجل خدمة مصالح الساكنة و المدينة, بعيد عن الحروب الدينكيشوطية و العدمية السياسية, و قبله زبدة أعضاء مجلس بلدية الداخلة, و نخص بالذكر كل من "محمد سالم حمية" الموشح أخيرا بشهادة كرانس مونتانا للقادة الشباب, و "محمد عبد الله بكار", القادمين من حزب الوردة, بالاضافة الى "الصلاي" عن حزب الاستقلال و "التاقي" عن حزب البيجيدي. حيث لم يبقى من أعضاء حزب "ينجا" ببلدية الداخلة سوى الفوارغ و الأوراق المحروقة و الرؤساء السابقين, الذين لم تجد لهم الساكنة فائدة تستحق الذكر, باستثناء المستشارة "ميمونة السيد", التي نتمنى صادقين من الله, أن تحدو حدو زميلها في الحزب, فلم يبقى في رزمة حزب "ولد الرشيد" من الكفاءاة سواها. أما حزب الاتحاد الاشتراكي, و باستثناء سياسي الشعب "سليمان الدرهم" الذي أختار اعتزال السياسة, بعد المؤامرة القذرة التي تعرض لها من طرف حلفائه في حزب "ينجا", عشية الانتخابات التشريعية الماضية – أقول- باستثنائه لم يبقى بين أعضاء فريق حزب الوردة أي كفاءة تستحق العناء. و صارت أغلبية "الجماني" عصية على الانكسار أو الاختراق, و صارت الجهة قاب قوسين أو أدنى, من قبضة حلفه السياسي المنتصر.

لكن تبقى الكلمة الأخيرة لحاشية "الخطاط", التي لها بالتأكيد خططها و مصالحها الخاصة و أجنداتها الخفية, حيث لن تدخر جهدا من أجل ردعه عن أي تعامل من هذا القبيل, والأيام القادمة ستوضح لنا نواياه الحقيقية, بمحاسنها ومساوئها, و الأيام بيننا.