Créer un site internet

سيدي صلوح الجماني..غاندي العملية السياسية بربوع الداخلة المالحة

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

لقد شاءت الاقدار ان نكون شهود عيان على مخاض عسير عاشته العملية السياسية بربوع الداخلة المالحة خلال العقد الأخير، و ما صاحب ذلك من إصطفافات سياسية و صراعات إنتخابية عاصفة في أفق تشكيل المجالس المنتخبة بالجهة و رسم خارطة طريق جديدة لتمثيلية الساكنة محليا و على مستوى البرلمان المغربي.

و في خضم تلك الأحداث المتسارعة، كان لافتا للغاية الدور الطلائعي الذي لعبه غاندي السياسة بربوع الداخلة المالحة ممثلا في شخص "سيدي صلوح الجماني"، الذي إستطاع أن يفرض التغيير الإنتخابي و يعيد نسج خيوط اللعبة الديمقراطية بما يخدم مشروع سياسي تشاركي أنصف جميع المكونات الاجتماعية للجهة، و اتاح الفرصة أمام الوجوه الشابة لحمل مشعل تمثيلية الساكنة داخل كل المجالس المنتخبة بجهة الداخلة و كذا على مستوى البرلمان المغربي بغرفتيه، في سابقة من نوعها، بعد عقود طويلة من موت السياسة و انسداد الافق و تداور التمثيل السياسي للساكنة كتداور الرحى للزرع.

لا يخفى على احد، حجم الخطوب و المؤامرات و الدسائس الذين تعرض لهم غاندي السياسة "الجماني" من حلف الشر الذي يدار انطلاقا من معقل اهل الرشيد الحزبي و أذنابه بالداخلة، حيث ترسم من هناك خرائط محاولاتهم التوسعية للإستحواذ على جهات و جماعات الصحراء بهدف تحويلها الى غنيمة لمشروع عشائري قذر، لا يرى في العملية السياسية سوى مطية لإفتراس الميزانيات و توطيد أركان إستعمار حزبي-قبلي-عائلي لا يبقي و لا يذر.

لكن "الجماني" إستطاع بعزيمة حديدية لا تقل قوة و صلابة عن عزيمة المناضل الهندي الكبير "غاندي" في تحرير بلاده من الاستعمار الانجليزي، أن يحرر ساكنة جهة الداخلة من استعمار اهل الرشيد الحزبي و السياسي و الإنتخابي، و ان يعيد لساكنة الجهة أمور سياستهم و استقلال مجالسهم المنتخبة و حريتهم المطلقة في اختيار من يمثلهم.

إن الحرب الإعلامية القذرة و الضروس التي شنها و لا يزال حلف الشر المعادي ل" الجماني" تتجاوز بكثير كونها مجرد حزازات انتخابية محلية او صراع على مجالس منتخبة هنا و هناك، بقدر ما هو صراع مرير بين مشروعين سياسيين، مشروع عشائر-سياسوي وافد من العيون يريد إحتلال الجهة و توطيد ركائز حكم جبري متسلط تابع لإيالة اهل الرشيد، و مشروع سياسي ديمقراطي يمثله غاندي السياسة "الجماني" من الداخلة و إلى الداخلة، صنعت ديباجته و صيغت خرائطه بسواعد جميع ساكنة الداخلة بمختلف اطيافها و مكوناتها الاجتماعية و الانسانية. 

إن ما حققه "سيدي صلوح الجماني" غاندي السياسة بجهة الداخلة وادي الذهب من فتوحات سياسية و إنفراجة في أفق الممارسة الديمقراطية التشاركية، يستحق ان يدرس في كليات العلوم السياسية، و لا يوازيه سوى ما تحقق على يديه و في ظل رئاسته لبلدية الداخلة من منجزات تنموية يستحيل حصرها في مقالة واحدة، تشهد عليها مدينة الداخلة التي تحولت إلى ورش تنموي ضخم و مفتوح، رغم قلة الموارد و حصار مجلس الجهة المالي.

فشكرا ل"الجماني" غاندي السياسة و سيد الساسة بجهة الداخلة وادي الذهب، الذي أعاد الداخلة لأهل الداخلة.