كي لا ننسى//"الجماني" أنفق الميزانية الفقيرة على التنمية و ليس على الحليب المحروق في الفيافي القاحلة!؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
"ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين". صدق الله العظيم. إنها آية قرآنية تحمل بين طياتها من المعاني و الرقائق ما يليق ان يستدل به إلى حدود التطابق في واقعنا السياسي المر، و حتى لا ننسى ما فعله فينا حلف مجلس الجهة من الكوارث الميزانياتية و الرزايا التدبيرية و ما خلفته خماسيته العجفاء من المآسي الاجتماعية و أضاعته من الفرص التنموية.
إنها حكاية بركات و كرامات رئيس الجهة "ولد ينجا" و فريق عمله داخل المكتب المسير، و بعض قطوف الرفاه و التنمية التي جاء بها تحالفه السياسي لتلك الربوع المالحة، كما جاء على لسان نائبته في مداخلتها البائسة بالأمم المتحدة. أموال عرمرم من ميزانيات الساكنة المحرومة أهدرت على صفقات "مارو و فرينا و الحليب" من عند التاجر المحظوظ "مود"،
و في الأخير و فين شاط الخير على زعير، و بعد أن اثخن مجلس الجهة الفاشل بشكل هستيري في شراء مواد التغذية، متجاوزا كل الخطوط الحمراء و الحاجيات الحقيقية المعبر عنها، أهرقت أموال الساكنة الفقيرة حليبا طازجا في أعماق الصحاري و أشعلت فيها النيران، في جريمة بيئية شنيعة و نازلة سوريالية مشينة لم تشهد لها ربوع شبه جزيرة الداخلة مثيلا من قبل.
المثير للإشمئزاز في تلك النازلة الفضائحية، أن صحافة النكافات و الاذرع الإعلامية المطبلاتية الموالية لمجلس الجهة الفاشل، بلعوا ألسنتهم جميعا، و عجزوا ان يفسروا او يبرروا للساكنة المحرومة هول المصيبة التي حلت بأموالهم العمومية المستباحة. و ماذا عساهم ان يقولوا أو يبرروا أو يزوروا، و كل المؤشرات و الدلائل و الحقائق، تعتبر وصمة عار في جبين مجلس "ولد ينجا".
فإذا كانت تلك المواد الغذائية منتهية الصلاحية فتلك مصيبة، و اما اذا كانت فائض عن حاجيات الساكنة فالمصيبة أعظم، و في كلتا الحالتين، النازلة تحاكم الطقمة المسيرة للمجلس الجهوي و طريقة تدبيرهم الارعن و الكارثي لميزانيات الساكنة، و طرق صرفها و كيفية تحديد الحاجيات و صناعة الفرضيات، و ماهية المعايير السليمة و الرصينة التي أسست عليها عمليات الشراء، ناهيك عن غياب المراقبة و المتابعة و إنعدام شروط التخزين الصحية، و الحصيلة أموال الساكنة المحرومة أهرقت في "الخلوات" بكل أريحية و هنجعية، و في احد اسوء أشكال التبطر على نعم الله و الاستخفاف بها، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.
بلا شك هذه الحادثة المشينة لن تمر دون محاسبة، لأن الساكنة لا يمكنها ان تتحمل كل هذا التبذير الشنيع الذي تعرضت له اموالها العمومية، و ستعاقبهم خلال الاستحقاقات الإنتخابية القادمة، فالتحالف الانتخابي المسير لمجلس الجهة تظل مسؤوليته الأخلاقية و التدبيرية عن هذه الكارثة قائمة و لا يمكنها ان تسقط ابدا، فالمجلس هو الذي اشترى هاته المساعدات الغذائية من أرزاقنا العمومية على اساس دعم الأسر المتضررة من جائحة كورونا، و ليس من أجل سقي الفيافي و "الركوكا" الخالية بالحليب الطازج، أو حرقها في بوادي لمهيريز بعيدا عن أعين الساكنة.
و شتانا بين خصمهم السياسي رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" الذي لا يزال و إلى حدود كتابة هاته الأسطر ينفق كل درهم في ميزانية مجلسه الفقيرة على التنمية المحلية و تطوير البنية التحتية و تحسين عيش المواطنين -شاهدوا الصور- بينما أهرق و أحرق الحليب الطازج الذي اشتراه مجلس "ولد ينجا" من أموال الفقراء في الفيافي القاحلة!؟