كفا كذبا و تعتيما..تنشر لكم جريدة الداخلة بوست نص حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي حول قضية الصحراء

الداخلة بوست

في إطار الحملة الإعلامية التي أطلقتها الدولة المغربية مؤخرا ضد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كيمون" حول ما أعتبر تصريحات غير مقبولة مست بمشاعر الشعب المغربي وبسيادة المغرب على الصحراء. تنشر لكم الجريدة وثيقة حكم محكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 1975.

و ننتظر بالمقابل ردا من جوقة الأساتذة الجامعيين و المحللين الاستراتيجيين القابعين في صوامعهم العاجية و قناة الرحيبة و القنوات المغربية الرسمية الذين صدعوا رؤوسنا هذه الأيام بالنضال و الشجب و التهويل و الاستنكار و التنظير و هلما جرا.

"أرتاح أفتاح", ستظلون تصيحون و تزمجرون و ما حالكم إلا حال الزوبعة في الفنجان الى أن يرث الله الأرض و من عليها. و كما قلناه لكم من قبل "ما هكذا تورد الإبل". تجدر الاشارة الى أنه من العلامات الدالة على حمق المرء فَرَحُهُ بالكَذِبِ مِن مَدْحِهِ وتأَثُرِهِ بتعظيمه وإنْ كان غَيرَ مُستَحِقٍ لذلك. يذكرني حالهم بقصة جحا الشهيرة حين مرَّ به صديق له وهو يحفر بظهر الخلاء موضعًا، فقال له: ما لك يا جحا؟ قال: إنِّي قد دفَنْتُ في هذه الصَّحراء دراهمَ، ولستُ أهتدي إلى مكانها، فقال الرجل: كان يجب أن تجعل عليها علامةً، قال: قد فعلتُ، قال: ما هي؟ قال: سحابة في السَّماء كانت تُظِلُّها، ولست أرى العلامة! أو كذاك الذي سأله بعضهم عن تاريخ ميلاده فقال : وُلِدتُ رأس الهلال للنصف مِن رمضان بَعدَ العيدِ بِثلاثةِ أيام. "أيو حسبها".ضحك كالبكاء.

مادام المغرب مصر على أن يتصدر المشهد المزغردات و الطبالين و المصفقين و جمعيات "الزرود" و مشايخ الأليغارشية الفاسدين الذين رأيناهم بأم أعيينا و هم يجهزون على الديمقراطية بقوة المال الفاسد و النفوذ الآثم و يختطفون الأعضاء و يشترون الذمم. فلن يحصد في قضية الصحراء سوى الأشواك و المزيد من الهزائم و خيبات الأمل.

ما دامت سياسة المغرب الداخلية في القضية تبنى على التقارير السرية و الولاءات و "الحزارة" و "باك صاحبي". فليبشر بالمزيد من النكبات.

ما دام المغرب مصر على تهميش الكفاءات الصحراوية الحقيقية و النظر إليهم بعيون الشك و الريبة و انتهاج سياسة الريع و القطيع فليستعد للمزيد من الانتكاسات الدبلوماسية و السياسية و الحقوقية في الملف. و ما هو قادم أدهى و أمر.

شاهدوا الوثيقة :