يا جبل ما يهزك ريح..منتخبينا خطر احمر و الدولة المغربية أمام امتحان عسير


المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

الله ينعل بوها داخلة و صحراء..زبالة الوافدين تنعطا لهم الأرض و الأموال و الامتيازات..و يقربون و تفتح لهم المجالس و تنعطا لجد بوهم الكلب قيمة..و ابنائنا و منتخبونا و أعيان المنطقة يتم إحتقارهم فوق ترابهم.. بالطريقة المهينة التي احتقر و أهين بها رئيس جماعة قروية و منتخب و أحد أعيان القبائل الصحراوية ممثلا في شخص المامي ولد رمضان..حيث لم تتوقف الإهانة عند تلك النازلة المشينة، بل استمرت خلال اليوم كله و تم تكرارها بطريقة أخرى على هامش حفل توزيع الجوائز بمناسبة نهاية سباق الخزو المدعو "الصحراوية"، بعد ان تعمد المنظمون احتقار رؤساء مجالس منتخبة بإقصائهم من حفل توزيع الجوائز.. 

لذلك على الدولة المغربية و صاحبة سباق "صحراوية" و من يقف ورائها، ان يفهموا و يستوعبوا بأن منتخبينا خط أحمر..فلحنا هوما الأصل و لحنا هوما اهل الارض.و لحنا هوما من منح و لا يزال للسيادة المغربية شرعيتها القانونية التي تتشدق بها امام العالم..و ليس صاحبة سباق "الصحراوية" و ليس صديقها المستثمر المحظوظ.. كما أن وزير الداخلية مدعو للتدخل الفوري و معه مستشاري جلالة الملك من أجل إعادة الاعتبار لأعيان الصحراء و منتخبيها و شيوخها الوطنيين المخلصين..فلقد بلغ السيل الزبى...كما ندعو إلى إنهاء مهزلة سباق ما يسمى "الصحراوية" فورا..و وقف إهدار المال العام على ملتقى رياضي عبثي لم تستفد منه الجهة سوى ارتفاع وتيرة الإصابات بفيروس كورونا و بوادر فتنة أهلية جديدة لا تبقي و لا تذر، خدمة للتسويق الاشهاري لمشاريع سياحية مملوكة لوافد اخر عاث فسادا و اجتثاثا في المجال الايكولوجي لخليج وادي الذهب..فجهة الداخلة أصبحت أرض سايبا..و الدولة المغربية امام امتحان عسير، فإما ان نكون او لا نكون..

قولا واحدا، إن هذه النازلة القبيحة قدمت خدمة مجانية لجبهة البوليساريو و ستعرف جيدا كيف تستغلها في الترويج لأطروحة الاضطهاد و الاحتقار الذي يتعرض له الصحراويين المتواجدين في كنف السيادة المغربية، و للأسف الشديد ستتجح في الأمر، لأنه و كما يقول المثل الحساني الشهير "اللا انحلبو الكباش يستيقنو النعاج"، بما انه لم يسلم من الإهانة و الاحتقار حتى أعيان الصحراء و كبار منتخبيها، فما بالك بالمواطن البسيط..

من جهة اخرى، و بما ان هؤلاء الأقزام الصغار المتنطعين الذين وجدوا الداخلة سايبا و شبعوا من بعد جوع فشموا ريحة بيطانهم و تصوروا انهم شيئ و هم في حقيقة الأمر لاشيئ..فسخنوا عليهم ريوسهم و غلطوا و باتوا يسعون إلى الوقوف في صف واحد مع اسيادهم من شيوخ الصحراء الكبار الذين لو لاهم ما استكمل المغرب وحدته الترابية و لما رفرف العلم المغربي فوق أرض الساقية الحمراء و وادي الذهب..و نخص بالذكر رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني"..لذلك فلا بأس أن نذكرهم بمن يكون "الجماني"..و هل يخفى القمر..هل يخفى هرم شامخ و شخصية معطاءة مشهود لها بالوطنية الصادقة والنبل والإخلاص والكرم..ويشهد له القاصي والداني أنه مثال الرجل الإنسان الملتزم بقضايا الوطن و الوفي للعرش العلوي المجيد...

" الجماني" الذي ينحذر من عائلة وطنية عريقة خدمت الوطن والملك في أصعب الظروف و حين الكروب..أتراهم لم يسمعوا عن يوم مشهود اهدى فيه الملك الراحل الحسن الثاني لجده "خطري ولد سيدي سعيد الجماني" سلهامه بمدينة أكادير..و قال له العبارة الشهيرة: "لم يسبق لي أن استقبلت مغربيا كما استقبلتك".. في موقف رمزي يحمل بين طياته الكثير من العبر و الرسائل.. إذ يعد الرجل من بين أبرز الموقعين على معاهدة مدريد بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا..كما لعب "خطري" دورا كبيرا و مفصليا في تأسيس جيش التحرير بعد لقاء تاريخي مع قيادات الحركة الوطنية بالشمال و كان أيضا عضوا مجاهدا بين صفوفه خاض معارك بطولية ضد الاستعمارين الفرنسي و الاسباني و آمن دوما بالوحدة و بمغربية المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي..

هل سمع منظمي تفاهة سباق "الصحراوية" عن الموقف الوطني العظيم ل"سيدي خطري الجماني" امام الجنرال فرنكو بإسبانيا، حين دعى شيوخ الجماعة الصحراوية الممثلة للساكنة بالبرلمان الاسباني انذاك للاجتماع بعد أن أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء..حينها سأل فرانكو "الجماني" قائلا: سعادة الرئيس، يهم مسؤولي الجيش الإسباني في الصحراء، في حال ما قام المغرب بدخول الصحراء عنوة، أن يعرفوا ما إن كان يمكنهم الاعتماد عليكم في دعم قواتنا لدفع الهجوم المغربي... فرد عليه "خطري ولد سعيد الجماني" قائلا: لا يا سيدي الجنرال، نحن الصحراويون غير متعودين على محاربة إخوتنا، والمغاربة كما تعرف سيادتكم إخوتنا...رد فرانكو بلهجة غاضبة منهيا الاجتماع: إذن، هذا يعني أننا لا يمكن أن نعول عليكم إلى هذا الحد...فانتهى الاجتماع.. وفشل فرانكو في تحقيق هدفه، بضمان وقوف الصحراويين إلى جانب إسبانيا ضد المغرب..

إنه مجرد غيض من فيض أنهار رقراقة متدفقة من كفاح أسرة "الجماني" الوحدوية، وما قدمته من جليل الأعمال ومبرور الخدمات في سبيل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة..هذا هو "سيدي صلوح الجماني" سليل دوحة متجذرة في الوطنية و الإخلاص للوطن و الملك..شخصية تجمع كل معاني وصفات الرجل الوطني الصادق و المعطاء، فهو بحق تاريخ مشرف في خدمة هذا الوطن وأبناء هذا الوطن..و لن يضيره قطعا تنطع الإمعات..فيا جبل ما يهزك ريح...