حماية الأرض ومستقبل المناخ بالكسكس ولخليع، هكذا قدمت الجهة نفسها في قمة كوب 22 بمراكش

الداخلة بوست - سيسنوبوست

بقلم: أهل الشيخ المختار

حظي المغرب للمرة الثانية بتنظيم cop22 (conventions of parties) أو ما يعرف بمؤتمر الأطراف الموقعة على “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية من أجل تغيير المناخ”، هذه القمة التي تحتضنها مدينة مراكش تأتي في نسختها الثانية والعشرين، وقد سبق للمغرب تنظيم نسختها السابعة سنة 2001.

وكما نعلم فإن أكبر معضلة مطروحة على طاولة النقاش في هذه القمة هي الاحتباس الحراري (global warming) وهو عباره عن زيادة في درجات الحرارة تدريجياً، والذي تفاقم بسبب ارتفاع الغازات الدفيئة، (ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، والميثان، وغاز الأوزون، والكلوروفلوركاربون(.

ولهذا تهدف قمة المناخ cop22 إلى التوصل لإتفاق بين جميع الدول الغنية والفقيرة بالتعهد بإتخاذ اجراءات بشأن تغيير المناخ بحصر احترار الأرض بأقل من درجتين مئويتين فوق المستوى الذي كان عليه قبل الثورة الصناعية منذ مايزيد عن 300 عام.

وبما أن جهة الداخلة وادي الذهب من أكبر الجهات المغربية جغرافيا واقتصاديا، فإنها لم تغب عن المدينة الحمراء خلال تنظيم هذا العرس العالمي، فاحتلت رقعة داخل أروقة المؤتمر، لكن..، بثلة من منتخبي أغلبية المجلس الجهوي  إلى جانب رئيسه، وأسماء قليلة تم انتقاؤها من الفاعلين في المجتمع المدني، بينما تم تغييب شباب الجهة، المثقفين ورجال الإعلام والفاعلين الإقتصاديين، والجمعيات الناشطة في مجال الصيد البحري والمجال الفلاحي، والسياحي..، بعدها يخرج أحدهم يتبجح على قناة العيون بمشاركة جمعية “الطبيعة مبادرة“، فهذه الجمعية كما نعلم هي جمعية نشيطة قبل انتخاب المجلس الجهوي الحالي، وقد شاركت في منتديات وطنية وعالمية كان آخرها cop21 العام الماضي في باريس، لذا فلا داعي لتبني مشاركتها.

جمعية السلام كذلك هي جمعية رائدة في المجال البيئي، ولها إنجازات ملموسة وأنشطة قوية في الحفاظ على البيئة والتراث المغمور تحت الماء، وقد شاركت الأسبوع الماضي في اليوم العالمي للغوص من أجل السلام بالرأس الأخضر، لكن ما يندى له الجبين، هو جهل بعض الفاعلين السياسيين الوافدين إلى القمة من جهة الداخلة وادي الذهب لما تتمحور حوله نقاشات مؤتمر الأطراف، وهو ما بدا جليا من خلال تصريحات بعضهم على شاشة قناة العيون، (وفد الداخلة في واد والقمة في واد آخر)، وكأن الوفد في رحلة استجمام على حساب المال العام، هذا دون الحديث عن المشاركة الهزلية للجهة بمنتجات “كسكس وخليع لحم الإبل”.

نعم أيها السادة! جهة الداخلة التي تعتبر عروس الجنوب، رغم مؤهلاتها السياحية والثقافية، والإقتصادية، تشارك في مؤتمر عالمي بوزنه الثقيل بــ “كسكس ولخليع”، لنكون مسخرة أمام العالم، بسبب الإقصاء الممنهج في حق الأطر وذوي الكفاءات العالية، ما يجسد غياب مفاهيم الانتماء وتغييب العداله وتكافؤ الفرص لدى القائمين على اختيار أعضاء الوفد المشارك.

بعد مهزلة “كسكس و لخليع” شباب الجهة في موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” انقسموا إلى فسطاطين، أحدهما ساخر من تمثيلية الجهة في cop22 والآخر ساخط عليها، حيث اعتبر عدد من المثقفين وحملة الشواهد، أن الطريقة التي تم بها تمثيل الداخلة في القمة، جاءت دون المستوى المطلوب.

وفي اتصال هاتفي لسيسنو بوست، أكدت الشابة “سعاد السعدي” أنها تفاجأت بكم عارم من التعليقات المسيئة بعد انتقادها لتمثيلية “كسكس ولخليع” حسب تعبيرها.

حيث دخلت في نقاش حاد مع أحد أعضاء الوفد "منتخب عن مجلس الجهة" عبر صفحتها على الفيس بوك، واعتبرت ” سعاد السعدي” ” أن عدم إجابة عضو الوفد على أسئلة وجهتها له  إنما يدل على عدم اطلاع الوفد على ما تدور حوله قمة المناخ، ومما أثار سخرية “سعاد” هو تصريح العضو بأن الأمم المتحدة فرضت على الجهة إحضار  “كسكس ولخليع” كونهما يدخلان في المحافظة على الموروث الغذائي، واستدل هنا بالأهداف 17 للتنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ما بين سنتي 2015 و 2030 على حد تعبير العضو المشارك، بل ذهب العضو إلى أن جهة ما فرضت على الجهة حضور أعضاء الجهة فقط، وأن الجمعيات القادمة من الداخلة شاركت فقط عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة !!!

وكان رد سعاد على تصريح العضو كالتالي: “لي كنعرفو أن الغذاء كتهتم بيه المنظمة العالمية للغذاء (الفاو)، والموروث الثقافي كتهتم بيه المنظمة العالمية للثقافة (اليونيسكو)، أما المنظمة العالمية للمناخ الي منظمة هاد القمة كتهتم غير بالمساهمة الي كتساعد في الحفاء على هاد الكوكب من الإقتباس الحراري..، وتقدري الله ايخليك بصفتك عضو في الجهة تشرحي لينا دور كسكسو والتيشطار الي كتفتاخري بيهم في المساهمة في خفض درجة حرارة الأرض؟؟.

إحدا المثقفات، عبرت هي الأخرى عن هذا الفشل واصفة وضع المسؤولية في غير محلها في ظل تهميش وإقصاء الكفاءات بالخطإ القاتل في حق الساكنة.

 باب السخرية لم يغلق هنا، بل توالت التعليقات الساخرة من خارج حدود المملكة، حيث نشر أحد الشباب المقيم في كندا صورا له يحضر “رغيف لمسمن” وكتب فوق صوره العبارات التالية (شوفي ليا مع الجهة ديالكم إلا بغاو يحشوني معاهم فلوفد بصفتي “تعاونية مسمن” نمشي معاهم حتى أنا على حسابهم لمراكش على أساس نشارك فمؤتمر المناخ و منها نيت ندير صلة الرحم مع دارنا راني توحشتهم !!!!!!

#كسكس_المناخ

#مسمن_المناخ

فبالله عليكم أي مسخرة هذه..؟، وما علاقة “كسكس ولخليع” بقمة المناخ، وما هو دور الموروثين في تقليل درجة حرارة الأرض والحد من الإحتباس الحراري؟

مسخرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة يا جهة الداخلة..