الصحراء والصحراويين

64584

الداخلة بوست

بقلم : التباع الصديق

كلما اقترب شهر ابريل الا وتحركت الدبلوماسية المغربية سواء الرسمية او الموازية من اجل الدفاعة (ليس الهجوم) واتخاد المبادرة قبل صدور تقرير الأمين العام لشهر ابريل، لكن الملاحظ للسياسة   الدولة المغربية في هذا الملف تكرر نفس الأخطاء التي وقعت فيها في السابق ولربما بمجرد صدور التقرير ستعود الدولة الى نفس السياسة السابقة، حيث انها لا تستفيد من اخطائها التي وقعت فيها في السابق وربما ستستمر فيها في المستقبل.

كما أن الصحراويين في سياسة الدولة والصحافة السمعية والبصرية فقد تتعامل معه حسب الظرفية فالصحافة المغربية للأسف بعد ثلاث عقود لا زالت بعض صحفها تميل إلى السواد الكاحل في وصف الصحراء والصحراويين للمواطن المغربي الذي يعتقد أن الصحراويين والصحراء يعيشون على حساب المواطن المغربي البسيط الذي يعاني من الفقر والتهميش. بل أصبحنا نستغل سياسيا في إطار تعاطي الإدارة مع الشعب المغربي بل أكدت استمرارية تعامل وسائل الاعلام مع الصحراء والصحراويين بسياسة ممنهجة عنصرية ومقصودة تختزل الصحراويين في كلمات وعبارات من قبيل الانفصاليين والمرتزقة وغيرها من الاوصاف التي يوصف بها الصحراوي كلما ثار على وضعه ورفض العيش فيه ويطالب بحقه في العيش بالكرامة وحرية ، والغريب في الأمر أن هذه الصحافة لم تكلف نفسها سابقا وإلى حد الساعة في البحث العميق دون خلفيات عن فهم الصحراء والصحراويين، وأن تتناول الأحداث من زاوية محايدة تقدم الحقائق بشكل واضح دون لبس وتعكس وقائع وحقائق الأمور بعيدا عن التوظيف السياسي والأمني الممنهج من طرف الإدارة المغربية.

اما إذا كان الهدف من حضور الانسان الصحراوي هو تلميع الصورة الدولة أمام المنتظم الدولي فسترى ذلك الانسان الصحراوي في الصفوف الامامية مرتديا الزي الصحراوي الذي يزخرف به القاعة ويجعله مميزا عن باقي الحضور مما يجعل الأنظار تتجه اليه، وتري وسائل الاعلام التي كان في السابق تتهمه تلهث حوله من اجل عقد اللقاءات صحفية وترى ربورتاج في تلك الفترة حول الثقافة الحسانية وساكنة الصحراء التي ستصبح محور اهتمام هذه الوسائل لكن بمجرد انتهاء هذه المناسبة تعود حليمة الى عادتها القديمة.

فعلى القائمين على السياسة في هذا الوطن خصوصا من يتحكمون في هذا الملف ان يعوا ان حل هذه القضية لا يمكن البحث عنه في الخارج او لدى فئة الأعيان لا هم لهم الا ابتزاز الدولة والاستفادة من الريع السياسي والاقتصادي من اجل زيادة في ثروتهم والذين اثبتوا فشلهم في تذبير هذا الملف، أو بسياسة قمع كل صوت ينادي بحقة في الشغل والكرامة وانتفاضته على الواقع الذي يعيش فيه واتهامه بالتهمة الانفصال لأنه خالف او انتقد إدارة الدولة في ادارتها ملف الصحراء واقصاء الأطر الصحراوية من المشاركة في إدارة هذا الملف.

فحل مشكل الصحراء يجب ان يبدأ من تلك الاسرة التي لم تجد قوت يومها وتسمع ان الملايير تصرف على بقعة صغيرة وعدد من السكان محدود ولا تستفيد منها ومن خيرات المنطقة وترى حقد المواطن في الشمال على شيء لم ترى منه او تستفذ منه الى ارقام تسمعها على شاشات التلفاز او تقرأها في الجرائد.

الحل في ملف الصحراء يكمن في ذلك الأب الذي يرى ابنه الذي اقتسم معه راتبه الشهري الزهيد من اجل تعليمه وقاسى الحياة ، ليجد هذا الابن يعيش في بطالة لا يد له فيها الا ان تلك الملايير صرفت في بناء نافورات وحدائق تفتح في اخر الأسبوع أو قصر المؤتمرات   وغيرها من المباني التي ضخت فيها ملايير والتي لم تشغل ولا معطل واحد في حين كان من الاجدر ان تصرف في بناء مصانع التي كان تستوعب جيوش من المعطلين.

الحل في هذا الملف بيد ذلك الشاب الذي أفنى حياته في التعليم والدراسة في الجامعات والذي تحمل فيها مشقة السفر والغربة والعنصرية التي يتعرض لها من طرف محيطه ليجد نفسه في بطالة لا يد له فيها الا انه ضحية لسياسة تعليم اثبتت فشلها وهو الذي يسمع في وسائل الاعلام العمومي ان في الصحراء تضخ أموال بالملايير وان الدولة تصرفها من اجل تنمية حقيقية  لهذه المنطقة لكن في الواقع الذي يعيش فيه تبقى هذه التنمية سوى تنمية الحجر لا تنمية الانسان ولا يعرف اين تذهب هذه الأموال.

ان الحل في الصحراء في تنمية حقيقية و ليست تنمية على الورق تجف بمجرد  التوقيع على ذلك الورق الذي كتبت عليه و تبقى حبيسة الرفوف و تقديمها للوفود عند كل زيارة ،  ان ساكنة الصحراء تبحث على تنمية تعتمد على الانسان كمحور و ليس تنمية الحجر، تنمية يستفيد منها أبناء المنطقة وليس تنمية يستفيد منها مسيرو و أعيان هذه المنطقة، تنمية تهدف الى امتصاص بطالة شباب المنطقة و التي تعد اعلى نسبة بمقارنة مع باقي المناطق و ليس تنمية أرصدة  المسؤولين ، تنمية حقيقة تعطي الدولة الثقة لأبناء المنطقة، لا تنمية تشكك في قدراتهم وانتمائهم .

 تنمية حقيقية تنهض بالاقاليم الجنوبية في شتى المجالات سواء المجال التعليم ببناء جامعات بالمعنى الحقيقي وليس نواة اشبه ما يقال عليها مؤسسة من  مؤسسات وزارة التربية الوطنية و ليس جامعة  تابعة لوزارة التعليم العالي   .

النهوض بالقطاع الصحي و بناء مستشفيات جامعية و اطر صحية بشتى التخصصات و ليس بمستشفى  اقل ما يقال عنه مستوصف حي ما من  احياء الشمال ، لا مستعجلات بالمعنى الحقيقي ولا يتوفر على ابسط مقومات العلاج مما يجعل ساكنة الصحراء تبحث عنه في مناطق المغرب النافع.

النهوض بالقطاع الصناعي و الذي يجب على الدولة ان ترفع الفيتو على هذه المناطق و ان تسمح للمستثمر المغربي و الأجنبي  الاستثمار فيها من اجل خلق مناصب الشغل و امتصاص شبه البطالة الذي يعاني منه شباب المنطقة  و التي تعد اعلى مع باقي المناطق.

ساكنة المنطقة تبحث عن تنمية بمفهوم التنمية يعود الانسان محورها لا تنمية الحجر ترتكز على  الجماليات المنطقة.