اضحك مع نكتة أبريل.."الخطاط ينجا" كان يريد حل معضلة البطالة على ظهر الوحدات الصناعية بالداخلة

الداخلة بوست

من المأثور المجتمعي و الاعلامي, أن أبريل شهر معروف بالأكاذيب السوداء و البيضاء, لكن و الصدق يقال, لم نكن نحسبه شهرا أيضا للنكت الملاح الحسان. حيث أطربتنا أحد المواقع الصحفية المحسوبة على رئيس الجهة الغير شرعي, الخبيرة النحريرة في كيفية ضرب "الدف" للخطاط و حاشيته, مرة على "واحد" و مرة أخرى على "واحد و نص" كما يقول اخوتنا المصريين-أقول- أطربتنا بمقال نكتة, تحدثت فيه عن سعي رئيس الجهة "الوسيم" و المحكوم على مسطرة انتخابه بالبطلان بحكم نهائي و بات صادر من أعلى هيئة قضائية ادارية بالمغرب, لامتصاص البطالة في صفوف حملة الشواهد العليا من أبناء هذه الربوع الموجوعة, و ذلك عن طريق استدعائه أيام زمان لأصحاب الوحدات الصناعية و لوبيات الصيد البحري, ليفرض عليهم تشغيل أبناء الجهة في شركاتهم و "بمرتب مريح", لكن حلف "الجماني" و معارضة الجهة, منعوه من المضي في هذا الطريق, مجهضين هذه المبادرة العظيمة من رئيس الجهة "السوبرمان". فبالله عليكم ألا تستحيون؟ ألا تخجلون؟ ما هذا الهراء و الدجل المرسل؟ من يكون "الخطاط ينجا" حتى يفرض على القطاع الخاص توظيف العاطلين عن العمل؟ و الجميع يعرف بأن ذلك غير ممكن, و الرئيس لا يمتلك أي صلاحيات أو سلطة تمكنه من أن يفرض حتى على "مول الحانوت" الموجود وسط الحي, أن يشغل ثلاجته حتى لا يفسد ما بها من ألبان و مواد غذائية, فما بالك أن يفرض على أرباب الشركات توظيف شباب المنطقة العاطل.

لذلك فالقضية كلها تشبه الى حد كبير قصة "ولد اللڭلوڭي" الكذاب كما في الأسطورة التراثية الحسانية. حيث يحكى أنه كان هناك رجل يكذب كما يتنفس, كنيته "ولد اللڭلوڭي" و هناك أيضا من يسميه "مسيلمتا" نسبتا الى مسيلمة الكذاب الذي أدعى النبوة, و ذات يوم مر عليه رجل من معارفه و سأله : شحال أهل فلان..مانك جابر عنهم خبر؟ فأجاب "ولد اللڭلوڭي" الرجل على الفور : أه..لباس عليهم ما شاء الله..الخير باسط..و اللبن اللا ينكب..الى الزبدة عادو اللا ينشروه على السدر.. تبارك الله...يتمتم "ولد اللڭلوڭي", لكن الرجل السائل استغرب من قضية أن الزبدة أصبحت تنشر على الشجر, و كأنه لم يصدق الفكرة, لذلك سأل "ولد اللڭلوڭي" مستغربا : يكلع ذيل عدوك..و الى طلعت عليها الشمس شيعدلو لها؟ و هو السؤال الذكي الذي أفحم "ولد اللڭلوڭي", لكن خبرته و سرعة قريحته في نسج الاكاذيب جعلته يجيب الرجل على الفور : أها..مشيت عنهم سابك تطلع الشمس. ضحك كالبكاء.

