لا تستغربوا لماذا تقدم العفن و الطحالب المشهد السياسي و الإعلامي بالداخلة!!؟

Photostudio 1608834364892 900x600

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

كارثة بكل المقاييس تعيشها شبه جزيرة الداخلة المنكوبة، الرويبضة و أشباه المتعلمين و ضحايا الهدر المدرسي و الفوارغ أضحوا "صوحافيين" و محللين سياسيين للشأن العام و نجوم شبكات التواصل الاجتماعي.

بالفعل و كما أرجز الشاعر العربي القديم: لقد هزلت حتى بدا من هزالها*** كلاها و حتى سامها كل مفلس.

طبعا و بعيدا عن نظرية المؤامرة، كل هذا العبث الحاصل ليس محض الصدفة، و ليس كذلك مجرد صيرورة تطورية إجتماعية عادية، بل كل ما يحدث من تمييع و تبخيس و ترسيخ للتفاهة و التافهين بالمشهد السياسي و الاعلامي بالداخلة، امر مقصود و قد دبر داخل الغرف المظلمة لأسباب معروفة.

فالتاريخ في حركيته الدائمة يمتلك آليات داخلية تشبه المصفاة تمنع طفو الطفيليات على سطح الأحداث و الوقائع.. و الأمر ذاته ينطبق على الطبيعة فهي الاخرى لها آليات انتخاب معقدة تمنع تطور أنماط بيولوجية و احيائية فاشلة و تافهة و ضعيفة، لكن كلا الشرطين مرتبط ارتباطا وثيقا بمبدأ العفوية spontanéité و التحرر من اي تدخلات مادية خارجية.

لذلك لا تستغربوا بشاعة الصورة، و كيف تقدم المشهد العام في شتى مناحيه الطفيليات و باتت ميكانيزمات التاريخ و الطبيعة لا تنتخب بالداخلة سوى العفن و الطحالب.