Créer un site internet

وا حسرتاه..الطلبة الصحراويون يتناحرون..قاتل تلميذ بوجدور هو طالب من مدينة أسا

12439044 10153448147373877 858885082924407649 n

الداخلة بوست 

ما تم التكتم عليه لأيام فضحه بلاغ الإدارة العامة للأمن الوطني الذي أكد خبر إيقاف الطالب القاتل و المشتبه فيه الرئيسي في هذه الجريمة النكراء و المروعة التي اهتزت لها جنبات الحي الجامعي بأكادير. و راح ضحيتها تلميذ شاب من مدينة بوجدور كان يقضي عطلة مع أصدقائه الطلبة بمدينة أكادير.

القاتل حسب نص البلاغ طالب بالسنة الثانية حقوق بجامعة ابن زهر و ينحدر من مدينة أسا.

و السبب مواجهات و تطاحنات طلابية بغيضة و معهودة بين الفصائل الطلابية الصحراوية داخل الأحياء الجامعية. مرة على أساس مناطقي و جغرافي. و مرة أخرى على أساس قبلي شوفيني منتن.

فمن قال بأن "العام زين", و بأن مجتمع الطلبة الصحراويين داخل الأحياء الجامعية مثالي و نموذجي و فاضل. كلا. و أبدا. و ألف لا. لقد عشنا هناك. و مررنا من هناك. و عجنا و خبزنا هناك. و نعرف جيدا هذه المجتمعات الطلابية الصحراوية داخل ثكنات الأحياء الجامعية. كنتونات طلابية تنخرها الرجعية القبلية و تنهل من معين "التغريبة الهلالية" و العنصرية الجغرافية و المناطقية, و التمترس خلف الانتماءات الضيقة. و الصراعات هي سيدة الموقف.

بين طلبة المدن الصحراوية و بعضهم البعض جبال من الجليد العصي على الاختراق أو الذوبان. تفرقهم المنطقة تارة و القبيلة تارة أخرى. و في حالات نادرة تجمع القبيلة نفسها ما شتته المناطقية. و العكس صحيح.

للأسف الإصلاح لا يبدأ إلا حين تكون لنا الشجاعة على نشر غسيلنا الوسخ على رؤوس الأشهاد, و التحلل من عقدنا "الطابوهات". و المجتمع الطلابي ليس سوى نموذج مصغر عن مجتمعاتنا الكبيرة التي تركناه خلف ظهورنا خلال رحلتنا الطويلة من أجل التحصيل الدراسي. لكن دون أن نشعر نجدنا نعيد بناء نفس تلك الأنساق المجتمعية, بنفس تجاربها و عقدها و ثوابتها و قيمها و مقدساتها و فلكلورها و خزعبلاتها و مرجعياتها.  و ما تفصح عنه طبائعنا و تصرفاتنا داخل مجتمع الحي الجامعي ليس سوى انعكاس لإرث جلل من كل تلك المكتسبات و التراكمات.

فصحيح أنه من شب على شيئ شاب عليه. و أن نداء الجغرافيا و القبيلة فينا, لا يزال أقوى من نداء الحضارة و الإنسان.

الواقع مر. و الاستثناء دوما موجود. لكن للأسف لا تصنع منه القواعد و لا تفهم منه حقائق الأمور.

كامل تعازينا القلبية و الحارة لعائلة تلميذ بوجدور. إن لله و إن إليه لراجعون.