و هذا بالضبط ما ينطبق على كل الخزعبلات التي جاء بها طبالة رئيس الجهة فيما سطرته أقلامهم من "خريطي". فرئيس الجهة لم يكن همه في يوم من الأيام قضية تشغيل أبناء الجهة و لا هم يحزنون, فالرجل منكب على عقد المؤتمرات عن التنمية المستدامة و "التفيتيت الراكم", بالإضافة الى استعداده هذه الأيام لتوزيع الملايين من أرزاقنا العمومية على ممتهني حرفة العمل الجمعوي, كما هو حاله كل سنة مالية, الى جانب ما خصصه من دعم سخي لعشيرته و أحبابه من فئة العائدين الى أرض الوطن, أما بؤساء هذه الربوع المالحة فلهم الله, و ليس لهم عند رئيس الجهة سوى "الجعجعات" تلو "الجعجعات", أما ما ينفعهم "فيمسو أي وذنيهم أڭرب" كما يقول البيظان.

كما أن الساكنة لم تنتخب المجلس من أجل أن يقوم رئيسه ب" السعاية" عند أرباب الشركات و القطاع الخاص لأجل تشغيل أبناء الجهة, خصوصا و أن ميزانية الجهة برسم سنة 2017 وصلت الى أكثر من 35 مليار سنتيم, صدق أو لا تصدق. شاهدوا الصورة.

فهل يستكثر الرئيس على أبناء الجهة بعض الفتات من هذه الأموال الضخمة التي خصصتها الدولة المغربية لرعايا جلالة الملك بهذه الربوع, من أجل أن تؤمنهم من بطالة قاتلة و حرمان أسود, لا زالوا يتخبطون بين حبائله كالذي يتخبطه الشيطان من المس؟ ثم أين هي وعود رئيس الجهة الوردية للمعطلين بإحداث مشاريع للصدفيات, و ما هو مأل الملفات المدفوعة؟ و أين هو أيضا مشروع احداث 1500 وحدة سكنية بالجهة الذي شرخ به اذاننا؟ ثم بدل أن يطالب رئيس الجهة أرباب المصانع بالداخلة بتشغيل أبناء المنطقة, فليشغلهم في بواخره و شركاته الكثر, و يثبت له الأجر و الثواب, على وزن ميمية أبي الأسود الدؤلي : يا أيها الرجلُ المعلُم غيرَهُ***هلّا لنفسك كان ذا التعليم.

لكن للأسف القضية كلها و بالفعل, كانت مجرد دعاية انتخابية سابقة لأوانها, حاول من خلالها الرئيس حينها, الرفع من أسهم حزبه السياسي عشية الانتخابات التشريعية الماضية, وهي الانتخابات التي أكدت للساكنة و لمتتبعي الشأن المحلي بما لا يدع مجالا للشك, بأن حزب الرئيس التي يتشدق بالشعبية الجارفة و الجماهيرية منقطعة النظير, بلا شعبية و لا جماهيرية و لا هم يحزنون, و الشاهد هنا هو فشلهم الذريع حينها في انتزاع مجرد مقعد نيابي واحد يتيم في كل من دائرتي الداخلة و اوسرد الانتخابيتين. أما مسألة توظيف الحاشية و المقربين الذي أتهمتم به ظلما و بهتانا "الجماني" و حلفه المنتصر, فقد فتحتم على رئيسكم النار بإثارتها, لأن أخر من يحق له الكلام في الموضوع هو الرئيس و حلفائه السياسيين و الجميع يعرف هذا الأمر, و هذه لائحة مشفرة مؤقتة بأسماء المقربين الذين تم دمجهم داخل ديوان رئيس الجهة, و كلهم اما من عائلة الرئيس أو عائلة أحد أعضاء أغلبيته المسيرة للمجلس, و لو تماديتم في غيكم فسننشرها بالأسماء الواضحة الى جانب علاقة الرابطة مع الرئيس و أغلبيته, و نتحداكم أنتم بالمقابل أن تفعلوا نفس الشيئ, و اليكم اللائحة: ح.ب – ع-ج – س-م – خ-ح – س-م. و هنا وجب التنبيه الى أننا لسنا أبدا ضد أن يشتغل معطلي الجهة من الكفاءات داخل ديوان مجلس الجهة, لكن بشرط أن تتم المسطرة بشكل شفاف و نزيه, و على قدم المساواة و تكافؤ الفرص, و ليس وفق نظرية "اللي خوتو فالغزي" و مقولة "المقربون أولى بالمعروف". للحديث بقية...