قراءة في انتفاضة فعاليات نسوية صحراوية دفاعا عن مؤسسة "الزبدي" للاعمال الاجتماعية بالداخلة

Photostudio 1616598228351 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

طبعا لم نتفاجئ بالخرجة الإعلامية العفوية و القوية لمجموعة كبيرة من الفعاليات الجمعوية النسوية الصحراوية بالداخلة، دفاعا عن مجموعة الزبدي الاستثمارية و ذراعها للأعمال الاجتماعية و الخيرية ممثلا في مؤسسة الكينغ بيلاجيك للأعمال الاجتماعية. فلقد أثبتت دائما و في عدة مناسبات مجموعة شركات الزبدي بجهة الداخلة وادي الذهب بأنها النموذج المتفرد و المشرف لمفهوم الشركات المواطنة و المتضامنة مع المجتمع المحلي بكافة أطيافه و انتظاراته، و هو ما جسدته و لا تزال على أرض الواقع بشكل مؤسساتي راسخ و خلاق مؤسسة الكينغ البيلاجيك للأعمال الاجتماعية بالجهة.

فمنذ تأسيسها، عملت مؤسسة الكينغ البيلاجيك على تنفيذ الالتزام الاجتماعي والمجتمعي لمجموعة شركات الزبدي الناشطة في مجال تثمين و تصنيع منتجات الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب، وتتمثّل مهمّة المؤسسة في المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بمدينة الداخلة، من خلال تعزيز ديناميكية الإدماج المستمر في الاقتصاد الاجتماعي المحلي، و الذي يحتل فيه الشباب و النساء مكانا مهما.

و استنادًا إلى الرافعات الأساسية لنجاح إستراتيجيتها المتعلقة بالتنمية المحلية، خاصة تنمية مهارات المستفيدين وتثمين الموارد والتراث المحلي، نفذت مؤسسة الكينغ البيلاجيك برامج هامة لتعزيز التضافر بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، من خلال الدورات التكوينية لتنمية المهارات الحياتية، والدورات التكوينية المهنية، ويصب نهج المؤسسة في دعم قدرات المجتمع المحلي للنهوض بأوضاعه السوسيو-إقتصادية.

و في هذا الإطار، و رغم ظروف جائحة كورونا الصعبة، اشرفت مؤسسة كينغ بيلاجيك على تنظيم عدة دورات تكوينية مجانية استفادت منها مجموعة كبيرة من التعاونيات المحلية في مجالات الاعشاب الطبية والعطرية و صناعة الخلطات العطرية الصحراوية إضافة الى تحضير و تسويق عدة منتجات غذائية تقليدية محلية. كما ساهمت مؤسسة "كينغ بيلاجيك" بشكل فاعل في تنفيذ مشــاريع تنمــوية في المجــالات المتعلقة بإعداد وتدبير المشاريع الخاصة بالتعاونيات، وكذا تقديم الدعــم والمســاعدة والاستشارة القانونية لتأسيس اول اتحاد يضم التعاونيات المذكورة.

وقد لاقت هذه المبادرات القيمة استحسان الفئات المجتمعية المستهدفة، الذين أجمعوا على الدور البارز الذي تلعبه المؤسسة لصالح الاعمال الاجتماعية في سبيل النهوض بالفئات الهشة وتطوير الانشطة المدرة للدخل والتي مافتئت المؤسسة برئاسة رجل الاعمال -الانسان "محمد الزبدي" تعمل على مواصلة هذا العمل النبيل، حيث فتحت المؤسسة للنساء المستفيدات أبواب التسويق و الاندماج في الميدان التعاوني، و هو ما مكنهن من تحسين ظروف عيشهن وكذا الترويج للمنتوجات المحلية في فضاء خاص و مجهز وفرته المؤسسة مجانا للمستفيدات.

