رأي المركز...عملية ديمقراطية أم نظام محاصصة أسرية و عشائرية عنصري!!؟

66ec7530 5241 4153 ba8c 7831cbe6c0df

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

إن ما حصل خلال العملية الانتخابية الأخيرة بجهة الداخلة وادي الذهب، و ما رشح عن ذلك من مخرجات سياسية مخزية و غير مسبوقة، يعتبر بكل المقاييس ردة ديمقراطية و انتكاسة سياسية و حقوقية تجهز على روح مشروع الجهوية المتقدمة و تضرب في مقتل كل النموذج السياسي و الإنساني و الديمقراطي الذي تروج له الدولة المغربية في منطقة الصحراء المتنازع عليها، و لا يغري بتاتا اللاجئين الصحراويين بتندوف بالعودة، بل على العكس من ذلك يجعلهم ينفرون من كل العملية السياسية و الديمقراطية التي يعرفها إقليم الصحراء.

إنه من غير المقبول بتاتا، ان تتم ممارسة السياسة و العملية الانتخابية بمنطق الوزيعة بين أفراد الأسرة الواحدة و ذات المكونات الاجتماعية، بينما يتم إقصاء باقي الطيف المجتمعي المكون للجهة و ذلك بتواطئ من أحزاب وطنية باتت تقرر عوضا عن الصحراويين و تفرض عليهم إختيارات غير ديمقراطية و تكرس هذا الواقع المشين.

من المشين أن يتم تقاسم التمثيلية الانتخابية بتلك الطريقة المفضوحة بين الأخوة و المقربون و أفراد العائلة، و أن يتم توزيع التزكيات الحزبية و اختيار الترشيحات و صناعة اللوائح الانتخابية وفق منطق القرابة و أحكام تقسيم التركة، ما حول بعض تنسيقيات الأحزاب الكبرى بالصحراء إلى مجرد ضيعات عائلية محفظة!!!

إنها مهزلة سياسية و انتخابية لا تبشر بالخير، و تمييز عنصري خطير يمارس بطريقة مقننة و ممنهجة. هذه ليست عملية ديمقراطية و لكنه نظام محاصصة قبلية و عائلية رجعي و عنصري، حيث يتم توجيه العمليات الانتخابية و اللعبة الديمقراطية من خلف الكواليس و بتواطئ مع أحزاب وطنية لتكريس سيطرة أسر و عشائر على التمثيلية السياسية، و بالمقابل تهميش الأقليات و المحرومين و باقي المكونات الاجتماعية الأخرى.