وتشكل الدورات التكوينية فرصة هامة من أجل الاطلاع على أهمية البحث العلمي والتأطير من أجل تحسين المنتجات المجالية وتثمينها والتي تطرقت بشكل خاص لمواضيع التثمين والترميز وعلامات الجودة، ولتسويق المنتجات المجالية، وكذا طرق تمويل التعاونيات الفلاحية. حيث تهدف المؤسسة إلى إدماج المرأة الصحراوية في التنمية الإقتصادية و تأهيلها للمشاركة في كبرى المعارض الوطنية والدولية. و تبقى أهم ميزة تنفرد بها هذه التعاونيات النسوية كونها الأولى على صعيد الأقاليم الجنوبية التي تعمل تحت إسم إتحاد تعاوني مختص في إنتاج و تسويق الأعشاب الطبيعية.

من جهة أخرى، ونظرا لأن تنمية أي مجتمع لا يمكن أن تتم بدون فئة الشباب، فقد وضعت مؤسسة الكينغ البيلاجيك برنامجا مخصصا للشباب بنسبة 100% في مركزها التكويني بالداخلة، يستهدف تعزيز قدراتهم القيادية، و العمل على تعريف الشباب والشابات بريادة الأعمال، ويلتحق الكثير منهم بهذه الوحدة لمعرفة المزيد عن تأسيس المقاولات، كما يكتسبون إضافة الى ذلك مهارات معرفية و مهنية هامة للغاية، مثل مهارات التفكير الناقد، وكيفية صنع القرار، والقيادة، ومهارات العمل الجماعي و آليات تدبير منظمات المجتمع المدني، التي تصب جميعها في إدماجهم اجتماعيا، والهدف من ذلك هو المساهمة في جعل الشباب المستفيد من البرنامج عناصر فاعلة للتغيير على المستوى المجتمعي و الإقتصادي.

والتعليم ليس ببعيد عن أنشطة المؤسسة، بل على العكس من ذلك، فقد تدخلت المؤسسة من خلال مجموعة من البرامج التربوية للحد من عدم المساواة وتعزيز فرص الفتيات و الشباب في النجاح، كما قامت المؤسسة كل سنة بتقديم منح التميز الدراسية للتلاميذ المتفوقين في البكالوريا، إضافة إلى مساعدات مالية تقدمها المؤسسة للطالبات طوال مسارهن الأكاديمي. وأخيرا و ليس آخرا ساهمت مؤسسة الكينغ البيلاجيك للأعمال الاجتماعية بالجهة في تنظيم حملات دورية و دائمة لمحاربة الفقر و الهشاشة الاجتماعية، و توزيع مساعدات غذائية هامة على الأسر الفقيرة، اضافة الى التكفل بعلاج الحالات المرضية المعوزة، و توزيع أضاحي العيد على الأسر المحرومة.

ختاما، تشكل مؤسسة الكينغ بيلاجيك للأعمال الاجتماعية، مبادرة فريد و رائدة بجهة الداخلة وادي الذهب، مكنت من تحقيق تحول جذري في مفهوم المسؤولية المجتمعية للشركات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، عبر الانتقال من مجرد المساهمة في الأنشطة الخيرية إلى إطلاق مبادرات تنموية و تحويلها إلى واقع ملموس يعمل على تحسين حياة الناس، و يحقق أهداف التنمية المستدامة و حماية البيئة. مبادرة خلاقة تستحق التنويه و الإشادة، و في إرتسامات النسوة الصحراويات ما ينبئ عن التقدير الكبير الذي تحضى به داخل النسيج المجتمعي المحلي، و يقدم الدليل القاطع على نجاح برامجها الاجتماعية وتأثيرها الإيجابي على حياة فئات عريضة من الساكنة. و هو الامر الذي لم يأتي من فراغ، و لكنه مجرد تحصيل حاصل لمنجزات مجتمعية استثنائية تنضاف الى سجل مجموعة الزبدي الاستثمارية الحافل بالإنجازات الجليلة في المجال الخيري و الإنساني بربوع شبه جزيرة الداخلة المالحة.

Screenshot 20210325 110314Screenshot 20210325 110445Screenshot 20210325 110341Img 20200411 185718Fd61da8a f333 441a a589 157a9b9ca3f1

Screenshot 20210325 110322Maxresdefault 7Img 20200402 wa0112